أكد رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام أن ما يجري في سورية هو “نتاج خطة سياسية وعسكرية مرسومة من قبل دول تناصب سورية العداء وتنفذها مجموعات تكفيرية تدعمها بعض القنوات الفضائية التي تبث سموم الفتنة والكراهية بين الأديان والأعراق والمذاهب”.
ولفت اللحام أمس أمام الجلسة العامة السادسة للجمعية البرلمانية الآسيوية المنعقدة حاليا في العاصمة الباكستانية إسلام أباد إلى أن المجموعات الإرهابية تسفك دماء السوريين من خلال “فتاوى القتل والتكفير التي يطلقها شيوخ الفتنة” داعيا أعضاء الجمعية التي تبث بعض قنوات الفتنة من أراضيها إلى إعادة النظر في تلك القنوات لجعل الإعلامِ وسيلة للتواصل والتسامح بين الشعوبِ والأمم وبين الديانات على أساس الاحترام المتبادل.
وأوضح رئيس مجلس الشعب أن سورية تتطلع إلى الجمعية البرلمانيةِ الآسيوية لاستخدامِ الجهود الدبلوماسيةِ في دعمِ الحل السياسي في سورية “ووقف دعاة العنف والإرهاب والقتل، وتشكيل جبهة دبلوماسية في وجه الجبهةِ الإرهابيةِ التي تقودها بعض الدول الإقليمية والغربية” ولا سيما أن الدبلوماسية أثبتت قدرتها على حل القضايا المعقدة وتحقيق نتائج مرضية للجميع.
وأشار اللحام إلى أن سورية اتخذت العديد من الإجراءات بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة عبر إقرار حزمة تغييرات في القوانين والتشريعات وطرح مبادرة للحل السياسي تقوم على الحوار الوطني الشامل إضافة لقبولها المبادرات السياسية بدءا ببعثتي المراقبة العربية والدولية وترحيبها بمؤتمر جنيف وتأكيدها المشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 دون شروط مسبقة في حين “ترفض الأطراف المعارضة الحوار الوطني وتراهن على التدخل العسكري الخارجي واستمرار العنف وسفك دماء الشعب السوري”.
وبين رئيس مجلس الشعب أن ما تتعرض له سورية منذ عامين ونصف العام يشكل جوهر اجتماع الجمعية البرلمانية الآسيوية سواء ما يتعلق منه بالإرهاب العابر للحدود أو بالاعتداءاتِ الممنهجة من قبل الإرهابيين والمرتزقة التكفيريين ضد التنوع الثقافي والديني في سورية والتخريب المقصود لمسارات التنميةِ وبناها التحتية والحصارِ الاقتصادي ضد الشعب السوري مؤكدا أن ما يشهده العراق من اعتداءات إرهابية وما تعرضت له طرابلس وبيروت في لبنان من تفجيرات إرهابية وما يجري في ليبيا ومصر وتونس واليمن يحتم على جميع الدول توحيد جهودها وإيجاد معالجات استراتيجية لمواجهة الفكر الإرهابي القاتل العابر للحدود.
ولفت اللحام إلى أن الدول التي تعمل على تجميع الإرهابيين من أرجاء العالم وتسهيل عبورهم ودخولهم إلى سورية وتدعمهم بالمال والسلاح لقتل أبناء الشعب السوري بمختلف انتماءاتهم هي “أبعد ما تكون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة وتشكل تصرفاتها انتهاكا فاضحا لقرار مجلسِ الأمنِ الدولي 1373″الذي يلزم جميع الدولِ الأعضاءِ بمنعِ تمويل العمليات الإرهابية أو تقديم أي شكلٍ من أشكال الدعمِ للضالعين في أعمال إرهابية تشكِل مخالفة لقرارات وميثاق الجمعية البرلمانية الآسيوية واستراتيجيةِ الأممِ المتحدة لمكافحة الإرهابِ.
ولفت اللحام إلى أن سورية مهد المسيحية وحاضرة الإسلام تواجه اليوم حربا فتاكة من قبل مجموعات إرهابية تكفيريةٍ تضم في صفوفها مرتزقةً من 83 بلداً في العالم تعمد إلى طمس التنوع الثقافي والحضاري والديني الذي يعد مصدر غنى سورية واقتلاع مسيحيي الشرق من موطنهم وتهجيرهم.
وجدد رئيس مجلس الشعب التأكيد على أن مستقبل سورية يصنعه السوريون بأنفسهم من خلال “الحوار وصناديق الاقتراع لا عبر السلاح والإرهاب وبنادق المرتزقة التكفيريين ولا عبر وصايةٍ غربيةٍ أو عربية” داعيا الجميع للمساهمة في حل الأزمة من خلال الحوار والحل السياسي خدمة لشعوب المنطقة ودولها وتفادياً لمزيدٍ من الأزمات التي قد تعصف بدول المنطقة والعالم.
وأشار رئيس مجلس الشعب بعد أن سلم رئاسة الجمعية البرلمانية الآسيوية لرئيس مجلس الشيوخ الباكستاني سيد ناير حسين بخاري إلى أهمية تعزيز التعاون بين البرلمانات الآسيوية ودورها في محاربة الإرهاب والفساد والاتجار بالمخدرات وحماية التنوع الثقافي مؤكدا أن هذه القضايا تتطلب إجراءاتٍ عمليةً سواءٌ على مستوى التشريعات أو على مستوى التنسيق مع الحكومات من أجل اتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ تترك أثراً فعلياً في أرض الواقع ولا سيما في ظل ما تتعرض له المنطقة من حروبٍ بالوكالة تهدف إلى إثارة الفوضى والدمار والاقتتال بين شعوبها.
ولفت اللحام إلى أن سورية تأمل بأن تنخرط البرلمانات الأعضاء في حوارٍ ونشاطٍ برلمانيٍ مشتركٍ لمواجهة الإرهاب والبروباغاندا الإعلامية الإرهابية في آسيا عبر تعزيز التعاون بين الحكومات وتطوير صيغة عملٍ إقليميةٍ دوليةٍ لمواجهة الإرهاب الذي يهدد السلام والأمن الدوليين ويشكل خطراً داهماً على التنوع الثقافي والاندماج الاقتصادي والتنمية والازدهار والتكامل بين شعوب آسيا والعالم.
وأعرب رئيس مجلس الشعب عن أمله في التوصل إلى قراراتٍ وتوصياتٍ تسهم في تعزيز التعاون والتضامن والتكامل الاقتصادي بين الدول الآسيوية وفي تنسيق المقاربات بين الحكومات الآسيوية لمعالجة القضايا التي تهم القارة وشعوبها.
وكانت الجمعية البرلمانية الآسيوية بدأت صباح أمس اجتماعات الجلسة العامة السادسة تحت عنوان “القرن الآسيوي والتعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة البيئية” بمشاركة وفود برلمانية من 28 دولة بهدف بحث سبل تعزيز دور وفعالية الجمعية في محاربة الإرهاب وحماية التنوع الثقافي في آسيا ومكافحة الفساد والفقر والاتجار بالمخدرات عبر تقوية قنوات الاتصال والتعاون بين البرلمانات الآسيوية وسن التشريعات المناسبة في هذا المجال..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 10/12/2013)