تحدثت صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها الصادر أمس عن إفلاس السياستين البريطانية والأمريكية حيال ما يجري في سورية وخاصة بعد سيطرة إرهابيي ما يسمى “الجبهة الإسلامية”المتطرفة على مقار ومخازن ما يسمى “المجلس العسكري” شمال سورية قبل عشرة أيام.
وقالت الصحيفة في تحليل بعنوان “السياسة البريطانية حول سورية أفلست ولم يلاحظ ذلك أحد” للكاتب باتريك كوكبيرن إن “الجيش الحر” و”الائتلاف المعارض” فقدا مصداقيتهما وقد غير بعض “المسلحين” التابعين “للجيش الحر” ولاءاتهم أو لاذوا بالفرار أمام التنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة مشيرة إلى أن تركيا أغلقت الحدود التي تسيطر على الناحية الأخرى منها تنظيمات مسلحة متطرفة.
وأضافت الصحيفة “أن الولايات المتحدة وبريطانيا أوقفتا المساعدات “غير القاتلة” إلى المجموعات المسلحة في شمال سورية لأن “المعارضة” أصبحت مجزأة تسيطر عليها القاعدة من خلال تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” و”جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” التي تتألف من ستة أو سبعة تشكيلات عسكرية كبيرة يقدر عددها بـ 50 ألف مسلح بينما يبقى العامل الوحيد لتوحيدهم هو المال السعودي.
وكانت واشنطن ولندن أعلنتا الأسبوع الماضي تعليق ما سمتاه “المساعدات غير الفتاكة” للمعارضة السورية بعد استيلاء عناصر متطرفة على مستودعات أسلحة شمال سورية من بينها أسلحة أمريكية كانت قدمتها واشنطن إلى ما يسمى “الجيش الحر”.
وعلى الفور أعلنت تركيا إغلاق المعابر الرئيسية للحدود مع سورية في مؤشر على خشيتها من نقل السلاح إلى الداخل التركي واستخدامه في مراحل لاحقة في خطوة تؤكد لو أنها تحرص على أمن سورية لأغلقت الحدود منذ زمن طويل ومنعت دخول الإرهابيين ودخول السلاح إلى سورية عبر أراضيها.
وأوضحت الصحيفة أن السعوديين بقوا إلى حد ما في الخلفية فيما يتعلق بتمويل “المجموعات المسلحة” فيما لعبت قطر دورا رائدا فيه بالتعاون مع تركيا ولكن فشل المسلحين في تحقيق أهدافهم وغضب أميركا من سماح القطريين والأتراك بوصول المساعدات إلى “المتطرفين” أدى إلى تغيير مهم في هذا الصيف عندما تسلمت السعودية زمام الأمور من قطر كداعمة رئيسية للمجموعات المسلحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن خير دليل على كيفية تسلم السعودية زمام الأمور من قطر ما كشفه أحد متزعمي المجموعات المسلحة يدعى “صدام الجمل” والذي قال إن هناك “مخابرات خليجية ودولا عربية أخرى كالمخابرات الأردنية ومخابرات غربية تشترك في اجتماعات الأركان والمجالس العسكرية وكل المخابرات تكون موجودة” وراعية لمشروع “الجيش الحر” كما أكد أن الدول الداعمة والراعية للمشروع تقوم بتقديم أموال طائلة للمجلسين “العسكري والثوري” على حد تعبيره.
وكانت صحيفة الاندبندنت كشفت في وقت سابق من الشهر الحالي عن أن سلطات آل سعود لعبت دورا أساسيا في تأسيس مجموعات إرهابية متطرفة مما يسمى “جهادية” والحفاظ عليها لأكثر من 30 عاما.
وقالت الصحيفة في مقال بعنوان “أصدقاؤنا السعوديون يمولون القتل الجماعي في الشرق الأوسط” إنه بالرغم من التصميم المفترض من الولايات المتحدة وحلفائها لخوض “الحرب على الإرهاب” فإنهم قاوموا بشدة ما يتعلق بالضغط على السعودية وأنظمة الحكم الملكية في الخليج لوقف تمويل “الجهاديين”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 17/12/2013)