أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة وضوح حقيقة الأحداث في سورية ومدى فظاعة الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة المرتبط أغلبها بتنظيم القاعدة ضد الشعب السوري والتي استقدمها النظام السعودي بمساعدة بعض الدول لافتا إلى أن هذا النظام هو الممول والداعم الرئيس لكل بؤر الإرهاب في العالم.
وقال الجعفري في بيان سورية قبل اعتماد الجمعية العامة لمشروع القرار الذي قدمته السعودية ضد سورية والمعنون “حالة حقوق الإنسان في سورية”: “إن الإطار القانوني الدولي الذي تعمل في إطاره الدول الأعضاء يقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول تحت أي ذريعة كانت وقد تم تكريس هذا المبدأ في العديد من المواثيق القرارات الدولية وفي طليعتها ميثاق الأمم المتحدة.
وتابع الجعفري.. إن طرح هذا النمط من القرارات المسيسة والموجهة ضد دول بعينها ينتهك أحكام الميثاق بشكل عام ويعيق أسس حل سياسي سلمي يقوم على الحوار الوطني الشامل بين السوريين بشكل خاص ولاسيما أن هذا الحل السياسي السلمي يقوم على الحوار الوطني الشامل بين السوريين وفقا لإرادة الشعب السوري وحده دون غيره وبعيدا عن أي تدخل خارجي كما أن من شأن مثل هذه القرارات أن تشجع على مواصلة العنف المسلح والقتل وسفك الدم السوري وخدمة أجندات دول معينة تسعى جاهدة إلى إفشال انعقاد مؤتمر جنيف 2.
وأضاف مندوب سورية الدائم.. لم يعد يخفى على أحد حقيقة الأحداث في سورية ومدى جسامة وفظاعة الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة المرتبط أغلبها بتنظيم القاعدة ضد الشعب السوري والتي استقدمها النظام السعودي بمساعدة حكومات دول أخرى إلى سورية من أكثر من 83 دولة معظمها دول عربية وإسلامية وغربية مشتركة في تقديم هذا القرار المسيس والعدائي بامتياز وقد تجلى ذلك في مسارعة عدة دول ومجموعات لمراجعة مواقفها وسياساتها إزاء الأزمة السورية بهدف تصحيح الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها بحق سورية دولة وشعبا والسعي لتلميع صورتها الدولية خشية أن تجد نفسها عرضة للمساءلة أمام شعوبها وأمام التاريخ عن سياساتها المشوهة على مدار الأزمة في سورية.
ولفت الجعفري إلى أن مايدعو للاستهجان والسخرية هو أن النظام السعودي الذي يمثل ذروة انتهاكات حقوق الإنسان لشعبه وللمسلمين وللعرب والراعي والمصدر الرئيسي للإرهاب الأصولي التكفيري إلى كل دول العالم بدءا من أفغانستان في الثمانينات من القرن الماضي إلى 11 أيلول في نيويورك إلى لندن وباريس ومدريد والعواصم العربية ودول الساحل الإفريقي يقدم مشروع قرار يطالب فيه بحماية حقوق الإنسان للشعب السوري كل ذلك في الوقت الذي يواصل فيه علنا ومن دون مساءلة التدخل في الشؤون الداخلية لسورية وتأجيج الأزمة وعرقلة حلها بشكل سياسي وسلمي من قبل السوريين أنفسهم.
وأكد الجعفري أنه لم يبق بؤرة إرهاب في العالم إلا وكان النظام السعودي ممولا وداعما لها حتى بات الإعلام الغربي والعالمي يوثق التمويل والتواطؤ السعودي في دعم الإرهاب أكثر من الإعلام السوري نفسه وانه بدلا عن الاعتذار من الشعب السوري والحكومة السورية والرأي العام جراء مساندة الإرهاب وقتل الأبرياء والأخطاء الفادحة بحق السلم والأمن العالميين نرى النظام السعودي يمعن في إرسال إرهاب القاعدة إلى سورية.
وقال مندوب سورية الدائم: “إن موقف النظام السعودي هذا لن يؤدي إلا إلى انتشار الإرهاب أكثر في العالم وانفجار شروره داخل السعودية نفسها واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان السوري من قبل المجموعات التكفيرية الإرهابية المسلحة التي يدعمها ويمولها هذا النظام المتهور والتي تضرب اليوم وكل يوم السوريين الآمنين في قراهم وبلداتهم.
وأشار الجعفري إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة تقوم باستباحة مدينة عدرا العمالية وهي مدينة قوامها 70 ألف عامل بسيط يعملون في 600 معمل ومصنع وتمارس بحقهم أبشع أشكال الجرائم من ذبح بالسلاح الأبيض وحرق في الأفران وإعدام ميداني بتوجيه من مموليها ومسلحيها وبتدبير من مشايخ الجاهلية والفتنة الطائفية.
وتساءل الجعفري هل يمكن لأحد أن يشرح لنا لماذا يتم السكوت عن هذه الهستيريا السعودية القطرية الإرهابية.. ولماذا هذا الصمت غير المبرر لما يسمى بالمجتمع الدولي إزاء رعاية الأنظمة السعودية والقطرية والتركية للإرهاب في سورية.. هل عضوية تركيا في حلف الناتو ورائحة البترول والغاز المغرية للمصالح في كل من السعودية وقطر تبرر غض النظر عن جرائم تلك الأنظمة في سورية.
وقال الجعفري: “ستسمعون كلاما مضللا مثل التباكي على سقوط 100 ألف ضحية في سورية ولكنكم لن تسمعوا من ممثلي أنظمة السعودية وقطر وتركيا عن أسباب سقوط هذا العدد المؤلم من الضحايا السوريين ولا كيف تم قتلهم ولا من قتلهم ولن يشرحوا لكم كم من هؤلاء الضحايا تم ذبحهم بالسلاح الأبيض على يد المرتزقة الإرهابية وذلك على خلفية طائفية كريهة كما لن يقول لكم أحد كم من هؤلاء الضحايا قضى بفعل التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة .. ولن يشرح لكم أحد أين توجد مخيمات تدريب المرتزقة ومن يشرف عليها.
وختم الجعفري بالقول إن.. “وفد سورية طلب إجراء التصويت المسجل على مشروع القرار /إل 42/آر اي في 1/ ويحث الدول الأعضاء على أن تعيد النظر في تصويتها وتصوت ضد مشروع القرار هذا توخيا لعدم الانجرار وراء الأوهام التي تحاول الدول متبنية مشروع القرار وضعها في أذهان العالم في محاولة لحرف النظر عن ممارساتها غير الإنسانية وغير الأخلاقية وغير القانونية”..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 19/12/2013)