برعاية محافظ القنيطرة الدكتور معن صلاح الدين علي وضمن احتفالية سورية في معادلة العالم والسلام تم تكريم ذوي الشهداء في محافظة القنيطرة أمس في مكتبة الأسد، وتأتي هذه التظاهرة في إطار فعاليات التكريم التي تقيمها المؤسسات الحكومية تكريماً لأرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل أن يحيا الوطن.
وفي كلمة افتتاحية لمحافظ القنيطرة أشاد بدور سورية الحضاري وبشعبها وبإرادتها فهي عبر سبعة آلاف عام كانت أكبر من كل الجغرافيا, وعلى ضفاف الفرات السوري شيد أول بيت في التاريخ, وهنا زرعت الحقوب الأولى وقامت المدن والشرائع والأبجدية الأولى والصلوات الأولى التي تؤكد أن سورية بهذا الحاضر كانت مهداً للرسالات السماوية ولمختلف الديانات التي تستهدي بها الشعوب, فسورية ليست عبئاً ولا غيبوبة كما يقول عنها الأعراب بل إن الربيع المتجدد حوّلها إلى ألماس لا يصدأ, وإلى إقدام لا يتراجع وإلى منارة للعالم إلى نور, وسورية بموقعها الجغرافي هي قلب العالم القديم, مؤكداً أن عالمية سورية ليست حالة مستجدة وطارئة وهذه العالمية جعلت منها الفاعلة والرائدة والقائدة ودور سورية العالمي صاغ لتحولات المربع الذهبي العالمي, فسورية كانت ومازالت رمزاً للعالمية فمنها انطلقت دعوة السيد المسيح ليكون أول انقلاب فكري وروحي ومنها مرت الجيوش الغازية وبدأت عالميتها الأولى من معركة اليرموك مبشرة بقدوم الإرادة العربية الإسلامية مروراً بالعالمية الثانية معركة حطين وعالمية النصر الثالث في عين جالوت وعالميتها الرابعة على يد الراحل الكبير القائد الخالد حافظ الأسد, أما عالمية النصر الخامس فسيكون على يد القائد بشار الأسد, فهو النصر المؤزر على الإرهابيين والتكفيريين, اليوم ومن خلال التحولات الدولية القائمة بسقوط القطبية الأحادية للولايات المتحدة فقد خُلق عالم يتجدد اليوم ويرسم من خلال سورية, فمن أجل الشهادة يجب أن نخلص كل الإخلاص لهذا الوطن وذلك هو الوجه الآخر للشهادة, وكل التحية والاحترام لهذا الجيش العظيم جيش الحق والوطن والوفاء ولهذا الشعب العظيم, والولاء كل الولاء لسيد الوطن والتقدير والاحترام لكل شرفاء العالم.
من ثم ألقى الدكتور أحمد الحاج علي محاضرة بدأها بالتسليم على أرواح الشهداء الأطهار وقال: إن سورية صارت موطن الشهداء لكثرة القوافل التي قدمت فداء للوطن وتحولت حالة الشهادة إلى حالة يومية معيشة في المجتمع السوري وبأننا كلنا شهداء بعضنا قضى نحبه وبعضنا لن يبدل تبديلاً وبيّن الحاج علي أن تلك الفعالية تكريماً لأرواح شهداء الوطن ومنهم شهداء الإعلام.
وبيّن أن سورية هي المعادلة الصعبة لأنها آيات الدنيا وشاغلة العالم، لأن الإرهاب الذي نتصدى له شوه الإسلام وهو من صلب المعادلة بأن نحمي الإسلام ونقضي على الذين شوهوه فهو لا قيمة له عند التكفيريين والإخوان المسلمين إلا بما يحقق مصالحهم ولا يريدون الشرع الإسلامي الحقيقي، فها هم يدمرون الكنائس والمساجد ويشوهون القرآن الكريم، وهدفهم تدمير الوطن السوري بإرثه وحضارته ومواقفه أن يلغى تاريخه وأن يعجز على تقدمه خطوة واحدة.
وعرض الحاج علي لمحة تاريخية عن الإرهاب وكيف تصدت سورية لهجمة عظمى من قوى رجعية وتكفيرية، وقال: كان الهدف منها إزالة سورية والقضاء على تاريخها وعراقتها والتدخل في شؤونها الداخلية كما فعلوا في الشأن العراقي وتابع بأن صمود سورية وثباتها ضد هذا الصراع قوّى من موقفها أمام تلك الهجمة.
وأشار الحاج علي إلى أن ما يجري على أرض سورية معركة غرائزية بعد أن ضخت دول العدوان ما يقارب 200 مليار دولار لتدمير سورية وهذه حرب أكسبتنا خبرة وبينت للعالم أن الشعب السوري مبدع ومعطاء ومهما قدم من تضحيات وشهداء فهو فداء للوطن وعزته ورفعته، وتساءل في ختام حديثه عن دور الأدباء والمثقفين والمؤرخين في إظهار الحقائق وإدانة كل ما يجري على أرض سورية من خلال كلماتهم ومواقفهم لأن شعبنا عاشها وكل موقف هو قامة من قامات السنديان الخالدة وهي حقيقة من حقائق التاريخ وأن سلام العالم متوقف علينا، سورية ستنتصر بإرادة شعبها الذي لا يلين.
وفي النهاية عرض فريق الإخبارية السورية فيلماً وثائقياً قصيراً بعنوان «لأجل الوطن» عن شهداء «الإخبارية السورية» شهداء الكلمة والحق الذين قضوا على أرض الوطن وهم يقومون بعملهم لإظهار الكلمة والحقيقة, ثم تم تكريم ذوي الشهداء في القنيطرة.أكدت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن رياح المؤامرة على سورية تعمي الأبصار والقلوب إلا أن وعي شعبنا سوف ينتصر على هذه المؤامرة, ويجب علينا مراجعة أنفسنا جميعاً منطلقين من أنفسنا وأبنائنا وأفراد الأسرة جميعاً, ونحن باقون على أصالتنا العربية الإسلامية ولن ننجرّ إلى هذه الأفكار الهدّامة والغريبة على مجتمعنا.
فتحية إلى الشهداء الأحياء وإلى كل أبنائنا في الجيش العربي السوري وسنبقى مدينين له طوال حياتنا.
وأضافت: إن وزارة الثقافة تعمل على نشر الثقافة – ثقافة الهوية والمواطنة وهي همنا الأول في الوزارة كما تعمل الوزارة جاهدة على تحصين الفكر والنفوس والأمن في هذا البلد العظيم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وأشارت الوزيرة إلى أن دول الجوار وبعض الدول الغربية تعمل على سرقة وتهريب الآثار السورية بالتعاون مع المجموعات المسلحة ولدى الوزارة أدلة على ذلك, ووجهت بتزويد المراكز الثقافية بالقنيطرة بعدد كبير من الكتب فوراً.
(المصدر: صحيفة “تشرين” بتاريخ 05/12/2013)