على وقع فضيحة الفساد المالي والسياسي التي تهز حكومة حزب العدالة والتنمية التركية بزعامة رجب طيب اردوغان وبموازاة الكشف المتصاعد لعمليات تهريب السلاح للإرهابيين إلى سورية عبر الحدود التركية دعا الرئيس التركي عبد الله غل إلى تغيير سياسة بلاده تجاه سورية مقرا ضمنيا بفشل سياسات وخيارات حكومة أردوغان إزاء سورية.
وبعد محاولات التهرب من الإثباتات التي أكدت تورط حكومة أردوغان وجهات تركية فاعلة مقربة منها في تهريب الأسلحة والذخائر إلى سورية تحت غطاء المساعدات الإغاثية والإنسانية مؤخرا داهمت الشرطة التركية أمس مكاتب منظمة “الإغاثة الإنسانية الإسلامية” التركية المقربة من أردوغان في مدينة كيليس جنوب تركيا وذلك بعد أسبوعين من مصادرة شاحنات تتبع لها محملة بالسلاح على الحدود مع سورية.
وكانت الشرطة التركية قد ضبطت في الأول من كانون الثاني الحالي أسلحة وذخائر مخبأة في شاحنة تابعة لمنظمة الإغاثة الإنسانية الإسلامية التركية وهي في طريقها إلى سورية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس التركي قوله لسفراء أتراك أثناء لقاء في أنقرة أمس “اعتقد أن علينا أن نعيد تقييم دبلوماسيتنا وسياساتنا الأمنية نظرا إلى الوقائع في جنوب بلادنا في سورية”.
وأضاف غل “نحن ندرس ما يمكن أن نفعله للخروج بوضع يخدم مصلحة الجميع في المنطقة .. إن ذلك يتطلب الصبر والهدوء .. وعند الضرورة الدبلوماسية الصامتة” موضحا أن “الوضع الحالي يشكل سيناريو خاسرا لكل دولة ونظام وشعب في المنطقة وللأسف فإنه لا توجد حلول سحرية لهذا الوضع”.
وكان الكاتب الصحفي التركي ايهان قره وصف أمس تصريحات اردوغان في اليابان بأن تركيا لا تهدف إلى التحول لقوة إقليمية بل تأخذ موقعها بالمنطقة من خلال تأدية مهامها بأنها “انتهازية وغوغائية وتبرهن عن إفلاسه” لأنها تتزامن مع إرسال السلاح والذخيرة إلى الإرهابيين في سورية عبر الشاحنات والحافلات.
يذكر أن الشرطة التركية سبق أن ضبطت العديد من الشاحنات المحملة بالسلاح والذخيرة المتوجهة إلى سورية والتي أكدت العديد من أجهزة الاستخبارات الدولية تورط حكومة اردوغان بشكل رسمي في تهريبها إلى سورية إضافة إلى إدخال الآلاف من الإرهابيين عبر الأراضي التركية إليها.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 15/1/2014)