عمل لا إنساني ووصمة عار على جبين الغرب والعرب.. هذا بعض ما جاء على لسان فعاليات دينية ورسمية محلية وعربية وعالمية في إطار إدانتها لعملية اختطاف راهبات من دير مار تقلا في معلولا بريف دمشق من مجموعة إرهابية، وقالت هذه الفعاليات : منفذو هذا العمل الإجرامي هم النموذج الأبشع في حضارة الإنسان.
فمن دمشق أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن أبناء سورية كانوا وسيبقون عائلة واحدة معاً وسينتصرون على المؤامرة التي يتعرضون لها بتكاتفهم ووحدتهم وإصرارهم على بناء وطنهم معاً.
وأشار وزير الأوقاف خلال زيارته غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك في كاتدرائية سيدة النياح في حارة الزيتون بدمشق أمس إلى أن الهجمة الإرهابية الوهابية التكفيرية التي استهدفت المساجد والكنائس والمدارس والتي كان آخرها الاعتداء الآثم على معلولا بإرثها الديني المقدس الذي تفتخر به سورية وما جرى من اختطاف للراهبات في دير مار تقلا ومن قبل اختطاف المطرانين في حلب واستهداف العلماء والمفكرين والمثقفين وغيرهم من المواطنين يفضح فكر هؤلاء التكفيريين، الذي يناقض كل عقيدة سماوية وكل فكر ديني أنزل من السماء من أجل سعادة الإنسان وحمايته.
وبيّن الوزير السيد أن هؤلاء المجرمين لا علاقة لهم بالإسلام على الإطلاق وهم بأعمالهم يدفعوننا للمزيد من تشبثنا بأرضنا وإصرارنا على التمسك بنهج حياتنا كعائلة واحدة في بلدنا مهد الرسالات السماوية.
من جانبه أكد البطريرك لحام أن الله جمع دائماً أبناء سورية مهد المسيحية والحضارات والرسالات السماوية على المحبة والإخاء، وزيارة وزير الأوقاف وعلماء الدين الإسلامي للبطريركية رد من أبناء سورية مسلمين ومسيحيين على من اعتدوا على المساجد والكنائس ودور العبادة والمدارس وعلى الإنسان السوري المخطوف من هؤلاء الذين يستهدفونه بالمطلق، مشيراً إلى أن إقامة ثلاثة بطاركة في دمشق هو تعبير عن الحب لسورية وعن قيم السوريين وأخوتهم الحقيقية.
ودعا البطريرك لحام الله تعالى أن يحفظ سورية وأبناءها وجيشها وأن تعود كما كانت.
كما زار وزير الأوقاف والعلماء كلاً من الكاتدرائية المريمية للروم الأرثوذكس وكاتدرائية الشهيد مارجرجس للسريان الأرثوذكس.
وأكد المطران أفرام معلولي الوكيل البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن أبناء سورية سيقفون معاً في مواجهة المؤامرة التي تستهدف كل ما هو سوري من بناء وإنسان، مشيراً إلى أن أصحاب الفكر التكفيري الإرهابي يريدون تدمير الحياة والنموذج السوري الفريد في المحبة والإخاء.
بدوره أكد المطران جان قواق مدير الديوان البطريركي في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس أن مسيحيي سورية والمسلمين فيها سيبقون متجذرين في الأرض ولن يستطيع أيّاً كان دفعهم لمغادرتها مهما حاولت قوى الظلام والتكفير إرهابهم وسيقومون معاً بمواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف الوطن والمواطن السوري بصرف النظر عن معتقده.
وأشار إلى أن السوريين جميعاً استنكروا استهداف دور العبادة الإسلامية والمسيحية وقبل كل ذلك الإنسان السوري وخاصة استهداف معلولا البلدة التي ما زالت تتكلم السريانية لغة السيد المسيح كما أدانوا اختطاف الراهبات والمطرانين واستهداف علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي مجدداً الدعوة للعمل المشترك من أجل إطلاق سراح الراهبات.
كما حضر اللقاءات الثلاثة رئيس اتحاد علماء بلاد الشام ومفتي دمشق ومديرا أوقاف دمشق وريفها ومديرا معهدي الفتح الإسلامي والشيخ أحمد كفتارو بدمشق وعدد من المديرين المركزيين في وزارة الأوقاف وعدد من علماء الدين الإسلامي.
وفي الفاتيكان وجّه البابا فرنسيس نداء من أجل الراهبات المخطوفات ومن أجل كل الأشخاص الذين خطفوا في هذا البلد.
وقال البابا فرنسيس خلال اللقاء العام في ساحة القديس بطرس: نصلي من أجل هؤلاء الأخوات وكل الأشخاص الذين خطفوا بسبب النزاع لنواصل الصلاة والعمل معاً من أجل السلام.
وفي موسكو أدانت بطريركية موسكو وسائر روسيا عملية اختطاف الراهبات ووصفتها باللاإنسانية.
(المصدر: صحيفة “تشرين” بتاريخ 05/12/2013)