أكدت سورية أنها قررت بشكل سيادي وطوعي منتصف شهر أيلول الماضي الانضمام إلى اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية كإثبات للعالم أجمع بالتزامها التام ضد أي استخدام لهذا النوع من الأسلحة وخاصة بعد استخدام المجموعات الإرهابية المسلحة لها في عدة أماكن في سورية وجاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين باسم سورية أمام المؤتمر الثامن عشر للدول الاطراف لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال المقداد “إنها المرة الأولى التي تتحدث فيها سورية أمام هذا المؤتمر بعد أن قررت بشكل سيادي وطوعي الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية”.
وأوضح نائب وزير الخارجية والمغتربين أنه لم يعد خافيا على أحد حقيقة ما يجري في سورية حيث تتعرض منذ ثلاث سنوات تقريبا إلى حرب إرهابية مبرمجة من قبل تنظيمات إرهابية تكفيرية تدعمها أطراف إقليمية ودولية وترتكب جرائم إرهابية من قتل وذبح وتدمير واستخدام للغازات السامة ضد ابناء الشعب السوري في أكثر من مكان في سورية ومن ذلك ما قامت به في خان العسل بتاريخ 19/3/2013 ما دفع الحكومة السورية لأن تطلب من مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق دولية بشكل فوري للتحقيق بهذه الجريمة الإرهابية إلا أنه تأخر وصول هذه اللجنة إلى سورية لخمسة أشهر نتيجة العرقلة التي مارستها دول معروفة.
وشدد الدكتور المقداد على أن استجابة سورية للمبادرة التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تظهر مدى حرص سورية على التخلص من جميع أسلحة الدمار الشامل ومنع المجموعات الإرهابية المسلحة من استخدام تلك الأسلحة مؤكدا أن “استجابة سورية في الوقت نفسه تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل”.
وذكر المقداد المشاركين في المؤتمر بأن سورية كانت قد طرحت أثناء عضويتها في مجلس الأمن عام 2003 مشروع قرار لإخلاء المنطقة من كل أسلحة الدمار الشامل ومن المعروف للجميع من عرقل هذه المبادرة في ازدواجية واضحة للمعايير الدولية بهدف وحيد هو عدم إحراج إسرائيل التي يجب أن تشملها تلك الإجراءات ضمن المنطقة.
في هذا الصدد أشار الدكتور المقداد إلى أن ما تم إنجازه حتى الآن لا يمكن وصفه إلا “بالنموذجي لانه بفضل التعاون والتنسيق بين الفريق الوطني السوري وفريق المنظمة تم خلال فترة شهر تقريبا إنجاز عمل ضخم استغرق عدة سنوات في دول أخرى”.
وثمن نائب وزير الخارجية والمغتربين الجهود المخلصة التي قام بها أحمد اوزمجو مدير عام منظمة حظر الاسلحة الكيميائية وسيغريد كاغ رئيس البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة والعاملون معها والدعم الذي قدمته دول أخرى أعضاء لهذه الجهود.
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن هذا التعاون سيستمر حتى إنجاز كل الالتزامات والوفاء بالاطر الزمنية التي حددتها قرارات المجلس التنفيذي وخاصة أن “سورية قدمت خطة متكاملة للتنفيذ تمت مناقشتها مع الامانة الفنية والبعثة المشتركة تتضمن الاحتياجات الضرورية اللازمة لتنفيذ هذه العملية والتي ترتبط مباشرة بجوانب لوجستية وعملياتية تضمن سلامة وأمن تلك العملية”.
وأدان المقداد محاولات بعض الدول تسييس الملف الكيميائي السوري بهدف تنفيذ اجندات خاصة بعيدة عن الجانب التقني الفني وما تنص عليه الاتفاقية من تعليمات.
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين ان الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية حاليا والأولويات التي تضعها لتلبية الاحتياجات الاساسية لمواطنيها بسبب الحرب الارهابية التي تشن ضدها والعقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على سورية من قبل بعض الدول تحتم على المنظمة والدول الاطراف تقديم الدعم المالي والمادي اللازمين لتحقيق الهدف المطلوب ولتمكين سورية من تنفيذ التزاماتها وفق الاطر الزمنية الضاغطة.
وختم الدكتور المقداد بيانه بالتاكيد على التفاهم بين الفريق الفني السوري ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية لمناقشة ودراسة خصوصية الحالة السورية واهمية التوصل الى فهم مشترك لتحقيق الهدف المشترك وفقا لاتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية.
وكان المؤتمر قد بدأ أعماله صباح أمس في لاهاي مقر المنظمة بانتخاب العراق رئيسا للمؤتمر وقدم اوزمجو تقريرا عن اعمال المنظمة خلال هذا العام والتي تضمنت الجوانب المتعلقة بإزالة الأسلحة الكيميائية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 03/12/2013)