أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير حرص بلاده على مشاركة ايران في المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 واعتبر أن “لا فائدة ترجى من المؤتمر دون حضور إيران”.
ووصف شتاينماير في حديث لصحيفة السفير على هامش لقائه في بروكسل مع قادة المؤسسات الأوروبية إيران بأنها من “المشاركين الضروريين” ليحرز المؤتمر تقدماً وقال “لا نعرف حتى الآن إلى أي مدى ستكون مشاركة جيران سورية في هذه العملية وهذا أمر يؤثر بشكل خاص في إيران ومشاركتها في المؤتمر هذه الأسئلة لا تزال مفتوحة مع ذلك آمل أن يتم حلها في الأيام القليلة المقبلة”لافتا إلى ضرورة ما وصفه ” بالمشاركة الوازنة للمعارضة السورية”.
وتصر روسيا الاتحادية على مشاركة إيران في جنيف 2 وتراها ضرورية لنجاحه وتتفق في ذلك مع الأمم المتحدة التي ترى أن مشاركة إيران “ضرورية ومطلوبة” إلا ان الموقف الامريكي في هذا الموضوع مازال ملتبسا إذ ترى واشنطن “فائدة من مشاركة إيران” ولكنها لم توافق بعد على توجيه الدعوة إليها كما ان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري تحدث بشكل مستفز قبل أيام عن إمكانية مشاركة إيران “على هامش المؤتمر” الأمر الذي ردت عليه طهران بأنها لن تقبل أي”عرض لايحفظ كرامتها”.
وعبر شتاينماير عن الأمل ” أولا بأن يعقد المؤتمر لتحقيق تقدم يذكر” مشيرا إلى أن هناك ” العديد من الاطراف يواصلون العمل على ذلك في الوقت الراهن “معبرا عن قناعته بان المؤتمر يجب أن يتوصل لاتفاق حول ما سماه “ممرات إنسانية” لإيصال المساعدات إلى داخل سورية.
وأكدت مجريات الأحداث في سورية وتقارير دبلوماسية من جهات عدة أن “المجموعات الإرهابية المسلحة” تعرقل وصول المساعدات الإنسانية للسكان في الأماكن التي تتواجد فيها وأنها تتخذ من السكان دروعا بشرية وتحاول الضغط على الحكومة السورية بهذا الجانب لعلمها بأن الهدف الرئيسي لجهود الحكومة هو حماية المدنيين.
وقلل الوزير الألماني من إمكانية تحقيق التقدم المطلوب بسبب “صراعات المعارضة وعدم وضوح الهدف النهائي للمؤتمر” وقال “لا نستطيع أن نقول إذا كان ذلك سيحصل.. إننا لا نعرف ما إذا كانت المعارضة أو أجزاء منها على استعداد للذهاب إلى جنيف اليوم”.
ومازالت بعض أطراف المعارضة المرتبطة بالخارج مثل “ائتلاف الدوحة” تنتظر تعليمات واشنطن والرياض لتحديد موقف نهائي من المشاركة في المؤتمر إذ أنها اجتمعت أكثر من مرة لتحديد موقف بهذا الإطار كان آخرها بالأمس وكل مرة كان التاجيل هو النتيجة بسبب الموقف الأمريكي الملتبس والسعودي التابع. ورأى وزير الخارجية الألماني أن “الاتفاق على ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية والاتفاق على وقف لإطلاق النار ” ضروريان للحصول على تأييد الرأي العام للمؤتمر” وقال “من دون أمل في مثل هذه الاتفاقات فإن الرأي العام لن يرى معنى لمؤتمر حول سورية”. وأضاف شتانيماير “بكلمة واحدة يجب أن نعمل لنضمن أن الفرصة لتحقيق هذا النوع من التقدم في سورية موجودة حقا”.
كلام الوزير الألماني جاء بعد لقائه قادة المؤسسات الأوروبية بمن فيهم مفوضة الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد كاثرين آشتون خلال أول زيارة له إلى بروكسل حيث أشار إلى ضرورة “استعادة مصداقية السياسات الأوروبية التي تأذت بفعل الأزمة المالية”.
وختم شتاينماير كلامه بالقول إن “العنف في سورية يستمر ومحنة السكان المدنيين من الضخامة بحيث انه من الصعب أن نصفها وليس فقط في سورية … لذلك من واجبنا حقا تحقيق تقدم في هذه المسألة”. يذكر أن شتاينماير عاد إلى وزارة الخارجية الألمانية بعد تشكيل الائتلاف الحاكم بين حزبه الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحيين الديمقراطيين مؤخرا..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 9/1/2014)