سعي سلطات آل سعود إلى عرقلة عقد «جنيف2» ورفضها لكل الحلول السلمية للأزمة في سورية وعملها مع قطر على زيادة الدعم للمجموعات الإرهابية عسكرياً ومالياً أكده كتّاب ومواقع أمريكية وكندية.
وفي هذا السياق قال الكاتب والمحلل الأمريكي لورانس فاريمان: دول الخليج وخاصة السعودية غاضبة ومستاءة من الولايات المتحدة لعدم دعم خطتها بشأن الأزمة في سورية كما تحاول تخريب الحلول السلمية للأزمة والوقوف في وجهها.
وأضاف فريمان في مقابلة أجراها مع موقع «برس.تي.في» الإيراني وأوردتها «سانا»: إن السعودية والدعم الهائل الذي تقدمه للمجموعات الإرهابية في سورية تشكل العائق الأكبر أمام إيجاد حل سلمي للأزمة في سورية، كما أن فكرتهم بإبعاد إيران عن مؤتمر «جنيف2» قد صممت خصيصاً لإفشال هذه العملية السياسية.
وأوضح فريمان أن السعودية هي عدو للبشرية كافة لمماطلتها ومحاولتها تخريب الحلول السلمية للأزمة في سورية والوقوف في وجهها.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لديها تاريخ طويل في العمل مع السعودية ومع جماعة الإخوان المسلمين ضد المصالح الوطنية للحكومات في المنطقة.
وتابع فريمان: السعودية تسلّح هذه المجموعات في سورية كما أنها تقوم بتمويل قاعدة تدريب لهم في لبنان يشرف عليها عملاء في المخابرات الأمريكية، وحول عدد ما يسمى «الجهاديين» الأجانب في سورية أكد فريمان أن عددهم الآن يفوق ما كان عليه في أفغانستان والعراق قائلاً: إن ما يجري في سورية لا يمكن اعتباره إلا أنه تدخل خارجي في الشؤون السورية يدعمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما كما دعم جهود «الإخوان» في مصر، موضحاً أن الولايات المتحدة تحاول دائماً حماية المصالح السعودية حول العالم وفي سورية.
وتأكيداً على تقديم قطر والسعودية تمويلاً كبيراً للإرهابيين في سورية قال موقع «انفو وورز» الأمريكي: حكومة الولايات المتحدة زعمت عبر منافذ الدعاية الحربية لديها أنها تشعر بالقلق إزاء تزايد وجود تنظيم «القاعدة» الإرهابي وفروعه مثل «جبهة النصرة» الوحشية في سورية غير أنه وفي حقيقة الأمر فإنها تفضل هيمنة «القاعدة» كما كان الحال في ليبيا.
وأوضح الموقع الأمريكي أن الهدف المزيف لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي.آيه.إي» مما يسمى «الربيع العربي» ليس تحقيق الحرية بل على العكس من ذلك، إذ إن جدول الأعمال يهدف إلى إنشاء ولايات وهابية متشددة منقسمة فاشلة يحكمها مرضى نفسيون ساديون يبقون الناس يرتعدون خوفاً مع شن حروب لا نهاية لها ضد من تسميهم «الزنادقة والكفار».
وحول السياسة العدوانية المستمرة التي تتبعها السعودية تجاه سورية أكد موقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي أن هذه السياسة تعبير واضح وصريح عن ضعفها الداخلي ومحاولاتها اليائسة في تجنب حدوث تغيير خارج حدودها خوفاً من أن ينتقل هذا التغيير إلى داخل حدودها وأن يؤدي إلى تهديد حكم آل سعود.
وقال الموقع: السعودية تخوض عدة معارك استباقية خارج حدودها في محاولة منها لمنع حدوث تغيير إقليمي تاريخي قد ينتهي بتغيير حكمها السياسي والاجتماعي الذي يعود إلى ما قبل العصور الوسطى لكنها تخوض معركة خاسرة ضد سورية ويثبت ذلك يوماً بعد يوم.
وأوضح الموقع أن حكام السعودية يشعرون بقلق كبير من أن يواجه نظام حكمهم اختباراً وجودياً للبقاء وسط تغيرات البيئة الإقليمية والدولية المحيطة بهم وهذا ما جعلهم يتخبطون بشكل طائش في سياسة خارجية تكسبهم المزيد من الأعداء في إطار محاولاتهم الفاشلة في تعزيز طريقتهم بالحياة بدلاً من الإصلاح من أجل التكيف مع التغيرات الحديثة التي لا رجعة فيها..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 7/11/2013)