(العربية) روسيا وإيران: حل الأزمة في سورية سياسي عبر جنيف2 وعلى المجتمع الدولي تقديم المساعدة للوصول إلى حل يقوم به السوريون بأنفسهم

أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن محاربة الإرهاب والتطرف يشكل القاسم المشترك بين ايران وروسيا.

وقال روحاني خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن “الإرهاب والتطرف من المسائل المهمة بين البلدين ومن الضروري التعاون في جميع الجوانب لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف”.

وذكر التلفزيون الإيراني أن روحاني أكد خلال اللقاء أن “وجود القوات الأجنبية في المنطقة يؤدي إلى عدم الاستقرار والأمن وانتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف فيها وعلى روسيا وإيران التعاون في مكافحة هاتين الظاهرتين”.

وحذر روحاني من أن أي تفسير أحادي لاتفاق جنيف بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى سيؤدي إلى انهيار الثقة المتبادلة بين الأطراف قائلا “إن مفهوم توافق جنيف اعتراف رسمي بحق ايران في التخصيب”.

ولفت روحاني بخصوص اتفاق جنيف إلى أن “إيران تؤكد على مبدئين أولهما عدم التمييز والاستفادة المتساوية في الحقوق المندرجة في معاهدة حظر انتشار الاسلحة الكيمياوية (ان بي تي) وعلى الخصوص حق إيران في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها والمبدأ الثاني التأكيد على سلمية النشاطات النووية الايرانية”.

من جانبه أكد لافروف أن التعاون الدولي والإقليمي بين روسيا وإيران يحظى بأهمية بالغة لدى موسكو وقال “إنه لا اختلاف بيننا حول تفسير مفهوم توافق جنيف لأن استراتيجية السياسة الروسية تؤكد حق الدول في تخصيب اليورانيوم ضمن المقررات الدولية”.

وبحث الجانبان وفق التلفزيون الإيراني ضرورة إقرار الأمن والسلام في المنطقة ومكافحة الإرهاب والتطرف والتحديات التي تواجهها دول المنطقة وآخر الأوضاع على الساحة السورية واتفاق جنيف بين إيران والسداسية الدولية” إضافة إلى أوجه التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والصناعية والتكنولوجيا النووية السلمية.

يذكر أن إيران وروسيا يتبنيان موقفا مشتركا ضد الدعم الغربي وبعض دول وممالك الخليج للارهاب وتسلله الى سورية ويؤكدان ضرورة وقف الدعم للمجموعات الارهابية المسلحة وأكلة قلوب البشر بعد قتلهم.

وكان وزير الخارجية الروسي أكد مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحفي مشترك بطهران أن حل الأزمة في سورية يكون عبر المؤتمر الدولي في جنيف ومن خلال الشعب السوري على أن ينحصر الدور الدولي في تقديم المساعدة اللازمة من أجل الوصول إلى حل دبلوماسي سياسي يقوم به السوريون أنفسهم.

ورد لافروف على سؤال حول موقف نظام آل سعود المعرقل لانعقاد مؤتمر جنيف2 قائلا إن على “كل الدول المسؤولة” أن تفعل شيئا ليفضي المؤتمر الدولي حول سورية إلى “نتيجة إيجابية” مؤكدا أن “الذين لا يريدون التوصل إلى مثل هذه النتيجة الايجابية يثبتون عدم التزامهم بمطالب الأسرة الدولية” وشدد على أن مبادرة مؤتمر جنيف2″ مدعومة من المجتمع الدولي ومن قرار دولي وعلى دول المجتمع الدولي أن تطبقه”.

وأكد أن على جميع الدول دعم عقد مؤتمر جنيف2 لحل الأزمة في سورية معتبرا أنه في حال لم يعقد المؤتمر فالسبب سيكون عدم التزام بعض الدول بقواعد المجتمع الدولي.

وشدد وزير الخارجية الروسي على أن الحل العسكري لن ينفع أبدا في حل الأزمة في سورية مجددا موقف بلاده الداعي إلى وقف العنف واحترام سيادة الأراضي السورية والحقوق المتساوية لجميع أطياف الشعب السوري للمساهمة في تطوير بلدهم.

وقال لافروف “إن الظروف تغيرت في المنطقة واستخدام القوة لن ينفع في حل وفض النزاعات الدولية ونحن قلقون جدا من الوضع في سورية ونساند وندعم وقف إراقة الدماء فيها وبأن يتم الحفاظ على استقلالها ووحدة أراضيها مع احترام أن جميع الطوائف والمذاهب لديها حقوق يجب أن تكون متساوية”.

وأضاف لافروف “من حق جميع الطوائف والمذاهب في سورية أن تشعر بالأمن والأمان في بلدها وأن تساهم في التطور السياسي وفي مؤتمر جنيف 2 يجب أن تكون كل هذه الفئات ممثلة لأنها تشكل كامل الشعب السوري” مشيرا إلى أهمية حضور “لاعبين خارجيين يستطيعون المساعدة للوصول إلى نتائج إيجابية بين السوريين وإيران أحدهم فهي لاعب مهم وحضوره مهم جدا”.

واعتبر لافروف أن “مؤتمر جنيف 2 يحظى الآن بدعم دولي من المجتمع الدولي بدون استثناء وقد جاء في القرار 2118 بأن هناك إجماعا على هذه القضية وجميع أعضاء المجتمع الدولي ملزمون بتنفيذ هذا القرار”.

وأشار لافروف إلى أنه بين الفينة والأخرى تعرب دولة ما عن عدم رضاها بشكل كامل حول ما سيحدث في جنيف 2 ولكن ينبغي القول إن هذا المؤتمر يجب أن يعقد وربما يعتقد البعض أن استخدام القوة يحل هذه المسالة لكنه كلام لم نسمعه وكل دولة تتحمل المسؤولية عليها السعي جاهدة لمساندة المؤتمر والذي إن لم ينعقد “فذلك يعني أن هناك دولا لم تلتزم بمتطلبات المجتمع الدولي”.

وحول التعاون بين روسيا وإيران قال لافروف “إن هناك تعاونا مع إيران في قضية توسيع وتطوير الطاقة النووية والبرنامج النووي ونأمل استمراره وأؤكد أنه ليس هناك أي قرار دولي أو من مجلس الأمن يمنع هذا التعاون”.

من جانبه جدد ظريف تأكيده أنه لا حل عسكريا للأزمة في سورية وأن الحل الوحيد هو سياسي يقوم به الشعب السوري وعلى الجميع مساعدته في الوصول إلى هذا الحل.

وأشار ظريف إلى أن النقطة التي تتفق عليها إيران مع أصدقائها في روسيا والكثير من أعضاء المجتمع الدولي هي أنه لا حل عسكريا للأزمة في سورية بل يجب البحث عن حل سياسي ودبلوماسي والذي يجب اختياره من قبل الشعب السوري لافتا إلى أن الآخرين يستطيعون أن يساعدوا ويساندوا هذا المؤتمر وعليهم المساعدة ليفهموا الحقائق على الأرض.

وقال ظريف “على جميع الأطراف في سورية أن تعلم بأن الحل سياسي ولا تستطيع الدول الخارجية أن تحدد مصير ومستقبل الشعب السوري الذي هو وحده من يحدد مستقبله وتلك هي المبادئ الأساسية خاصة للمجتمع الدولي وعلى وجه التحديد للدول التي لعبت دورا مؤثرا في اجتماعات جنيف”.

وأعرب ظريف عن أمله أن تستمر المحادثات في جنيف2 من أجل “إيقاف الأزمة الإنسانية الكبرى في سورية ذات الأبعاد الخطرة في المنطقة” موضحا أن إيران أجرت بهذا الخصوص اجتماعات قبل أسبوعين مع جميع الدول وخاصة دول خمسة زائد واحد إضافة إلى محادثات منتظمة مع الروس والصينيين.

وأكد ظريف أن روسيا كدولة عضو في مجموعة 5 زائد 1 وصديقة لإيران في المجموعة لها دور مهم جدا وبناء من أجل إيقاف الأزمة في سورية والوقوف أمام أي عمل عسكري ضدها لافتا إلى أن هذا الموقف جاء “نتيجة الاتفاق والتعاون الحاصل بين إيران وروسيا وهو تعاون سيؤدي إلى تعزيز السلم في المنطقة”.

                                                                           (المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 12/12/2013)