أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن كل من يرفض الحل السياسي السلمي والحوار بين السوريين بقيادة سورية لا مكان له على طاولة الحوار مشددا على أنه لا يمكن لأي دولة أن تجلس على طاولة جنيف من دون أن تكون ملتزمة أساسا بوقف العنف.
وقال الجعفري في حديث لموقع الميادين نت “إذا لم يتوقف العنف والإرهاب فلا معنى للحوار السياسي وهذه النقطة يبدو أن بعض الأطراف لم تفهمها بعد” لافتا إلى أن الالتزام بوقف العنف هو المادة الأولى في خطة المبعوث الدولي السابق إلى سورية كوفي عنان وكذلك عند المبعوث الحالي الأخضر الإبراهيمي وفي بيان “جنيف 1” وفي طاولة الحوار في “جنيف 2”.
هناك رأي جماعي دولي على أن من يرفض الحل السياسي السلمي في سورية لا مكان له على طاولة الحوار
وأضاف الجعفري “إن هناك رأيا جماعيا دوليا على أن من يرفض الحل السياسي السلمي في سورية لا مكان له على طاولة الحوار وبالتالي في حال مراهنة طرف على إعطاء احد التجمعات الإرهابية دورا فإنه لن ينجح لأن الأغلبية الساحقة من الحاضرين تقر وتعترف بأنها إرهابية وهي لا تريد أن تذهب إلى جنيف وترفض الحل السياسي وتقول إنها تريد حلا عسكريا دمويا يدمر الأخضر واليابس في البلاد من أجل تحقيق أهداف وهمية” مبينا في الوقت ذاته أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتت تخشى من تفشي الإرهاب في كل مكان.
وأوضح الجعفري أنه لا يمكن إنجاح العوامل الضرورية لعقد مؤتمر “جنيف 2” ما لم يكن هناك توافق دولي للحاضرين في المؤتمر على وقف الإرهاب ومكافحته إذ لا نستطيع التحدث عن حل سلمي سياسي سوري بين السوريين أنفسهم وبقيادة سورية وبرعاية دولية وبضمانات دولية من دون إيقاف هذا النهر من الإجرام والقتل والإرهاب الرخيص الأعمى الذي أضحى الجميع يمجه ويرفضه في كل العالم.
وتساءل الجعفري من يستطيع أن يفرض على المجموعات المسلحة مختلفة الموارد والولاءات وقف القتال والامتثال لقرارات.. وما الذي تستطيع السعودية وقطر وتركيا تقديمه في المؤتمر طالما أنها لم تسلم بأن انتصارها في سورية بات سرابا.
وأشار الجعفري إلى أن رعاية السعودية للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب من كبريات الفضائح في منظومة الأمم المتحدة معتبرا أن الأمين العام للأمم المتحدة قبل أن يكون شريكا في السماح للنظام السعودي بذلك عليه الترويج للرأي العام العالمي كذبا ونفاقا وبهتانا وزورا أن هذا مركز لمكافحة الإرهاب.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة “لا يمكن للسعودي أن ينخرط في عمل دولي متعدد الأطراف لمكافحة الإرهاب وهو في الوقت نفسه يرسل الإرهابيين إلى سورية ومنخرط في الإرهاب في أفغانستان والعراق ومالي وسابقا في الجزائر ونيجيريا والنيجر” مضيفا “إن هذه المسائل أساسها واحد وتؤكد أن الإرهاب التكفيري الأصولي الوهابي جذوره سعودية وهذا الكلام لم يعد سرا”.
واعتبر الجعفري أنه من الصعب على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يحاور السعودية في الكويت ويطلب منها مساندة مادية في عمليات الإغاثة الدولية وفي الوقت نفسه يستجيب للأدلة والقرائن التي يتبلغها رسميا وإعلاميا من سورية والعراق وغيرهما حول استخدام السعودية سلاحا لتغيير الأوضاع إقليميا ودوليا.
ورأى الجعفري أن بان كي مون يتعامل عادة في السياسة بأعين أمريكية ففي زيارته إلى العراق اطلع على الأدلة التي تشير إلى تورط السعودية في ممارسة الإرهاب على الساحة العراقية وعبرها ومع ذلك اكتفى بالتشديد على ضرورة توحد الحكومة والشعب في العراق على معالجة الإرهاب” مضيفا “انه على الحكومات الإقليمية والمجتمع الدولي بأسره العمل معا كما ستواصل الأمم المتحدة من خلال استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تبنتها الجمعية العامة العمل بشكل وثيق مع الدول المعنية لا سيما العراق”.
وتابع الجعفري إن هذه الاستراتيجية متناقضة مع ما أقدم عليه الأمين العام للأمم المتحدة حين جعل السعودية أمينة على مكافحة الإرهاب من خلال تأسيس مركز دولي في نيويورك لمكافحة الإرهاب دفعت الرياض منفردة مبلغ عشرة ملايين دولار لتأسيسه وأتبعته مؤخرا بمبلغ مئة مليون دولار وكل ذلك دفع من خارج ميزانية الأمم المتحدة علما أن هذا الأمر يندرج وفق القانون في بند تضارب المصالح ويصنف في خانة الفساد وقلة الشفافية.
وأشار مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أنه أثار هذا الأمر مرارا مع الأمانة العامة للأمم المتحدة وقال “إنه زار جيفري فلتمان وكيل الأمين العام للشؤون السياسية مؤخرا وتشاور معه حول أسلوب تفعيل رسائله الكثيرة التي تظهر تورط السعودية المكشوف بدعم الإرهاب والتحريض عليه في إطار القوانين الدولية بعد ضبط وقتل مئات المسلحين السعوديين على الأراضي السورية مبينا أنه لفت نظر فيلتمان إلى أن الأمر يخضع لمسؤولياته بموجب تفويض منحته إياه الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وأوضح الجعفري أن هناك قوة عمل متخصصة بمكافحة الإرهاب وتطبيق استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب اعتمدت عام 2006 وهي تابعة للجمعية العامة لكن الذي يتابعها هو الأمانة العامة مبينا أنه من ضمن الرسائل والتحركات التي قامت بها سورية الطلب من فيلتمان المعني مباشرة بالإشراف على فريق العمل المخصص لتنفيذ الاستراتيجية الشاملة لمكافحة الإرهاب التدخل لدى السعوديين والقطريين والأتراك لمنعهم من التحريض على الإرهاب في سورية.
وكشف الجعفري أن سورية تعمل لدى الأمم المتحدة لملاحقة السعودية وتركيا وقطر قضائيا من خلال مئات الوثائق والرسائل التي تودعها لديها وسيأتي توظيفها في الوقت المناسب مبينا أنه من بين مجموعة الرسائل المهمة للأمين العام ولمجلس الأمن الدولي رسالة تتضمن أسماء 72 شيخا تضليليا تكفيريا يدعون إلى “الجهاد” في سورية وللتحريض على الإرهاب علنا في حين جرى قبل ذلك إرسال أسماء 173 سعوديا قتلوا في سورية وقائمة أخرى تتضمن 300 اسم لسعوديين آخرين قتلوا في سورية أيضا.
وقال الجعفري “قبل فترة أرسلنا رسالة عن كيفية تعاون المخابرات السعودية مع التركية لإدخال القاعدة من اليمن إلى سورية لافتا إلى دخول 520 عنصرا من تنظيم القاعدة في اليمن إلى سورية عبر تركيا من قبل الاستخبارات السعودية”.
وأكد الجعفري أن تورط السعودية في سورية مثبت ويبدأ من تصريح وزير الخارجية السعودي نفسه في القاهرة مرتين بأن السعودية تسلح المعارضة مشيرا إلى أن يوم الجمعة الماضي شهد مقتل تسعة من تنظيم ما يسمى “دولة الإسلام في العراق والشام” على يد الجيش العربي السوري بينهم 5 سعوديين.
وقال الجعفري “هناك مئات إن لم يكن آلاف السعوديين ممن يقاتلون في صفوف “جبهة النصرة” والجبهة التي يسمونها “الجبهة الإسلامية”.. والمنظومة السعودية الحاكمة والمنظومة السعودية الوهابية التكفيرية منخرطة في التحريض على الإرهاب وارتكاب المذابح في سورية وهذه المسألة باتت تعني أساسا مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة”.
ولفت الجعفري إلى أن الجانب الروسي يعرف خطورة الإرهاب وخاصة بعد العمل الإرهابي الذي ضرب روسيا مؤخرا إلا أن الجانب الأمريكي لم ينضج بما فيه الكفاية لكي يعرف خطورة اللعب في هذا الموضوع معتبرا أن هذا الأمر مفارقة عجيبة ولاسيما بعد تجربة الأمريكيين في أفغانستان والعراق وأماكن أخرى حيث من المفروض أن يكونوا أول المتنبهين إلى خطورة هذه المسألة.
وقال الجعفري “استغرق الأمر بالنسبة للأمريكيين حوالي 3 سنوات لكي تخرج نيويورك تايمز بمقال يقول إن الـ أف بي آي قلقة جدا من عودة الجهاديين الأمريكيين من سورية وإمكانية أن يشكلوا خلايا نائمة ومن ثم يقومون بارتكاب مذابح ومجازر داخل الولايات المتحدة الأمريكية” مذكرا بأن سورية حذرت الجميع بأن هذا ما سيحدث وأن اللعب بالإرهاب سلاح خطر جدا وخاصة عندما يكون لغايات سياسية.
وأضاف الجعفري “ربما الولايات المتحدة لم تتعلم بعد 11 أيلول أن الرقص مع الذئاب لا يعني بالضرورة النجاة من خطر أنيابها ومخالبها وقد تكون المراجعة تسير بالتدرج بغية تحقيق الغاية القصوى من نشاط التنظيمات الإرهابية مثل ما يسمى تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة” ومشتقات القاعدة الأخرى في الملفات السورية والإقليمية قبل جنيف 2 وأثناءه”.
وأشار الجعفري إلى أنه لا يغيب عن الدول الكبرى وحتى الدول الإقليمية أن تنظيمات كـ “دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة” ليست في وارد بناء دولة ديمقراطية في سورية مبينا أن ما يعرف بـ “الجبهة الإسلامية” اخترعها بندر بن سلطان وشقيقه والاستخبارات السعودية متسائلا كيف يمكن لهؤلاء أن يجلسوا على طاولة الحوار ويدعوا أنهم يمثلون الشعب السوري وهم يتقاتلون فيما بينهم ويذبحون بعضهم البعض كاشفا في الوقت ذاته أن سورية طلبت إدراج “الجبهة الإسلامية” على قائمة الكيانات الراعية للإرهاب. ورأى مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن دعم الولايات المتحدة للعراق بالسلاح وكذلك دعم الأمين العام للأمم المتحدة ومعه مجلس الأمن الدولي لبيانات تؤيد خطة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في محافظة الأنبار مؤشر على بدء التحول نحو مكافحة شاملة للإرهاب ورعاته في المنطقة.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 16/1/2014)
l�ae8���:�قال ظريف “إننا واثقون من أن الدور الذي ستلعبه روسيا في المؤتمر سيكون أيضا كما عهدناها في السابق” وأكد على الدور الرئيسي لروسيا في تسوية مسألة الملف النووي الإيراني.
وكانت إيران توصلت مع مجموعة خمسة زائد واحد إلى اتفاق في جنيف بخصوص برنامجها النووي في تشرين الثاني الماضي ومن المقرر أن يبدأ تنفيذه ابتداء من 20 الشهر الجاري.
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر جنيف 2 حول سورية يوم الأربعاء القادم في مدينة مونترو السويسرية ويتوقع أن يكون موضوع مكافحة الإرهاب على رأس أجندته.
وتؤكد روسيا وإيران منذ بداية الأزمة في سورية على ضرورة حلها من خلال الطرق الدبلوماسية وعبر الحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي كما تشددان على ضرورة تكاتف كل الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب التكفيري والتحذير من خطورة انتشاره على كامل المنطقة..
(المصدر: وكالة سانا للانباء بتاريخ 16/1/2014)