يطلق عليهم ” جراء الزرقاوي “، في إشارة إلى الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، ألوية للأطفال أنشأتها المجموعة الجهادية “الدولة الإسلامية في العراق بلاد الشام”، وهي جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة، تم إنشاؤها في سوريا.
إن وجود ميليشيات الأطفال هذه مثبت في عدد كبير من أشرطة الفيديو التي نشرتها المجموعة على شبكة الإنترنت، وهي تظهر أطفال سوريين يشاركون في أعمال قتالية. والهدف من إنشائها ليس فقط إدخال نمط جديد من الأسلحة في الحرب ضد الحكومة السورية، وإنما أيضا لتلقين جيل الشباب عقائد جديد في بلد سيطر عليه النظام العلماني لعقود. وهذه المعلومات تناقلتها وكالات أنباء مختلفة مثل ادنكرونوس (Adnkronos)، آكي (Aki)، واشنطن بوست (Washington).
تتراوح أعمار الأطفال الذين يظهرون في مقاطع الفيديو ما بين 10 و 14 عاما أو حتى أقل من ذلك. وتراهم يستمعون إلى ” دروس ” يلقيها مدربون أخفوا وجوههم، كما تراهم يحتضنون بنادق آلية، ويلفون خصورهم بأحزمة مليئة بذخيرة الرشاشات. وفي بعض الأفلام يتم تصويرهم وهم يتناولون وجبات الطعام في صحون ملونة ومرسومة، مثل تلك التي يمكن مشاهدتها في الحضانة أو في المدارس العادية.
ويلتقط ستيفن ستالينسكي مدير معهد “Middle East Media Reserach Institute” في واشنطن، أوجه شبه مزعجة بين ” جراء الزرقاوي ” و ” طيور الجنة” ، وهو ميليشيات أطفال تم إنشاءها قبل عقد من الزمن في العراق بهدف القيام بعمليات عسكرية وتفجيرات انتحارية. ويري ستالينكي بأن هذه المليشيات “تشكل تهديدا خطيرا للمستقبل فهم أبناء تنظيم القاعدة”.
هذا وقد نددت بالفعل العديد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة، وهيومن رايتس ووتش و منظمات غير حكومية أخرى باستغلال الأطفال المقاتلين في سوريا، والتي تقوم بها الجماعات المتمردة بما في ذلك جماعات علمانية معترف بها من قبل الغرب. وهم يستخدمون لدعم العمليات القتالية أو في الدعم الفعلي ويعملون لمحترفين في تخزين ونقل الأسلحة عندما لا يتم استخدامهم كدروع بشرية. وعندما فُرِضَت قيود على المساعدات غير العسكرية إلى سوريا في العام الماضي، كانت الإدارة الأمريكية تشير إلى استخدام الأطفال كمقاتلين.
ويقول آرون زيلين، الخبير بشؤون الجهاد من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (Washington Institute for Near East Policy) ، “يبدو أن ” جراء الزرقاوي ” هي ” نقلة نوعية ” فالأطفال لا يستخدموا فقط في مختلف أنواع الأعمال، وإنما أيضا يتم تلقينهم التطرف الديني الذي غاب عن سورية حتى انفجار ما يسمى بالربيع العربي. لقد فهم الناشطون في الدولة الإسلامية في العراق والشام بأن هؤلاء الأطفال هم المستقبل ولذلك يجب أن يقنعوهم ويلقنونهم العقيدة الجهادية“.
وفي الأشهر الأخيرة، أظهرت أفلام أخرى نشرت على شبكة الإنترنت المتشددين من الدولة الإسلامية أو الجماعة الجهادية جبهة النصرة ( مجموعة أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة ) في زيارة إلى المدارس السورية . وكان الجهاديون يقدمون هدايا من الكتب الإسلامية والطعام للتلاميذ. وفوق كل ذلك، يعلمونهم بأنهم إذا كانوا في مواجهة علوي عليهم قتله ” لأنه كافر “.
(المصدر: وكالة ابوك تايمز للأنباء (Epoch Times) بتاريخ 18/12/2013)