أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الشعب والجيش في سورية لديهما الإرادة لتنظيفها بشكل كامل من الإرهابيين، وهذا الكلام غير قابل للنقاش.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالتي ريا نوفوستي وسبوتنيك الروسيتين أن المحورين الأساسيين اللذين يمكن أن يؤديا لنتائج تحمي سورية ومواطنيها هما مكافحة الإرهاب أولاً والعمل السياسي لحل الأزمة ثانياً.
وشدد الرئيس الأسد على أن الدول الغربية غير صادقة وتمارس سياسة بعيدة عن المبادئ وعن القانون الدولي والأمم المتحدة وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها في حل أي مشكلة.
وفيما يلي الجزء الثالث من المقابلة مع وكالتي ريا نوفوستي وسبوتنيك الروسيتين:
السؤال الأول:
سيدي الرئيس تحرير تدمر بدون شك خبر عالمي وبرأيي لم يتم استيعابه بعد، ومن المهم أن ذلك قد حدث بعد أن سحب الجزء الرئيسي من القوات العسكرية الروسية من بلادكم، كيف حدث ذلك، وما هي المدن الأخرى التي تعتزمون التوجه إليها؟
الرئيس الأسد:
لم يتم استيعاب هذا الخبر، صحيح، البعض في العالم استوعبه ولكنه لا يريد أن يصدقه، واليوم بعد مرور يومين على تحرير مدينة تدمر، فإن عدداً من الدول المفترض بأنها معنية بمكافحة الإرهاب أو جزء من التحالف الدولي الأمريكي لمكافحة الإرهاب، حتى الآن لم تعلن موقفاً من تحرير تدمر، وأنا أريد أن أكون واضحاً بالدرجة الأولى.. النظامان الفرنسي والبريطاني.. لم نسمع منهما أي تعليق، وهناك أسباب لذلك، أولاً لأن احتلال تدمر من قبل الإرهابيين منذ أقل من عام كان دليلاً على فشل التحالف وعلى عدم جديته في مكافحة الإرهاب، وخاصة مكافحة “داعش”، وأيضاً تحريرها الذي تم بدعم روسي كان هو الدليل الآخر على عدم جديتهم.. كيف تمكنا من ذلك؟.. بشكل مبسط، أولاً لدينا إرادة لتنظيف سورية بشكل كامل من الإرهابيين، وهذا الكلام غير قابل للنقاش ولا توجد خيارات لحماية سورية إن لم نقم بمكافحة الإرهاب، طبعاً مع العملية السياسية، ولكن مكافحة الإرهاب أساسية، فإذاً نحن نمتلك هذه الإرادة.. الشعب السوري يمتلك هذه الإرادة.. أيضاً الجيش السوري مصمم على تحرير كل منطقة.. بنفس الوقت دعم الأصدقاء.. الدعم الروسي كان دعماً أساسياً وفعالاً للوصول إلى هذه النتيجة.. دعم الأصدقاء في إيران أيضاً بالاضافة لحزب الله.. وهناك أيضاً مجموعات أخرى سورية تقاتل مع الجيش.. طبعاً بعد تحرير تدمر لا بد أن نتحرك بالمناطق المحيطة التي تؤدي إلى المناطق الشرقية كمدينة دير الزور، وبنفس الوقت بدء العمل باتجاه مدينة الرقة التي تشكل الآن المعقل الأساسي لإرهابيي “داعش”.
السؤال الثاني:
السيد الرئيس.. سورية دولة لديها غنى في التاريخ، كيف تتصورون دوركم في تاريخ بلادكم، وكيف سيتم تقييمه في المستقبل من قبل المؤرخين حسب اعتقادكم؟
الرئيس الأسد:
حسب المؤرخ وموضوعيته، نحن نعرف بأن التاريخ كثيراً ما يُكتب بشكل غير صحيح واليوم الحاضر يزور، لكن إذا افترضنا بأن التقييم هو تقييم موضوعي وكتابة صادقة فأستطيع أن أقول إن المؤرخين والشعب السوري هم أفضل من يقيم.. أنا لا أستطيع أن أقيم نفسي ولكن أستطيع أن أتمنى، لنقل بأن أكون أولاً في موقع من حافظ على بلده في وجه هجمة إرهابية لم نسمع بمثلها خلال العقود الماضية أو ربما خلال القرون الماضية من حيث وحشيتها ومضمونها، ثانياً الشخص الذي حافظ على المنطقة؛ لأن سورية دولة أساسية في هذه المنطقة ولو حصل انهيار كامل للدولة فيها وحصلت فوضى فكل منطقتنا لن تكون سليمة بكل تأكيد.. هذا ما أتمناه للمستقبل بالنسبة للشكل الذي يمكن أن يذكرني فيه التاريخ.
السؤال الثالث:
ما يحدث في سورية الآن بالطبع جزء كبير منه له أبعاد عالمية، ما النصيحة التي يمكن أن تقدموها لرئيس دولة قد تواجه وضعاً كالذي تشهده سورية الآن؟
الرئيس الأسد:
أولاً.. لا نتمنى لأي دولة ولأي شعب أن يمر بمثل ما مرت به سورية، فما مررنا به هو غير إنساني لكن أنت تعيش في عالم ليس فيه قانون دولي اليوم.. ليس فيه أخلاق في العمل السياسي، فكل شيء ممكن أن يحصل في أي مكان من العالم، لكن ما أريد أن أقوله من تجربتنا في سورية.. أولاً إن أي نوع من التعصب سواء كان دينياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو تعصباً لأي فكرة هو مدمر للمجتمع.. لا بد من الابتعاد عن التعصب في مسيرة بناء المجتمعات وهذا واجب الدولة وواجب كل الجهات الأخرى الموجودة في هذا المجتمع.. وواجب كل مواطن، الجانب الآخر.. إذا حصلت هذه الأزمة أو أزمة أخرى في أي بلد، أول شيء يجب أن يعرفه أي مسؤول بأن من يحمي البلد هو الشعب وإذا أراد أن يأخذ توجهاً معيناً في حل الأزمة فلا بد أن يكون هذا التوجه أو الاتجاه مرتبطاً بعادات الشعب.. بتقاليده .. بتاريخه.. وبرغباته الحاضرة.. لا يمكن أن يأتي الحل من الخارج.. يمكن أن ياتيك أصدقاء يساعدونك من الخارج.. كما هي الحالة اليوم مع روسيا وإيران؛ ولكن إن لم تكن هناك إرادة داخلية وعلاقة جيدة بين الدولة والشعب فلا يمكن أن يكون هناك حل.. أهم درس تعلمناه.. وأعتقد أننا نعرفه منذ زمن طويل.. هو أن الغرب غير صادق.. الدول الغربية غير صادقة.. وهي تمارس سياسة بعيدة عن المبادئ، وعن القانون الدولي والأمم المتحدة.. لا يمكن الاعتماد على الغرب في حل أي مشكلة.. كلما كان لديك أصدقاء أفضل كلما كان الحل أسرع وبأقل خسائر.. لذلك على كل مسؤول أن يحسن اختيار الدول الصديقة التي ستقف معه عندما يتعرض لأزمة.
السؤال الرابع:
في وقت ما ستنتهي الحرب في سورية، ولكن البلد ستخرج منها بشكل مختلف ومغاير ولن تكون كما كانت من قبل، كيف ستكون سورية بعد الحرب، كيف تريدون أن تروها؟
الرئيس الأسد:
أعتقد بأن التغير الذي تتحدث عنه بدأ منذ الآن.. بدأ في السنوات القليلة الماضية.. في البداية شكلت الحرب صدمة لكثير من السوريين وأخذتهم باتجاهات خاطئة دون أن يدروا.. بسبب الإعلام الذي كان يخترع روايات وبسبب عدم قدرتهم على قراءة الواقع الذي كان ضبابياً اليوم الصورة واضحة واعتقد بأن التبدل الذي حصل ينطلق من الفكرة التي ذكرتها قبل قليل.. بأنه في الدرجة الأولى التعصب غير ممكن خاصة في بلد متنوع كسورية.. نحن لدينا تنوع كبير.. عرقي.. وديني.. وطائفي.. فكي تكون سورية موجودة.. إذا أردنا أن تكون موجودة.. فلا بد أن نعيش مع بعضنا بقبول وبمحبة حقيقية وليست شكلية.. هذا الشيء بدانا نلمسه الآن في المجتمع السوري، فأنا أعتقد إذا تمكنا من تجاوز هذه الأزمة بسلام فسيكون المجتمع السوري أفضل.. من الناحية الاجتماعية وستتمكن سورية من ممارسة دورها التاريخي الذي لعبته في هذه المنطقة بشكل أفضل وسيكون لهذا الدور المنفتح للمجتمع تأثير على المجتمعات الأخرى.. لأن هذه المنطقة واحدة.. العشائر واحدة.. التقاليد متشابهة.. فنحن نتأثر ببعضنا كدول عربية وكدول إسلامية.. فلا بد أن يكون لسورية دور مهم جداً في هذا الموضوع، أما في الداخل فمن الطبيعي أن يكون أيضاً لهذا انعكاس سياسي.. هناك أحزاب سياسية ستشارك.. الحالة الوطنية ستكون هي الطاغية وليست حالة الانبهار بالغرب.. هذه العناوين الرئيسية التي أرى من خلالها سورية بعد الأزمة.
السؤال الخامس:
كسياسي وكإنسان، أنتم كل يوم تراقبون وتشاهدون حتى كيف يموت أناس في بلدكم.. الكثيرون مجبرون على الهروب من البلاد.. يتركون منازلهم خلفهم لا يمكن أن نتعامل مع ذلك دون انعكاسات نفسية، كيف تتعاملون مع هذا من الناحية الإنسانية، وكيف تستطيعون حمل مسؤولية مهمة وصعبة كهذه، ما ومن الذي يدعمكم؟
الرئيس الأسد:
هذا صحيح تماماً.. هذه حالة نعيش معها بشكل يومي وفي كل ساعة عندما يأتيك خبر عن شخص بريء قتل أو أصيب أو عندما يسقط شهيد في المعركة.. فبغض النظر عن كيف يسقط هذا الشخص.. عليك أن تفكر أولاً ما الذي يحصل.. أو ما الذي حل بعائلته من الناحية العاطفية أو المعيشية أو من أي جانب من الجوانب الأخرى التي ستعيشها معه العائلة لسنوات طويلة مع حالة الحزن.. فهذا الجانب هو الذي يؤثر فينا كسوريين يومياً وهو جانب مؤلم بشكل حقيقي.. لكن عندما تكون بموقع المسؤولية لا بد أن تحول هذا الجانب العاطفي وهذا الألم إلى عمل.. أهم سؤال للمسؤول في هذه الحالة يكون ما الذي ستفعله نتيجة هذه الحالة.. كيف تحمي من لم يتأذ.. كيف تحمي الأحياء الذين ربما يكونون ضحايا في المستقبل القريب.. لذلك نحن نعتقد بأن المحورين الأساسيين اللذين يمكن أن يؤديا لنتائج فعلاً تحمي البلد.. أولاً.. مكافحة الإرهاب.. هذا شيء بديهي.. ثانياً.. العمل السياسي من أجل إيقاف ما يحصل في سورية.. وهذا العمل السياسي فيه مفاوضات سياسية من جانب وبنفس الوقت فيه مفاوضات مع المسلحين الذين يرغبون بالعودة إلى أحضان الدولة والحياة الطبيعية.. وهذا الشيء نجحنا فيه إلى حد كبير في السنتين الأخيرتين.. يبقى السؤال الأساسي فعلاً في وجه هذه الظروف الصعبة.. كيف يمكن لشخص أن تكون لديه القدرة على تحمل الضغوط؟.. أنا أقول بالدرجة الأولى إذا كنت مسؤولاً فقوتك الحقيقية.. خاصة المعنوية والفعلية تنطلق من الشعب بشكل عام.. ولكن نحن كسوريين.. كمسؤولين أو كمواطنين حقيقةً نستمد قوتنا من عائلات الشهداء والجرحى في سورية لأنهم هم من يقدم أكبر ثمن ولكن بالمقابل هم من يعلنون بشكل مستمر بأنهم يقدمون من أجل الوطن.. لا شك بأن هذه الحالة المعنوية لهذه العائلات هي التي تسمح لك بأن تكون قادراً على العمل والاستمرار بالعطاء من أجل حل المشكلة.
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الشعب والجيش في سورية لديهما الإرادة لتنظيفها بشكل كامل من الإرهابيين، وهذا الكلام غير قابل للنقاش.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالتي ريا نوفوستي وسبوتنيك الروسيتين أن المحورين الأساسيين اللذين يمكن أن يؤديا لنتائج تحمي سورية ومواطنيها هما مكافحة الإرهاب أولاً والعمل السياسي لحل الأزمة ثانياً.
وشدد الرئيس الأسد على أن الدول الغربية غير صادقة وتمارس سياسة بعيدة عن المبادئ وعن القانون الدولي والأمم المتحدة وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها في حل أي مشكلة.
وفيما يلي الجزء الثالث من المقابلة مع وكالتي ريا نوفوستي وسبوتنيك الروسيتين:
السؤال الأول:
سيدي الرئيس تحرير تدمر بدون شك خبر عالمي وبرأيي لم يتم استيعابه بعد، ومن المهم أن ذلك قد حدث بعد أن سحب الجزء الرئيسي من القوات العسكرية الروسية من بلادكم، كيف حدث ذلك، وما هي المدن الأخرى التي تعتزمون التوجه إليها؟
الرئيس الأسد:
لم يتم استيعاب هذا الخبر، صحيح، البعض في العالم استوعبه ولكنه لا يريد أن يصدقه، واليوم بعد مرور يومين على تحرير مدينة تدمر، فإن عدداً من الدول المفترض بأنها معنية بمكافحة الإرهاب أو جزء من التحالف الدولي الأمريكي لمكافحة الإرهاب، حتى الآن لم تعلن موقفاً من تحرير تدمر، وأنا أريد أن أكون واضحاً بالدرجة الأولى.. النظامان الفرنسي والبريطاني.. لم نسمع منهما أي تعليق، وهناك أسباب لذلك، أولاً لأن احتلال تدمر من قبل الإرهابيين منذ أقل من عام كان دليلاً على فشل التحالف وعلى عدم جديته في مكافحة الإرهاب، وخاصة مكافحة “داعش”، وأيضاً تحريرها الذي تم بدعم روسي كان هو الدليل الآخر على عدم جديتهم.. كيف تمكنا من ذلك؟.. بشكل مبسط، أولاً لدينا إرادة لتنظيف سورية بشكل كامل من الإرهابيين، وهذا الكلام غير قابل للنقاش ولا توجد خيارات لحماية سورية إن لم نقم بمكافحة الإرهاب، طبعاً مع العملية السياسية، ولكن مكافحة الإرهاب أساسية، فإذاً نحن نمتلك هذه الإرادة.. الشعب السوري يمتلك هذه الإرادة.. أيضاً الجيش السوري مصمم على تحرير كل منطقة.. بنفس الوقت دعم الأصدقاء.. الدعم الروسي كان دعماً أساسياً وفعالاً للوصول إلى هذه النتيجة.. دعم الأصدقاء في إيران أيضاً بالاضافة لحزب الله.. وهناك أيضاً مجموعات أخرى سورية تقاتل مع الجيش.. طبعاً بعد تحرير تدمر لا بد أن نتحرك بالمناطق المحيطة التي تؤدي إلى المناطق الشرقية كمدينة دير الزور، وبنفس الوقت بدء العمل باتجاه مدينة الرقة التي تشكل الآن المعقل الأساسي لإرهابيي “داعش”.
السؤال الثاني:
السيد الرئيس.. سورية دولة لديها غنى في التاريخ، كيف تتصورون دوركم في تاريخ بلادكم، وكيف سيتم تقييمه في المستقبل من قبل المؤرخين حسب اعتقادكم؟
الرئيس الأسد:
حسب المؤرخ وموضوعيته، نحن نعرف بأن التاريخ كثيراً ما يُكتب بشكل غير صحيح واليوم الحاضر يزور، لكن إذا افترضنا بأن التقييم هو تقييم موضوعي وكتابة صادقة فأستطيع أن أقول إن المؤرخين والشعب السوري هم أفضل من يقيم.. أنا لا أستطيع أن أقيم نفسي ولكن أستطيع أن أتمنى، لنقل بأن أكون أولاً في موقع من حافظ على بلده في وجه هجمة إرهابية لم نسمع بمثلها خلال العقود الماضية أو ربما خلال القرون الماضية من حيث وحشيتها ومضمونها، ثانياً الشخص الذي حافظ على المنطقة؛ لأن سورية دولة أساسية في هذه المنطقة ولو حصل انهيار كامل للدولة فيها وحصلت فوضى فكل منطقتنا لن تكون سليمة بكل تأكيد.. هذا ما أتمناه للمستقبل بالنسبة للشكل الذي يمكن أن يذكرني فيه التاريخ.
السؤال الثالث:
ما يحدث في سورية الآن بالطبع جزء كبير منه له أبعاد عالمية، ما النصيحة التي يمكن أن تقدموها لرئيس دولة قد تواجه وضعاً كالذي تشهده سورية الآن؟
الرئيس الأسد:
أولاً.. لا نتمنى لأي دولة ولأي شعب أن يمر بمثل ما مرت به سورية، فما مررنا به هو غير إنساني لكن أنت تعيش في عالم ليس فيه قانون دولي اليوم.. ليس فيه أخلاق في العمل السياسي، فكل شيء ممكن أن يحصل في أي مكان من العالم، لكن ما أريد أن أقوله من تجربتنا في سورية.. أولاً إن أي نوع من التعصب سواء كان دينياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو تعصباً لأي فكرة هو مدمر للمجتمع.. لا بد من الابتعاد عن التعصب في مسيرة بناء المجتمعات وهذا واجب الدولة وواجب كل الجهات الأخرى الموجودة في هذا المجتمع.. وواجب كل مواطن، الجانب الآخر.. إذا حصلت هذه الأزمة أو أزمة أخرى في أي بلد، أول شيء يجب أن يعرفه أي مسؤول بأن من يحمي البلد هو الشعب وإذا أراد أن يأخذ توجهاً معيناً في حل الأزمة فلا بد أن يكون هذا التوجه أو الاتجاه مرتبطاً بعادات الشعب.. بتقاليده .. بتاريخه.. وبرغباته الحاضرة.. لا يمكن أن يأتي الحل من الخارج.. يمكن أن ياتيك أصدقاء يساعدونك من الخارج.. كما هي الحالة اليوم مع روسيا وإيران؛ ولكن إن لم تكن هناك إرادة داخلية وعلاقة جيدة بين الدولة والشعب فلا يمكن أن يكون هناك حل.. أهم درس تعلمناه.. وأعتقد أننا نعرفه منذ زمن طويل.. هو أن الغرب غير صادق.. الدول الغربية غير صادقة.. وهي تمارس سياسة بعيدة عن المبادئ، وعن القانون الدولي والأمم المتحدة.. لا يمكن الاعتماد على الغرب في حل أي مشكلة.. كلما كان لديك أصدقاء أفضل كلما كان الحل أسرع وبأقل خسائر.. لذلك على كل مسؤول أن يحسن اختيار الدول الصديقة التي ستقف معه عندما يتعرض لأزمة.
السؤال الرابع:
في وقت ما ستنتهي الحرب في سورية، ولكن البلد ستخرج منها بشكل مختلف ومغاير ولن تكون كما كانت من قبل، كيف ستكون سورية بعد الحرب، كيف تريدون أن تروها؟
الرئيس الأسد:
أعتقد بأن التغير الذي تتحدث عنه بدأ منذ الآن.. بدأ في السنوات القليلة الماضية.. في البداية شكلت الحرب صدمة لكثير من السوريين وأخذتهم باتجاهات خاطئة دون أن يدروا.. بسبب الإعلام الذي كان يخترع روايات وبسبب عدم قدرتهم على قراءة الواقع الذي كان ضبابياً اليوم الصورة واضحة واعتقد بأن التبدل الذي حصل ينطلق من الفكرة التي ذكرتها قبل قليل.. بأنه في الدرجة الأولى التعصب غير ممكن خاصة في بلد متنوع كسورية.. نحن لدينا تنوع كبير.. عرقي.. وديني.. وطائفي.. فكي تكون سورية موجودة.. إذا أردنا أن تكون موجودة.. فلا بد أن نعيش مع بعضنا بقبول وبمحبة حقيقية وليست شكلية.. هذا الشيء بدانا نلمسه الآن في المجتمع السوري، فأنا أعتقد إذا تمكنا من تجاوز هذه الأزمة بسلام فسيكون المجتمع السوري أفضل.. من الناحية الاجتماعية وستتمكن سورية من ممارسة دورها التاريخي الذي لعبته في هذه المنطقة بشكل أفضل وسيكون لهذا الدور المنفتح للمجتمع تأثير على المجتمعات الأخرى.. لأن هذه المنطقة واحدة.. العشائر واحدة.. التقاليد متشابهة.. فنحن نتأثر ببعضنا كدول عربية وكدول إسلامية.. فلا بد أن يكون لسورية دور مهم جداً في هذا الموضوع، أما في الداخل فمن الطبيعي أن يكون أيضاً لهذا انعكاس سياسي.. هناك أحزاب سياسية ستشارك.. الحالة الوطنية ستكون هي الطاغية وليست حالة الانبهار بالغرب.. هذه العناوين الرئيسية التي أرى من خلالها سورية بعد الأزمة.
السؤال الخامس:
كسياسي وكإنسان، أنتم كل يوم تراقبون وتشاهدون حتى كيف يموت أناس في بلدكم.. الكثيرون مجبرون على الهروب من البلاد.. يتركون منازلهم خلفهم لا يمكن أن نتعامل مع ذلك دون انعكاسات نفسية، كيف تتعاملون مع هذا من الناحية الإنسانية، وكيف تستطيعون حمل مسؤولية مهمة وصعبة كهذه، ما ومن الذي يدعمكم؟
الرئيس الأسد:
هذا صحيح تماماً.. هذه حالة نعيش معها بشكل يومي وفي كل ساعة عندما يأتيك خبر عن شخص بريء قتل أو أصيب أو عندما يسقط شهيد في المعركة.. فبغض النظر عن كيف يسقط هذا الشخص.. عليك أن تفكر أولاً ما الذي يحصل.. أو ما الذي حل بعائلته من الناحية العاطفية أو المعيشية أو من أي جانب من الجوانب الأخرى التي ستعيشها معه العائلة لسنوات طويلة مع حالة الحزن.. فهذا الجانب هو الذي يؤثر فينا كسوريين يومياً وهو جانب مؤلم بشكل حقيقي.. لكن عندما تكون بموقع المسؤولية لا بد أن تحول هذا الجانب العاطفي وهذا الألم إلى عمل.. أهم سؤال للمسؤول في هذه الحالة يكون ما الذي ستفعله نتيجة هذه الحالة.. كيف تحمي من لم يتأذ.. كيف تحمي الأحياء الذين ربما يكونون ضحايا في المستقبل القريب.. لذلك نحن نعتقد بأن المحورين الأساسيين اللذين يمكن أن يؤديا لنتائج فعلاً تحمي البلد.. أولاً.. مكافحة الإرهاب.. هذا شيء بديهي.. ثانياً.. العمل السياسي من أجل إيقاف ما يحصل في سورية.. وهذا العمل السياسي فيه مفاوضات سياسية من جانب وبنفس الوقت فيه مفاوضات مع المسلحين الذين يرغبون بالعودة إلى أحضان الدولة والحياة الطبيعية.. وهذا الشيء نجحنا فيه إلى حد كبير في السنتين الأخيرتين.. يبقى السؤال الأساسي فعلاً في وجه هذه الظروف الصعبة.. كيف يمكن لشخص أن تكون لديه القدرة على تحمل الضغوط؟.. أنا أقول بالدرجة الأولى إذا كنت مسؤولاً فقوتك الحقيقية.. خاصة المعنوية والفعلية تنطلق من الشعب بشكل عام.. ولكن نحن كسوريين.. كمسؤولين أو كمواطنين حقيقةً نستمد قوتنا من عائلات الشهداء والجرحى في سورية لأنهم هم من يقدم أكبر ثمن ولكن بالمقابل هم من يعلنون بشكل مستمر بأنهم يقدمون من أجل الوطن.. لا شك بأن هذه الحالة المعنوية لهذه العائلات هي التي تسمح لك بأن تكون قادراً على العمل والاستمرار بالعطاء من أجل حل المشكلة.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 4/3/2016)