أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف أن التدخل الخارجي فيما يجري في سورية جرى عبر إرسال وتسليح وتمويل الإرهابيين والمرتزقة من قبل قطر والسعودية وخاصة أن ذلك لم يكن من أجل تحقيق “الديمقراطية” بل جراء موقف النظام السعودي “الحاقد على سورية”.
وقال بوشكوف في مؤتمر صحفي في موسكو أمس إن “هذا التدخل الخارجي في شؤون سورية لم يجر من أجل نشر الديمقراطية فالسعودية لا يمكن أن تكون حاملة الديمقراطية إلى الآخرين لأنها أولا لا تملك دستورا وهي بعيدة كل البعد عن الديمقراطية ولا تعترف بالديمقراطية كأسلوب في الحكم”.
وردا على سؤال لمراسل سانا خلال المؤتمر قال بوشكوف “إن دور السعودية في تمويل وتسليح المجموعات المتطرفة كبير جدا وهو اليوم أكبر من الدور القطري والمساعدات التي تقدمها السعودية لتلك المجموعات تعد بالمليارات من الدولارات نتيجة موقفها الحاقد على دمشق”.
وبشأن المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 أعرب بوشكوف عن أمله بألا يتغير موعد انعقاد المؤتمر وقال “إن التأجيل المتكرر للمؤتمر الدولي يعطل آفاق إمكانيات الاتفاق ومع ذلك إن الاتفاق في جنيف سيكون أكثر تعقيدا من الاتفاقات حول السلاح الكيميائي في سورية نظرا للتلون الكبير في صفوف المشاركين في المؤتمر”.
ودعا بوشكوف المراهنين على مسألة “تسليم السلطة في سورية” خلال مؤتمر جنيف2 إلى نسيان هذا الأمر قائلا “يجب عليهم أن ينسوا هذه الفكرة والأهم في الموضوع هو تقليص مساحة العنف في البلاد ومن الواضح أن المجموعات الإرهابية المتطرفة التي لن تشارك في المؤتمر لا تحاول القيام بذلك بل على العكس تحاول زيادة رقعة العنف لذلك يجب فضح نوايا المتطرفين وعزلهم من أجل أن تتفق قوى “المعارضة المعتدلة” مع الحكومة على تخفيف حدة العنف وتقليصه أولا وفيما بعد يجب في المرحلة القادمة الانتقال إلى مسائل الاتفاق على “الهيئة القيادية المؤقتة” لأنه في ظروف الأعمال الوحشية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة من قتل ونحر وحرق للمدنيين أحياء كما جرى في عدرا العمالية فإن أي اتفاق في جنيف سيكون موضع شك في التنفيذ ورفض من قبل “جبهة النصرة” وغيرها من التنظيمات المتطرفة”.
وأكد بوشكوف أهمية مشاركة إيران في مؤتمر جنيف2 معتبرا أن عقد المؤتمر دون مشاركة طهران سيكون “مبتورا وأن التسوية دونها محفوفة بالمصاعب”.
وقال “إن مشاركة إيران تتلقى الدعم والتأييد أكثر فأكثر وبغض النظر عن العلاقة بإيران فإنها تعتبر دولة إقليمية كبرى والتسوية دون إيران ستكون محفوفة بالمصاعب أكثر مما لو شاركت إيران في مؤتمر جنيف2” مضيفا “إن دول الاتحاد الأوروبي موافقة على مشاركتها في حين تشكك الولايات المتحدة بهذه المشاركة وتقف السعودية والدول الخليجية وإسرائيل بحزم ضد مشاركة إيران في جنيف 2”.
وشدد بوشكوف على أن مشاركة إيران مهمة جدا في المؤتمر وخصوصا في سياق الاتفاقات الأخيرة حول برنامجها النووي.
إلى ذلك قال بوشكوف إن “العالم العربي يرى في روسيا شريكا صادقا في هذه المرحلة وروسيا فعلا مصممة على العودة إلى منطقة الشرق الأوسط وذلك نتيجة نوعين من العوامل وأولهما هو أن الولايات المتحدة لم تتمكن من تنفيذ مهمة تعزيز الاستقرار في هذه المنطقة بعد خروج روسيا في العام 1991 منها بالرغم من بقائها رئيسا مشاركا في لجنة الوساطة الرباعية الدولية”.
وتابع المسؤول الروسي “إن نتائج السياسة الأمريكية بعد انقضاء عشرين عاما هي أن العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين بقيت كما كانت بل وأصبحت أسوأ وتجري الحرب في أفغانستان وفي العراق تظهر العوارض القاتلة للغزو الأمريكي وأصبح قريبا جدا من حرب داخلية كبيرة وأن عمليات ما يسمى الربيع العربي لم تأت إلا بالاضطرابات وزعزعة الاستقرار ولا يوجد بلد استفاد من هذا الربيع بشكل واضح بل كانت نتائجه قاتلة وشنيعة لجميع الدول التي مر بها”.
ووصف بوشكوف نتائج السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بأنها “كارثية” وقال “لذلك نشأت رغبة لدى الشعوب العربية ليلعب آخرون دور العامل على بث الاستقرار في هذه المنطقة نظرا لعجز الأمريكيين عن القيام بهذا الدور… فالولايات المتحدة تمارس عمليا زعزعة الأوضاع في كل مكان إما عن عمد أو بسبب عدم قدرتها على حل المسائل في المنطقة”.
وأضاف بوشكوف “إن القوى السياسية العربية تأمل أن تظهر دول أجنبية في المنطقة تسهم في تخليص العالم العربي من هذا الوضع القاسي لذلك تظهر الرغبة لدى الشعوب من تونس إلى أفغانستان بالاعتماد على روسيا التي تعمل في المنطقة ليس بأساليب عسكرية بل بطرق دبلوماسية وسياسية للتأثير على الوضع.. وهنا يظهر مجال واسع أمام روسيا لتلعب دورا غير الذي لعبته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مع العلم أن الكثير من بلدان المنطقة يدعم هذا التوجه إذ إن الوجود الأمريكي أرهق شعوب المنطقة برمتها”..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 24/12/2013)