أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي ضرورة التركيز على تربية الإنسان ذي الفكر التنويري المبني على التلاقي والتسامح وتقبل الآخر ونبذ الإرهاب والقتل والتدمير وتقويم فكره وتحميله مضامين الخير والمحبة والسلام وألا تقتصر إعادة البناء والإعمار على المنشات الاقتصادية والخدمية.
وأشار الحلقي خلال استقباله أمس وفدا تضامنيا يضم أكثر من أربعين مسؤولا في اتحادات ونقابات المعلمين في موريتانيا وفلسطين واليمن ولبنان الى أهمية دور المعلمين في سورية والوطن العربي في بناء الفكر العقائدي لدى الأجيال القادمة ومحاربة الفكر الظلامي التكفيري مبينا أن المعلمين السوريين يقومون بدورهم الاجتماعي الثقافي التوعوي ويساهمون بشكل فاعل في رسم السياسة الوطنية بما يخص قطاعهم والقطاعات الاخرى وأنه يتوجب عليهم اليوم مع أشقائهم العرب مقاربة ما أفرزته الظروف الراهنة في المنطقة العربية وتعميق الفكر القومي العروبي ومواجهة الغزو الثقافي بكل ما يمتلكونه من خبرات ومقدرات وطنية ثقافية وأن يكونوا اصحاب المشروع النهضوي العلمي المقاوم لأي فكر تكفيري إجرامي والقضاء عليه أينما وجد وتسليط الضوء على حقيقة ما يجري في سورية وتعزيز التضامن العربي.
ونوه رئيس مجلس الوزراء بمواقف المعلمين العرب وكل أحرار الأمة العربية في الوقوف إلى جانب سورية وشعبها الذي يدافع عن الحق والهوية القومية العربية لافتا إلى دور النقابات المهنية والمنظمات الشعبية العربية في رص الصفوف وحشد طاقات الأمة ولاسيما المعلمون كونهم مشاعل للنور والعلم والمعرفة ويلعبون دورا مهما في تحصين الأجيال القادمة ضد الأفكار الهدامة وتوضيح حقيقة ما تتعرض له سورية حاليا من حرب كونية ظالمة تستهدف في النهاية الأمة العربية جمعاء وتعميق الروح الوطنية وتنميتها وربط الانسان بأرضه ووطنه وتعزيز الانتماء القومي للأمة العربية وزرع العلم والمعرفة والمحبة والتسامح وحب الاوطان ومواجهة الأفكار الهدامة التكفيرية والغريبة عن مجتمعنا العربي.
واستعرض الحلقي أمام الوفد أبعاد الحرب الكونية المتعددة المكونات التي تتعرض لها سورية باعتبارها المدافع الحقيقي عن قضايا الأمة العربية وحاملة مشعل الانتماء القومي وآخر قلاع الصمود والمقاومة في وجه المخططات الغربية والصهيونية المعدة للمنطقة مبينا ان سورية بفضل تلاحم ووعي جيشها وشعبها وقيادتها أفشلت هذه المخططات وتسطر كل يوم بفضل انجازات جيشنا الباسل ملاحم العزة والاباء وتدافع بذلك عن شرف وكرامة الأمة العربية وتتصدى للارهاب نيابة عن العالم أجمع.
وجدد الحلقي تأكيده أن سورية ستذهب إلى مؤتمر جنيف 2 دون شروط مسبقة وأن أي قرار سيتخذ لا يكتسب شرعيته إلا من خلال آراء الشعب السوري في صناديق الاقتراع وفي نهاية المطاف لن يكون الحوار والحل السياسي إلا على الأرض السورية وبين السوريين أنفسهم.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن سورية تعرضت لتخريب وتدمير ممنهج للبنى التحتية والخدمية والاقتصادية من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة حيث سرقوا وحرقوا آبار النفط وخربوا محطات الطاقة الكهربائية وسرقوا الصوامع والمحاصيل الزراعية والمخازين الاستراتيجية ودمروا المعامل والمشافي والمدارس وحاولوا بتمويل من دول اقليمية وعربية تدمير الاقتصاد الوطني واستهداف الليرة السورية بمعناها الرمزي السيادي والفعلي بغية إركاع الشعب السوري من خلال تصدير الإرهاب العالمي من أكثر من 83 دولة ومده بالمال والسلاح وخاصة من تركيا وقطر والسعودية مشددا على أنه بفضل ارادة الصمود والتحدي ووقوف الأصدقاء وشرفاء الأمة الى جانب سورية استطعنا الصمود والمقاومة وتحقيق الانتصار الذي بات قريبا جدا وافشال هذه المؤامرة الكبرى.
من جهتهم عبر أعضاء الوفد عن وقوفهم وتضامنهم مع سورية وشعبها ضد هذا الإرهاب والمؤامرات العالمية المكشوفة الاهداف التي تتعرض لها منوهين بالتلاحم العظيم للشعب والجيش والقيادة في سورية ودحرهم للمجموعات الارهابية المسلحة وهزيمتها مؤكدين أن ما شاهدوه في سورية من حياة طبيعية ولاسيما في دمشق وما لمسوه من اصرار الشعب السوري على محاربة الارهاب واعادة الأمن والاستقرار يؤكد كذب وزيف الإعلام المضلل الذي يشوه حقيقة الأوضاع ويساهم في إشعال الفتن وسفك الدماء.
وأعرب أعضاء الوفد عن املهم بمشاركة السوريين انتصارهم القريب مؤكدين أن سورية على مر العقود كانت الحامل الأول لهموم العرب وقضاياهم والحاضن الأساسي للمقاومة والممانعة ولذلك حاولوا استهدافها لكنهم فشلوا نتيجة إرادة وعقيدة شعبها وجيشها.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 9/12/2013)