وجه رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام أمس رسائل إلى رؤساء البرلمانات العربية والأجنبية شرح فيها خطورة ظاهرة الفكر الوهابي التكفيري المتطرف على المنطقة والعالم وتورط السعودية في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي ترتكب جرائم يومية بحق الأبرياء.
وأشار رئيس المجلس إلى أن هذه الظاهرة السرطانية التي برزت جلياً في الأزمة السورية كشفت مدى تورط السعودية في نشر فتنة التكفير التي تجتاح العالم حاصدة أرواح آلاف الأبرياء في “تجاوز صريح لكل القيم الإنسانية وانتهاك فاضح لكل الحرمات وتشويه غير مسبوق لحقيقة الإسلام المتسامح القائم على المحبة واحترام الآخر”.
وأوضح اللحام أنه رغم الجهود الدولية لتعزيز حوار الحضارات ونشر قيم المحبة والتسامح بين الأديان واحترام الآخر تعمل جهات بعضها معلوم وبعضها الآخر يعمل من وراء الستار على تقويض القيم الجمعية بين الشعوب وتعميم الكراهية وثقافة قتل الآخر لمجرد الاختلاف في المعتقد أو الرأي.
وذكر رئيس مجلس الشعب “ما يدعو للغرابة أن ترعى وتمول دول اكتسبت عضوية الأمم المتحدة والمنظمات البرلمانية الدولية” وتعمل على نشر الفكر الوهابي التكفيري المتطرف بشكل ممنهج “سواء عبر قنصلياتها في الخارج أو بعثات تبشيرية وكتيبات تدرس للأطفال والشبان في مقتبل العمر ليسهل معها استغلالهم والتأثير في تفكيرهم وإعادة تشكيل وعيهم وثقافتهم”.
ولفت اللحام إلى أنه انطلاقا من حرص مجلس الشعب في سورية على مستقبل الشعوب في حياة آمنة مستقرة، وبناء على معطيات حقيقية تم رصدها في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية التكفيرية سواء ما يتعلق منها بكتيبات تكفيرية يجري تدريسها لطلاب المرحلة الابتدائية ومنها كتاب “التوحيد والفقه والسلوك” أو ما يتعلق بالسلوك الذي تمارسه من قتل على الهوية المذهبية أو السياسية فإننا “ندق ناقوس الخطر حيال هذه الظاهرة القاتلة ذلك أن العلاج مازال ممكنا والتحرك لوقف هذا التمدد الخطير ما زال قابلا للتحقيق”.
وناشد اللحام المؤسسات الدولية والثقافية والبرلمانية التحرك والوقوف في وجه هذا الفكر الإرهابي وكل وسائل ترويجه عبر الكتب والإعلام، لأنها تخرب عقول الأطفال وتزرع في عقولهم بذور وأفكار الانتحار من خلال عمليات التفخيخ والتفجير الإجرامية وتكفير الأديان الأخرى ونشر ثقافة الإرهاب والقتل والدم وربط ذلك كله بالعقيدة الإسلامية.
وشدد رئيس مجلس الشعب على أن مستقبل الشعوب “أمانة في أعناقنا وأن هذه الأمانة موضع اختبار اليوم” وأن كل ما بذلناه من جهود في سبيل إرساء علاقات الاحترام بين الأديان وترسيخ القيم الحضارية والإنسانية التي ارتضتها الشعوب مرجعيات أممية عرضة لخطر حقيقي إذا ما تحقق لهذا الفكر التكفيري الانتشار في منطقة الشرق الأوسط التي تشكل قلب العالم”.
ودعا اللحام برلمانات العالم إلى التنبه وحشد الجهود البرلمانية من أجل مواجهة هذا الفكر المتطرف و”الحد من قدرته على التمدد والعمل على حظره كونه يرتبط بأيديولوجية وفكر تنظيم القاعدة وفروعها وحجب المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية التي تعمل على نشر هذا الفكر المتطرف”. وطالب رئيس مجلس الشعب بإدراج رجال الدين الذين يطلقون فتاوى تكفيرية أو تحريضية ضد الأديان الأخرى والحض على قتل الآخر “على قوائم الإرهاب العالمية وتقديمهم للمحاكمة” و حث الدول ودور النشر على منع نشر وتداول أو طبع الكتب والكتيبات التي تروج للفكر الوهابي التكفيري.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 16/12/2013)