ذكرت صحيفتا (ABC) و (El Pais)، يوم أمس الخميس أن ضباطاً من أجهزة استخباراتية عديدة في دول أوروبية زاروا دمشق في الأشهر الأخيرة وقاموا مع الحكومة السورية بتحليل ظاهرة ازدياد عدد الجماعات الجهادية في سوريا. جاء تأكيد هذه المعلومات من قبل نائب وزير الخارجية السوري السيد فيصل مقداد، في مقابلة له مع محطة تلفزيون بي بي سي (BBC)، الذي رفض الإفصاح عن اسم تلك الدول، ولكنه أشار أن عدد تلك الدول كان كبيراً. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال (WSJ) قد كشفت في مقال لها أن أولئك الذين حضروا تلك الاجتماعات هم خبراء من بريطانيا وفرنسا وألمانيا واسبانيا، وأن نقاشاتهم الرئيسية كانت مع السيد علي مملوك، مستشار الحكومة السورية بهذا الشأن.
ونقلا عن مصادر من مسؤولين أوروبيين ومسؤولين في الشرق الأوسط, فإن تلك الزيارات تتوالى على سوريا عبر بيروت منذ تشرين الثاني من العام الماضي، وعلى الرغم من أن تلك الدول تنتقد الرئيس بشار الأسد، إلا أن أجهزة استخباراتها لم تتردد في الاقتراب من النظام في دمشق.
وأعربت العديد من وكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية عن قلقها إزاء تشرذم المعارضة السورية وتطرف بعض فصائلها مثل “جبهة النصرة” – فرع القاعدة في سورية – أو “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (EIIL)، وتسلل مقاتلين إسلاميين أجانب إلى الأراضي السورية وانضمامهم إلى القتال هناك.
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال (WSJ) إن الضباط الذي قدموا إلى دمشق طلبوا معلومات حول ما لا يقل عن 1200 من الجهاديين المشتبه بانضمامهم إلى الميليشيات المحلية. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، يوم الثلاثاء الماضي أن 700 شخص قد غادروا فرنسا للقتال في سورية. ويأتي القلق الأوروبي من التهديدات التي يشكلها أولئك المجاهدين عند عودتهم إلى بلدهم الأصلي.
ووفقا للصحيفة، تعتبر هذه الاتصالات الأولى منذ قطع هذه الدول علاقاتها مع سورية وسحب سفرائها من دمشق. وأكدت المصادر أن المحادثات “تركزت حصراً على المتطرفين وتوسع القاعدة في سورية، وأنها لا تمثل في الوقت الراهن انفتاحا دبلوماسيا واسعاً” وهو ما أكده السيد فيصل مقداد لمحطة بي بي سي (BBC).
ووفقا لنائب رئيس الدبلوماسية السورية، هناك شقاق بين ما تقوله الدول الغربية وبين أجهزتهم الأمنية. ويقول مقداد إن “العديد منهم أدركوا أخيرا أنه لا بديل عن الرئيس الأسد، قائداً لسورية“، وإن النقاشات مع ممثلي أجهزة الاستخبارات الأجنبية كانت بشأن كيفية مكافحة الجماعات الجهادية للمعارضة.
وأكد المقداد لمحطة بي بي سي (BBC) إن هناك طلبات “عديدة” من دبلوماسيين يريدون العودة إلى دمشق، حيث لم يكن فيها سوى ممثلي كبار حلفاء الرئيس الأسد، مثل روسيا أو إيران.
وكان وزير الخارجية الإيراني السيد محمد ظريف قد وصل يوم الأربعاء الماضي إلى دمشق، لعقد اجتماع مع الرئيس السوري، بعد توقفه في كل من الأردن ولبنان، حيث التقى مع قيادة حزب الله الشيعي الذي يقاتل إلى جانب الحكومة السورية.
وحتى الآن لم تكشف أي من الحكومات عن الاتصالات التي تجريها أجهزتها الاستخباراتية مع الحكومة السورية, ويبقى أن نرى إلى أي مدى هي مستعدة للعمل مع دمشق لكبح الأعمال الجهادية.
وكان الرئيس الأسد قد ذكر في خطابات عديدة له إنه وجيشه فقط قادرون على مواجهة التهديدات وأنه يضمن نجاح ذلك.
وكانت الدول التي تعارض نظام الأسد قد أعربت في الأيام الأخيرة عن عصبيتها وإحباطها من الخلافات في الرأي داخل الائتلاف الوطني السوري المعترف به محاورا شرعيا. هذا ولم يقرر الائتلاف الوطني السوري حتى الآن ما إذا كان سيحضر مؤتمر جنيف 2 للسلام، الذي سيعقد في 22 كانون الثاني الجاري.
هذا وهددت لندن وواشنطن بسحب مساعداتها، إذا رفضت المعارضة المشاركة فيها, وهي الدول التي جمدت وارداتها من المعدات العسكرية لكي لا تقع في أيدي الجهاديين.
(المصدر: وكالة ايبوك تايمز بتاريخ 16/1/2014)