أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي عمق العلاقات السورية الإيرانية الراسخة والمتجذرة والمتنامية نتيجة إصرار الجانبين على الارتقاء بها ورسم معالمها والانطلاق إلى فضاءات أوسع لتحقيق طموحات الشعبين الصديقين.
ونوه الحلقي خلال لقائه أمس وفد المثقفين الايرانيين المشاركين في أعمال مؤتمر دور المثقفين في تعزيز صمود الشعب السوري بأهمية انعقاد هذا المؤتمر لمواجهة الظواهر السلبية ومنع انتشار الفكر الظلامي التكفيري والتنبيه إلى مخاطره على المجتمع لافتا إلى تركيز المؤتمر على مناقشة البعد الثقافي للحرب الكونية التي تشن على سورية.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن الثقافة السورية فعل حضاري تراكمي مدني وجهد انساني مقاوم مدافع عن الهوية والوجود الوطني وجزء من الثقافة العالمية المبنية على المحبة والتسامح والعيش المشترك وفعل إنساني يعيش السياسة وهموم الناس مبينا أن استهداف الفكر العقائدي للشباب السوري يرمي إلى سلبه إرادة التفكير والمحاكمة العقلية وغرس الأفكار التكفيرية الحاقدة والهدامة والمجرمة في عقله واستبدال الفكر التنويري بفكر ظلامي هادم للبنية الاجتماعية داعيا المثقفين السوريين والأصدقاء إلى المساهمة في التصدي لهذه الظاهرة الغريبة عن عادات مجتمعنا وحضاراتنا.
وبين الحلقي أن جزءا من الأزمة هو أزمة ثقافية وأزمة رأي وموقف ومعرفة مشيرا إلى أهمية التعاون والتكامل بين المنظومات الإعلامية والثقافية السورية والصديقة في التصدي للغزو الثقافي المخطط على الشعوب العربية والحد من انتشار أفكاره الغريبة.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى دور المفكرين والمثقفين في التصدي للأزمة التي تتعرض لها سورية والتي تستهدف محور الصمود والمقاومة والممانعة للمخططات الصهيو أمريكية في المنطقة من خلال كشفهم زيف وكذب التضليل الإعلامي للقنوات المغرضة وتزويرها للحقائق التي تحدث على الارض وتجاهلها قيام المجموعات الإرهابية والتكفيرية المجرمة بالتخريب والتدمير واستهداف الشعب والدولة لحرفها عن مسارها المقاوم والممانع.
وقال الحلقي إن الكتاب والمثقفين الإيرانيين والكتاب السوريين والشرفاء من الأمة العربية نجحوا في رصد وحشد كل ما من شأنه إيصال الأفكار النبيلة والحقيقة للرأي العام وتعرية الأفكار الكاذبة المحاكة ضدنا.
وأكد الحلقي أن رسم المستقبل السياسي للشعب السوري سيكون برؤية سورية تستند إلى الخيار الديمقراطي التعددي وفق صناديق الاقتراع من أجل بناء سورية المتجددة الموحدة التي تلبي طموحات شعبها وليس كما يريده الآخرون مرحبا بالمبادرات الدولية لحل الأزمة في سورية سياسياً بما فيها مؤتمر جنيف2 وبمشاركة إيران فيه.
وقدم رئيس مجلس الوزراء عرضاً لمكونات الحرب على سورية بجوانبها المختلفة مشيرا إلى الانتصارات الكبرى التي تحققها باستمرار قواتنا الباسلة على المجموعات الإرهابية المسلحة وإعادة السيطرة والأمن إلى معظم الأراضي وإلحاق الخسائر الفادحة بصفوفها واندحارها وهزيمتها بفضل تلاحم الجيش والشعب ووقوف الاصدقاء إلى جانب سورية.
ولفت إلى صمود القطاع الاقتصادي في وجه الحصار الجائر والظالم بحق شعبنا إضافة إلى وقوف الشعب والقيادة الإيرانية إلى جانبه في هذه الأزمة وتعزيز صموده وتأمين كل احتياجاته ولا سيما المشتقات النفطية والطحين والمواد الغذائية من خلال الخط الائتماني الإيراني والذي يقدر بمليار دولار في الوقت الذي كانت فيه دول الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية تحاصر الشعب السوري في لقمة عيشه مبيناً أهمية تعزيز التنسيق الاقتصادي والتجاري بين الجانبين في القطاعات كافة وإعادة الإعمار.
وختم رئيس مجلس الوزراء بالقول “متفائلون بالنصر وقطعنا أشواطاً كبيرة من الأزمة التي تعيشها البلاد” وإن الأيام والأسابيع القادمة ستحمل المزيد من الانجازات والتفاؤل ونحن وإياكم نشق طريقنا إلى النصر المؤزر ضد أعداء المنطقة.
من جهتهم عبر أعضاء الوفد عن إيمانهم بأن النصر سيكون حليف سورية ومحور الصمود والمقاومة وإن العالم الاسلامي يتعرض لغزو ثقافي شامل ما يتطلب تحصين هذا العالم تجاه الغزو الثقافي التكفيري مؤكدين وقوف الشعب الإيراني إلى جانب الشعب السوري كون نصره سيكون نصراً لايران شعباً وقيادة ولكل أحرار العالم.
وأكد أعضاء الوفد أن “السيد الرئيس بشار الأسد وقف صامداً وكرس ملاحم ومعاني جديدة في المقاومة والصمود والتصدي والعنفوان والإباء” مشيرين إلى صمود الشعب والحكومة ومواجهتهم لأعداء الأمة.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 29/10/2013)