(العربية) متلازمة بوتين: 8 توجهات في أوروبا الوسطى والشرقية. ما هو موقف رومانيا

مشروع قانون العقوبات الذي تم اقتراحه في الأيام الأخيرة من قبل الحكومة البلغارية، والذي يهدد المنظمات غير الحكومية بالسجن لمدة تصل إلى ثماني سنوات، تذكر بالتدابير التي اتخذتها روسيا “فلاديمير بوتين” في عام 2012. وتعرض وكالة هوت نيوز “HotNews” خريطة النفوذ الروسي في منطقة وسط وجنوب شرق أوروبا، وهي تضم دولا أعضاء في الاتحاد الأوروبي ودول تطمح إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى دول تتبع للنفوذ الروسي. ويبدو أن رومانيا ظلت القطعة المفقودة من لغز بوتين في المنطقة.

بلغاريا –  تشير منظمة العفو الدولية إلى أن أحد مواد مشروع القانون الجزائي البلغاري المذكور، والذي أرسل إلى البرلمان للمصادقة، ينص على عقوبة سجن تصل إلى ثماني سنوات على “المواطن البلغاري الذي يعمل في خدمة دولة أو منظمة أجنبية، أو في خدمة منظمات تسيطر عليها أو تديرها دولة أجنبية، بهدف الأضرار بالدولة“. ووصفت وزيرة العدل البلغارية، السيدة زينايدا زلاتانوفا, الاتهامات التي وجهتها المنظمات غير الحكومية بالسخيفة، وقالت بأن العقوبات المذكورة تطبق فقط في حالة حرب. إلا أن الفقرة التي ادعت بها المنظمات غير الحكومية لا تذكر حالة الحرب .

وتذكر تلك التشريعات بالإجراءات المتخذة في عام 2012 من قبل روسيا بوتين، والتي تنص على أن جميع المنظمات غير الحكومية الأجنبية في روسيا ملزمة بتسجيل نفسها كـ “وكلاء أجانب” وأن تخضع لمراجعة حسابات شاملة.

هذا وتواصل بلغاريا تقاربها مع روسيا، وخاصة من خلال المشاريع الاقتصادية الاستراتيجية. وكانت الحكومة الاشتراكية برئاسة أوريشارسكي قد استأنفت موضوع بناء المحطة النووية في بيلين، على نهر الدانوب، مع الشركة الروسية اتوم ستروي اكسبورت (Atomstroyexport).

كذلك في مجال الطاقة، تشارك بلغاريا في مشروع خط أنابيب ساوثستريم (Southstream) الذي تديره روسيا التي قوضت في الأساس متورط مشروع خط أنابيب نابوكو الذي تشترك فيه رومانيا.

العلاقات بين البلدين السلافيين هي أقدم بكثير، فهي متجذرة في العقيدة الموالية للسلافية التي روجت لها روسيا القيصرية, أما خلال الحقبة الشيوعية فكانت العلاقات بلغاريا مع الاتحاد السوفييتي وثيقة أكثر من معظم الدول التابعة.

في الوقت الحاضر، القادة في صوفيا، وخاصة الحكومة الاشتراكية، ترتبط ارتباطا وثيقا بروسيا، وعلى سبيل المثال رئيس الحزب الاشتراكي الأوروبي، ورئيس الوزراء البلغاري السابق سيرجي ستانيشيف، فهو من مواليد أوكرانيا السوفيتية وأنهى دراساته في موسكو.

وبالعودة إلى خطة الطاقة، تستمر الحكومة في صوفيا بمعارضة استغلال الغاز الصخري في أراضي بلغاريا والذي تسعى إليه الشركات الأمريكية، إلا أنها بدلا من ذلك أعربت عن عزمها بناء مفاعل نووي جديد في كوزلودوي مع الشركة الأمريكية وستنجهاوس (Westinghouse).

هنغاريا – الثلاثاء الماضي وقت هنغاريا وروسيا اتفاقا للتعاون على بناء مفاعلين نوويين في باكس. ويرى الاتفاق الذي وقع في موسكو من قبل رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور اوربان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستقدم لهنغاريا قرضا بقيمة 10 مليارات يورو لبناء المفاعلات. ويمثل هذا الاتفاق الأساس إسناد المشاريع إلى شركة روساتوم الروسية (Rosatom)، متحايلة على قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن المشتريات العامة. ويظهر التفاهم المذكور قدرة بوتين على استخدام سيطرة روسيا على موارد الطاقة من أجل توسيع قوتها خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق.

وهنغاريا مثل بلغاريا, فهي جزء من المشروع الروسي ساوثستريم (Southstream). وكانت المفوضية الأوروبية قد حذرت في كانون الأول 2013، من أن الاتفاقات الحكومية لدول الاتحاد الأوروبي المشاركة في ساوثستريم تنتهك قانون الاتحاد الأوروبي، حيث أعربت عن تقديمها المساعدة في إعادة التفاوض بشأن الاتفاقيات المبرمة مع موسكو.

وتجدر الإشارة إلى أن كرواتيا وسلوفينيا و النمسا وهي دول في الاتحاد الأوروبي وقعت اتفاقيات حكومية مع موسكو تتعلق بمشروع ساوثستريم (Southstream).

قبرص – وافقت روسيا في أيلول 2013، على إعادة هيكلة قرض قيمته 2.5 مليار يورو قد قدمته إلى قبرص (الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي) في عام 2011، وخفضت معدل الفائدة السنوية من 4.5% إلى 2.5%. كذلك، وبعد قرارات بنك قبرص في عام 2013، تلقى المودعين الروس أسهماً في مقابل الأموال التي خسروها، وبذلك أصبحوا أكبر المساهمين في البنوك القبرصية الرئيسية.

ووفقا لتقارير الاستخبارات الألمانية نقلا عن دويتشه فيله، تعتبر قبرص مركزا رئيسيا ل لغسيل الأموال القادمة من روسيا. كذلك زفي 10 كانون الثاني 2014، وافقت الحكومة القبرصية على مشروع يعطي الضوء الأخضر لإبرام اتفاق من شأنه أن يسمح لروسيا باستخدام القاعدة الجوية في أندرياس باباندريو في مدينة بافوس، وهو ماذكرته وسائل الإعلام القبرصية عن مصادر سرية.

وتشمل التسهيلات المقدمة بموجب الاتفاق المذكور السماح بهبوط الطائرات الروسية لأسباب إنسانية وفي حالات الطوارئ. وفي المقابل تعتبر روسيا حليفا لقبرص في مجلس الأمن الدولي في نزاعها مع الجمهورية الانفصالية التركية لشمال قبرص، والتي لم تعترف بها سوى تركيا، العضو الرئيسي في حلف شمال الأطلسي.

رومانيا –  يبدو أن بخارست هي القطعة المفقودة من هذا اللغز (وسط وجنوب شرق أوروبا العائدة لبوتين), فرومانيا ستستضيف صواريخ اعتراضية للدرع الصاروخي الأمريكي في قضاء أولت، بموجب اتفاقية ثنائية وقعت في واشنطن في أيلول 2011,  كذلك وقعت حينها الدولتان على الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية للقرن الحادي والعشرين. في المقابل، وفي تشرين الثاني 2013، وقعت رومانيا عدداً من الاتفاقيات الثنائية مع الصين بدون التزامات مالية في مجالات متنوعة مثل الطاقة والزراعة والنقل. وحذرت المفوضية الأوروبية رومانيا وغيرها من الدول الـ 27 في الاتحاد الأوروبي من أن أي مفاوضات ثنائية مع بكين يجب أن تراعي المشترك للدول الأعضاء في المجالات ذات الصلة. وكان رئيس الوزراء الروماني قد رح يوم الأحد 12 كانون الثاني 2014، لمحطة أنتينا 3 بأنه ينوي إطلاق العلاقات مع روسيا. وقال بونتا “الصين، ليست دولة نستورد منها فقط، ولكن يمكننا التصدير إليها. ففتح الصادرات الغذائية على سبيل المثال هو شيء عظيم”.

بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الخميس الماضي إنه يتوقع “تعاونا كبيرا يعود بالمنفعة المتبادلة. نحن مستعدون للعمل معا لتعميق لتوثيق العلاقات السياسية والاقتصادية والإنسانية“.

أوكرانيا –  رفضت حكومة يانوكوفيتش التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في قمة الشراكة الشرقية في فيلنيوس, ووقعت عوضا عن ذلك اتفاقا مع روسيا في كانون الأول عام 2013، ينص تقدم موسكو لكييف قرض بقيمة 15 مليار يورو، وتقديم خصم على أسعار الغاز.

كذلك تعمل كييف على توثيق علاقاتها مع بكين. ففي أيلول عام 2013، وقعت الشركة الصينية شينجيانغ للإنتاج والبناء (XPCC) اتفاقا بقيمة تزيد عن 2 مليار يورو مع شركة KSG Agro وهي اكبر شركة زراعية في أوكرانيا، وسوف تعمل الشركة الصينية على بناء طريق سريع في شبه جزيرة القرم وجسر عبر مضيق كيرتش، وربط شبه جزيرة تامان بشبه جزيرة القرم في روسيا.

//يتبع//

 (المصدر: وكالة هوت نيوز للأنباء “Hotnews” بتاريخ 17/1/2014)