عرضت قناة سي إن إن الأمريكية تقريرا مصورا يبين بوضوح أن الطائرات المدنية التي تحط في احد المطارات في لواء اسكندرون تحمل على متنها مقاتلين من تنظيم القاعدة الإرهابي مؤكدة أن العديد من هؤلاء الذين يصلون إلى هذا المطار يتجهون فوراً إلى سورية.
وقالت القناة إن عدة تقارير دولية تتحدث عن أن “تهريب المقاتلين الأجانب إلى داخل سورية يتم عبر تركيا ولذلك أصبح وجود تنظيم القاعدة في شمال سورية خلال العامين ونصف العام الماضية من الأزمة في سورية قويا جدا”.
وقال مراسل القناة نيك باتون وولش ضمن تقرير أعده وبثته القناة “إن على متن كل طائرة من الطائرات التي تحط بمطار لواء اسكندرون والتي صورناها خلسة مقاتلين من القاعدة” موضحا أن “من بين المسافرين على متن هذه الطائرات رجلين من موريتانيا وأربعة من ليبيا يحملون معهم حقائب كبيرة”.
وقال مسافر على متن الطائرة ردا على سؤال حول المكان الذي قدم منه إنه “من بنغازي الليبية” مضيفا “هناك مصريون وسعوديون وحتى أن بعضهم من المملكة المتحدة إلا أن العديد منهم يرفض الحديث إلا بالقليل ويسارع إلى السيارة التي تنتظره”. واعتبر وولش أن “من المثير للصدمة رؤية مثل هذه الحشود من كل دول العالم بالقرب من سورية التي يتنامى في شمالها تنظيم القاعدة تحت أعين إدارة الحدود التركية”.
وأظهر التقرير أحد مهربي الإرهابيين الأجانب وهو يقود سيارة من المطار نحو السياج الحدودي حيث يقوم بتسليم “الإرهابيين الأجانب” مباشرة إلى المسلحين المرتبطين بالقاعدة الذين يسعون للسيطرة على شمال سورية وفقا للقناة ذاتها.
ولفت وولش إلى أن “أعداد المقاتلين الأجانب المتدفقين إلى سورية في تزايد مستمر مؤكدا أن المهرب الذي سبق ذكره قام وحده بنقل أكثر من 400 شخص إلى الأراضي السورية خلال الأشهر القليلة الماضية. ومن بين الإرهابيين الأجانب الذين يتم تهريبهم إلى سورية عرض وولش في تقريره رجلا قدمه على أنه “جهادي عراقي” سيتم نقله إلى الحدود مع سورية صباح اليوم التالي ويقول في تصريح للمراسل .. “إنني سعيد جدا بالذهاب إلى سورية وإن شاء الله سأموت وأنا أقاتل” مضيفا “هناك العديد من الأوروبيين الذين يأتون ونحن نريد إقامة “خلافة إسلامية” تمتد من سورية إلى الأنبار في العراق دون حدود وتطبق الشريعة الإسلامية”. واختتم وولش بالقول إن “كل هذا الأمر خطر جدا بالنسبة لتركيا حيث يمكن لأي كان حاليا مشاهدة وجود تنظيم القاعدة من الحدود التركية حيث يظهر العلم الأسود لما يسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام” في مدينة جرابلس” معتبرا أن ما وصفه بالتنقل المسعور “للجهاديين” يخاطر بجعل القاعدة هي “القائد الجديد” للشمال في سورية. يشار إلى أن الكثير من التقارير الإعلامية الغربية كشفت أن تركيا باتت ملاذا آمنا ومركزا لتواجد الإرهابيين من كل أصقاع العالم ولتدفقهم إلى سورية فيما كان الكاتب والمحلل الغربي طوني كارتالوتشي قد بين الأحد الماضي في سياق مقال نشره موقع برس تي في الإيراني أن شبكة المخابئ والمنازل الآمنة التي يستخدمها الإرهابيون في تركيا تساعد على وجود تدفق ثابت “للمقاتلين الأجانب” بمن فيهم من بريطانيين وكنديين وغيرهم من مختلف الجنسيات إلى داخل سورية.
وعلى الرغم من زعم حكومة رجب طيب أردوغان مؤخرا وقوفها إلى جانب الحل السياسي في سورية إلا أنها تواصل خلافا لذلك دعمها للإرهابيين وتوفير البيئة الخصبة لإيوائهم وعملهم انطلاقا من أراضيها إلى جانب تهريبهم للأراضي السورية ليتابعوا ما بدأه أقرانهم من تدمير للبنى التحتية السورية واستهداف للبشر والحجر في سورية..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 6/11/2013)