أكدت دراسة قامت بها أجهزة الاستخبارات الغربية أن “أكثر من مئة مسلح أوروبي قتلوا في سورية” جراء انضمامهم للمجموعات الإرهابية المسلحة فيها منذ عام 2012 موضحة أن السعودية أفرجت عن مئات السجناء بتهم الإرهاب شرط توجههم إلى سورية.
وقال الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو المختص بشؤون الشرق الأوسط في مقال نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية أمس تحت عنوان “مقتل 100 أوروبي في سورية منذ 2012” “إن الصحيفة تمكنت من الإطلاع على نتائج هذه الدراسة” مشيرا إلى أنه “من المحتمل أن يكون العدد أكثر من ذلك بسبب عدم نشر الوفيات على الشبكات الاجتماعية من المتعصبين الآخرين”.
وأضاف “إن المقاتلين الأجانب يلعبون دورا هاما في العمليات الانتحارية كما أنهم يستخدمون من أجل نشر الفكر “الجهادي” من خلال الدعوة ووعظ المجموعات المسلحة الأخرى”.
وأشار مالبرونو إلى أن أجهزة الاستخبارات الغربية قلقة من “اتجاه جديد” مع ظهور مجموعات مسلحة صغيرة على هامش مايسمى بـ “جبهة النصرة” و”دولة الإسلام في العراق والشام” من مغاربة أو معتقلين سابقين في غوانتانامو أو مجموعات أخرى يشكلها شيشان أومتطوعون قوقاز.
ولفت مالبرونو إلى أن تركيا لعبت لعبة خطرة لأنها لم تحاول منع مرور المسلحين إلى سورية عبر أراضيها وقال إن “تركيا هي البلد الرئيسي الذي يعبر عن طريقها “الجهاديون” إلى سورية” مشيرا إلى أن الأجهزة الاستخبارية غير قادرة على القول إن كان قد تم التوصل إلى ذروة تدفق الأجانب إلى سورية حيث إن الجهاديين ممزقون بين رغبتين الحفاظ على النشاط السري فيما يوجد آخرون متحمسون لتمجيد أفعال قتلاهم التي ينشرونها على فيسبوك وتويتر.
وأشار مالبرونو إلى أن نحو 10 آلاف أجنبي يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة على الأراضي السورية ثلثاهم جاؤوا من ثلاث دول عربية هي السعودية وليبيا وتونس وذلك في منتصف عام 2012.
كما لفت مالبرونو إلى أن تسلل المسلحين الليبيين والتونسيين تراجع خلال الأشهر الستة الماضية أمام “الجهاديين” الأوروبيين الذين تم تجنيدهم في أعقاب هزيمة المسلحين في مدينة القصير بريف حمص في شهر حزيران الماضي.
وذكر مالبرونو وفقا للدراسة الاستخباراتية الغربية أن السعوديين كانوا الأكثر بين نحو 700 حالة من “الجهاديين” أعلن عن مقتلهم على شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر منذ حزيران عام 2012 مشيرا إلى أن 135 حالة على الأقل كانت من بين العناصر التي تخلصت السعودية منهم وأبعدتهم عن أراضيها بإرسالهم إلى سورية أي كانوا “معتقلين وأفرج عنهم شرط أن يذهبوا للقتال في سورية”.
وأوضح مالبرونو أن المتطرفين السعوديين يأتون من محافظة القصيم معقل التطرف وهؤلاء لايخفون نشاطاتهم وإنما ينشرونها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مشيرا إلى أن أغلبهم متزوجون ويتركون زوجاتهم وأطفالهم من أجل مايسمونه بـ “الحرب المقدسة”.
وتابع “غالبا ما نجد السعوديين خبراء في المجموعات التي لها صلة بالقاعدة مثل “جبهة النصرة” و”دولة الإسلام في العراق وبلاد الشام” وغالبا ما يستخدمون للقيام بعمليات انتحارية” مشيرا إلى أن حسابات التويتر الخاصة بهم تحتوي على العديد من المراجع لجمع أموال من المانحين بشكل شخصي في منطقة الخليج أما الليبيون فقد مات من بينهم على الأقل 106 أشخاص حيث يأتون من معقل المتطرفين في مدينة درنة شرقي ليبيا ومن طرابلس بخاصة من سوق الجمعة وآخرون كانوا يدرسون في الولايات المتحدة أو في أوروبا قبل أن يقطعوا دراستهم ليذهبوا للقتال في سورية.
وبين مالبرونو أن “الأردنيين فدرجتهم رابعة في عدد القتلى في سورية برصيد 70 قتيلا من بين الـ 700 شخص” قتل غالبيتهم في جنوب سورية.
وكانت تقارير استخباراتية وإعلامية غربية كشفت مؤخرا عن توجه المئات من المتطرفين من جنسيات أوروبية ومن مختلف الدول للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية تحت مسمى “الجهاد” فيما حذرت جهات أوروبية أخرى من عودة هؤلاء إلى بلدانهم وقيامهم بعمليات إرهابية ضد دولهم.
وهددت السلطات البريطانية أمس الأول الإرهابيين من الجنسية البريطانية بأنها ستعتقلهم “حال عودتهم إلى بريطانيا” وذلك في محاولة منها للضغط عليهم وإبقائهم في سورية بعد أن اشتد الخناق حولهم وبدؤوا يلوذون بالفرار أمام ضربات الجيش العربي السوري كما أن السلطات الاسترالية أعلنت أنها تدرس سحب الجنسية من المتطرفين الذين يقاتلون بسورية في إجراء يقترب بمفعوله وهدفه السياسي من الإجراء البريطاني.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 27/1/2014)