أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أن دولا عربية “شيطانية خائنة تدعم الإرهاب” في العراق محذرا من “وصول الشر إليها” كما وصل لغيرها في السابق.
ونقلت أ ف ب عن المالكي قوله في كلمة على هامش توزيع سندات قطع أراض للفقراء بمحافظة ذي قار “إن المنطقة فيها إرهاب والعراق هو الهدف لبعض الدول التي تدعم الإرهاب وتدعم الشر”.
وأضاف “لكن هذا الشر بدأ يتسع وسيصل إلى نفس هذه الدول كما وصل إلى غيرها في السابق” في إشارة إلى الدعم الذي تقدمه السعودية وقطر للمجموعات الإرهابية المسلحة في العراق.
وتابع المالكي إن “العالم اتحد معنا في موقف قل نظيره في مواجهة الإرهاب حيث وقف مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والدول العربية أغلبها إلا بعض الدول الشيطانية الخائنة”.
ولفت المالكي إلى أن “الإرهاب يكاد يتسع أكثر إذا لم يتحد العالم لمواجهة هذا الشر” مشيرا إلى أن “انطلاقة توحد العالم في مواجهة الإرهاب بدأت من العراق ونحن نفتخر في ذلك”.
وأعرب المالكي عن رغبته بوضع خبرات وقدرات العراق “أمام العالم في ملاحقة الإرهاب في كل الدول الشقيقة والصديقة لأن الإرهاب إرهاب عالمي”.
وأكد رئيس الوزراء العراقي أن “الإرهاب أصبح ظاهرة كونية عمقها في هذه المنطقة التي أصبحت هدفا لأعداء شعبها” معربا عن ثقته بأن “يسطر العراقيون الملاحم في ملاحقة الإرهاب والإرهابيين”.
وأكد المالكي أنه “لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي في البلاد ما لم يذعن الجميع ويقف موقفا جادا ضد القاعدة وما يجري في الأنبار” معتبرا أن “سكوت بعض الشركاء في العملية السياسية عن القتل والتدمير خيانة”.
وقال المالكي “هناك سياسيون مسيسون قالوا لا نريد دخول الجيش إلى محافظة الأنبار لمواجهة أهل الفتنة” مبينا أن “السياسي الذي يسعى للحصول على صوت انتخابي من خلال إفشال مشروع سكن للفقراء أو خدمات لا خير فيه”.
وأضاف المالكي إن “الحل السياسي ضروري جدا” متسائلا “إذا كان السلاح بيد القاعدة مع من نتحاور”.
إلى ذلك شن الجيش العراقي عملية واسعة النطاق ضد عناصر مايسمى تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” والمجموعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي في مدينة الرمادي غرب العراق.
وقال الفريق محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية في تصريح بثته قناة العراقية الحكومية إن “الجيش العراقي شن عملية واسعة بغطاء جوي ضد عناصر التنظيم ومن معهم من عناصر القاعدة والإرهابيين”.
من جانبه أوضح مقدم في الشرطة العراقية أن القوات العراقية شنت هجوما على أحياء الملعب والعادل والحميرة وشارع ستين وجميعها تقع وسط وجنوب الرمادي.
وأشار إلى مشاركة عشائر داعمة للحكومة إلى جانب قوات الجيش في العملية.
وتقوم مروحيات تابعة للجيش بقصف أهداف في حي الملعب ومساندة القوات التي تنفذ الهجوم على المسلحين.
وذكرت مصادر أمنية عراقية أن السلطات العراقية فرضت حظرا شاملا للتجوال في مدينة الرمادي.
في سياق متصل ذكرت مصادر أمنية عراقية رفيعة المستوى أن قوة أمنية ألقت القبض على إرهابي يتزعم ما يسمى كتيبة طيور الجنة التابعة لدولة الإسلام في العراق والشام المرتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي.
وقالت المصادر الأمنية التي طلبت عدم ذكر اسمها في تصريحات لشبكة الإعلام العراقي إن قوة أمنية ألقت القبض على المدعو بهاء صدام الملقب بأبو هشام وهو سوري الجنسية أثناء محاولته الهرب إلى سورية.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المجموعة مسؤولة عن تفجيرات إرهابية كثيرة في بغداد وديالى والأنبار وصلاح الدين وشمال بابل.
وفي سياق حرب العراقيين ضد الإرهاب ألقت القوات الأمنية العراقية القبض على 14 مطلوبا ممن ينتمون إلى ما يسمى تنظيم طدولة الإسلام في العراق والشام” الإرهابي التابع للقاعدة وذلك في منطقة اللطيفية جنوب العاصمة بغداد.
وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى لموقع شبكة الإعلام العراقية أمس إن “قوة أمنية اعتقلت 14 مطلوبا ينتمون للتنظيم الإرهابي المذكور بينهم أربعة عرب”.
وأشارت المصادر إلى أن “قوة أمنية نفذت حملات دهم وتفتيش في أطراف بغداد لملاحقة مجموعات التنظيم الإرهابي المذكور”.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس اعتقال المخطط الرئيسي في تفجير العبوات الناسفة واللاصقة في قضاء الشرقاط في مدينة تكريت شمال غرب بغداد.
وقال العميد سعد معن المتحدث باسم الوزارة في بيان أصدره أمس “إن شرطة محافظة صلاح الدين نفذت صباح الأحد عملية دهم وتفتيش في قضاء الشرقاط شمالي صلاح الدين أسفرت عن اعتقال المخطط الرئيسي في تفجير العبوات الناسفة واللاصقة في القضاء”.
وأضاف “إن عملية الاعتقال نفذت بمساعدة مواطنين قدموا معلومات مهمة للشرطة أدت إلى اعتقال المطلوب” لافتا إلى “أن الشرطة تمكنت أيضا من إبطال مفعول عبوتين ناسفتين في تكريت والشرقاط دون وقوع إصابات”.
من جهته تبنى مجلس عشائر منطقة الأعظمية في العاصمة بغداد حراكا عشائريا يهدف إلى تنسيق المواقف وخصوصا لمناطق حزام بغداد منعا لتأسيس عناصر ما يسمى بتنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” الفارين من الأنبار أي قاعدة لهم قرب العاصمة بغداد.
وقال الشيخ صباح العبيدي رئيس مجلس عشائر الاعظمية إن “مجلس عشائر الأعظمية ومجالس العشائر في مناطق حزام بغداد ومناطق الراشدية والحسينية والشعب وباقي المناطق الأخرى أجروا على مدى الأيام الماضية تنسيقا لتحديد مواقف العشائر الداعمة للقوات الأمنية في منع تحول أي منطقة إلى قاعدة لتنظيم القاعدة”.
وأضاف العبيدي إن “مواقف العشائر جميعا موحدة باتجاه منع تحول العاصمة بغداد إلى وكر للتنظيمات الإرهابية” مبينا أن “العشائر تؤيد العمليات الأمنية التي تنفذها القوات العسكرية في العاصمة”.
وكشفت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد يوم الجمعة الماضي عن لجوء بعض عناصر التنظيم الإرهابي المذكور الهاربين من محافظة الأنبار وصلاح الدين إلى مناطق حزام بغداد ومنها المشاهدة والطارمية لتنفيذ عمليات إرهابية.
وتعرض ما يسمى تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” في الأنبار إلى ضربات قوية أفقدته قدرته على المواجهة والتصدي والانتقال في مدن الأنبار وصحراء سامراء.
ووفقا للمعلومات الأمنية فإن التنظيم المذكور لجأ مؤخرا بعد خسارته المعركة في الأنبار إلى اعتماد وسائل جديدة يسعى من خلالها لإثارة العنف الطائفي في بعض المحافظات كديالى وبغداد.
من جانبه قال سعد المطلبي عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد “إن التفجيرات الأخيرة التي شهدتها العاصمة جاءت ضمن مخطط لسحب اهتمام القوات المسلحة عن الأنبار فيتاح للعصابات الإرهابية تنظيم صفوفها من جديد”.
وأشار المطلبي إلى أن “الحملات العسكرية الجارية على حزام بغداد مكملة لعملية ثأر الشهداء من أجل تنظيف البلاد من أوكار الإرهابيين”.
من جهته طالب الشيخ وسام الحردان رئيس مجلس صحوة أبناء العراق عشائر مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار بقتال عناصر التنظيم الإرهابي المذكور في المدينة مؤكدا أن العشائر مطالبة في حال عجزها عن قتال الإرهابيين الانضمام إلى قوات الجيش لتطهير المدينة.
وقال الحردان إن “الاتصالات متواصلة مع عشائر الفلوجة لبحث قرار قتالهم عناصر التنظيم الإرهابي المذكور” مشيرا إلى أن “القرار اليوم متروك لتقديرات العشائر داخل مدينة الفلوجة ولابد من أن يكون موقفهم واضح من الجيش ودعمه في حال لم يتمكنوا من قتال هذا التنظيم”.
وتشير الأرقام غير المؤكدة إلى وجود نحو300 عنصر من عناصر التنظيم الإرهابي المسمى “دولة الإسلام في العراق والشام”داخل مدينة الفلوجة يتمركزون داخل الأحياء السكنية فيما نزحت مئات العائلات من المدينة خلال الأيام الماضية هربا من هؤلاء الإرهابيين الذين حولوا المدنيين إلى دروع بشرية.
إلى ذلك قتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم جنديان وستة من عناصر الصحوة التي تساند الجيش العراقي في حربه ضد التنظيمات الإرهابية في سلسلة هجمات إرهابية جديدة متفرقة شمال بغداد.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط في الشرطة العراقية قوله “إن ستة من عناصر الصحوة قتلوا في هجوم مسلح نفذه مجهولون يرتدون زي قوات الشرطة” موضحا أن الهجوم وقع بعد منتصف ليلة أمس الأول في قرية عبد الحميد التابعة لناحية العبارة شمال مدينة بعقوبة وأسفر الهجوم عن مقتل قائد صحوة القرية مهدي السعيدي وابنه.
وفي هجوم مسلح استهدف سيارة أجرة في تكريت شمال بغداد استشهد جنديان وأصيب ستة آخرون بجروح إثر الاعتداء على سيارة الأجرة التي كانت تقلهم على طريق رئيسي شمال تكريت وفقا لمصادر أمنية.
وتزامن ذلك مع اغتيال مختار منطقة الرشيدية شمال الموصل من قبل مسلحين مجهولين.
من جهة أخرى أكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن الحصيلة الجديدة لضحايا الهجمات الإرهابية التي وقعت أمس الأول أشارت إلى مقتل 32 شخصا وإصابة أكثر من 75 آخرين وهو ما أكدته مصادر طبية في مستشفيات بغداد.
وأوضح المصدر أن الهجمات الإرهابية التي تم تنفيذ ست منها بواسطة سيارات مفخخة شملت أحياء في العاصمة العراقية هي المنصور والنهضة والطوبجي والصرافية والعامرية ووقعت مساء في الوقت الذي يخرج فيه الناس إلى المقاهي والمطاعم أو المحال التجارية.
ولفت المصدر إلى أن أحد هذه الهجمات استهدف مركز المنصور التجاري أحد أحدث المجمعات التجارية في العاصمة العراقية والذي تزوره عائلات ومجموعات من الشبان لارتياد المطاعم ودور السينما وادى إلى مقتل ستة أشخاص وجرح 12 آخرين فيما انفجرت سيارة مفخخة أخرى في حي الطوبجي قرب سجن للأحداث حيث قامت القوى الأمنية بضرب طوق امني في المنطقة خشية فرار معتقلين في حين قتل في هذا الهجوم سبعة أشخاص وجرح 19 آخرون.
وفي باقي الهجمات قتل 19 شخصا وأصيب أكثر من خمسين بجروح في حين فرضت قوات الأمن في أعقاب ذلك إجراءات أمنية مشددة شملت إغلاق الطرق المؤدية إلى أماكن الانفجاريات.
وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 21 شخصا جراء الهجمات ذاتها وهو ما تجاوزته الحصيلة التي صدرت عن المصادر الرسمية العراقية أمس.
يذكر أن العراق يشهد ومنذ فترة تصاعدا في العمليات والتفجيرات الإرهابية التي تستهدف العسكريين والمدنيين على حد سواء في محاولة يائسة من قبل التنظيمات الإرهابية للتخفيف من الضغط الذي تمارسه القوات العراقية عليها عبر العمليات العسكرية التي تقوم بها ضد أوكارها ونقاط تمركزها على امتداد الأراضي العراقية والتي أسفرت في الآونة الأخيرة عن الحاق هزائم كبيرة بهذه التنظيمات الإرهابية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 20/1/2014)