أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن وفد الجمهورية العربية السورية المشارك في مؤتمر جنيف2 يحاول منذ بداية المؤتمر التقدم بأفكار متواضعة كي لا يصل المؤتمر إلى حائط مسدود إلا أن الطرف الآخر ومن يقف خلفه يحاول أن يقود المؤتمر إلى ذلك الحائط.
وأشار المقداد في حديث مع قناة الإخبارية السورية أمس إلى أن البيان السياسي الذي تقدم به الوفد الرسمي ورقة تمثل ضمير المواطن السوري وتعكس دساتير سورية منذ الاستقلال وحتى الآن ولكن للأسف بعض السوريين يرفض هذه الأفكار الأساسية.
من يرفض الموافقة على بند رفض التدخل والإملاء الخارجي في شؤون سورية الداخلية عميل للخارج
وأوضح المقداد أن ما نقصده من خلال البند الأول الذي ينص على احترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة الأراضي المغتصبة كافة هو أن “إسرائيل” هي فقط من ترفض مثل هذه الفقرة وعملاءها أيضا لأنها موجودة منذ البداية في هذه العملية وإلا لماذا هاجم القتلة كل المخيمات الفلسطينية في سورية ويحاصرون مخيم اليرموك.
ولفت المقداد إلى أن من يرفض الموافقة على بند رفض التدخل والإملاء الخارجي في شؤون سورية الداخلية عميل للخارج وليس لديه الحد الأدنى من الشعور بالمواطنة ولا يمثل سورية وهذا ما كان عليه الوفد الذي جلس أمامنا في جنيف.
وأشار المقداد إلى أن وفد الائتلاف المسمى “المعارضة” برفضه البيان هو ضد أن تكون الجمهورية العربية السورية دولة ديمقراطية تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون واستقلال القضاء والمواطنة وحماية الوحدة الوطنية والتنوع الثقافي لمكونات المجتمع السوري وحماية الحريات العامة رغم أنه تذرع بكل هذه الحقائق إلا أننا عندما نضعهم أمام الحقيقة يكذبون كما أن هناك شخصا يأمرهم بالموافقة أو الرفض.
أما عن رفض الائتلاف لبند مكافحة الإرهاب ونبذ كل أشكال التعصب والتطرف والأفكار التكفيرية الوهابية ومطالبة الدول بالامتناع عن التزويد بالسلاح أو التدريب أو الإيواء أو توفير ملاذات آمنة لجماعات إرهابية أو تحريض إعلامي على ارتكاب أعمال إرهابية التزاما بالقرارات الدولية وخاصة بمكافحة الإرهاب فقال المقداد إن هذا البند متخذ من قرار مجلس الأمن رقم 1373 ومن يعترض على ذلك يدعم الإرهاب والقتل للاستمرار في قتل الشعب السوري مشيراً إلى أن بعض مسؤولي الأمم المتحدة بدؤوا يعترفون بوجود الإرهاب في سورية وهذا الإرهاب موجود منذ اللحظة الأولى ويرمي إلى تدمير سورية وحرف مسارها ومواقفها الوطنية والقومية التي يسير بها السيد الرئيس بشار الأسد.
ولفت المقداد إلى أن البند المقدم حول الحفاظ على كل مؤسسات ومرافق الدولة والبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة وحمايتها مرتبط ببيان جنيف الأول الذي يؤكد على المحافظة على هيكل وبنى الدولة ومن يرفض هذا البند يرفض بيان جنيف.
وأشار المقداد إلى أن البيان السياسي قدم إلى الإبراهيمي الذي نقله إلى الطرف الآخر الذي رفضه مباشرة دون قراءته ودون التدقيق بمعانيه.
وقال المقداد: الإبراهيمي أبدى تفهماً للبيان الذي كنا نتوقع مناقشته لأن بيان جنيف ينص على الاتفاق على كل شيء وهذا ما نطرحه وسنبقى ملتزمين حرفيا بكل ما نص عليه هذا البيان لافتاً في الوقت ذاته إلى أن هناك مخططاً يرمي إلى تدمير كل عملية جنيف.
وأضاف المقداد لا يمكن لسوري أن يرفض إصدار مثل هذا البيان وهذا يطمئن الشعب السوري بأننا متفقون على الحد الأدنى مثل وجود دولة وسورية ديمقراطية وتحرير الأراضي المحتلة وحمايتها ونؤكد أننا أتينا بروح إيجابية لهذا المؤتمر ولكن الطرف الآخر ليس لديه هذه الروح ورغم ذلك سنبقى إيجابيين حتى نهايته لأنه يجب إنجاحه وعدم إعطاء أي ذريعة للائتلاف الذي يسعى إلى إفشاله.
وأوضح المقداد أن الوفد الرسمي لا يتردد في نقاش أي بند أو موضوع إلا أنه يؤكد ضرورة مناقشة كل القضايا الحساسة مع طيف واسع من المعارضة وليس مع وفد ينتقص حتى الطرف الذي يمثله لذلك هم يعترضون على كل شيء.
وجدد المقداد التأكيد على أن الوفد الرسمي السوري جاء إلى جنيف بكل رغبة صادقة لإنجاح المؤتمر وإنجاح كل الجهود التي بذلت لعقده ومن أجل تخليص سورية من سفك الدماء والقتل الذي يمارسه الإرهابيون ومن خلال التدخل الخارجي والدعم الذي يقدم لهم من كل أصقاع العالم وخاصة من الدول التي تمارس السياسات المزدوجة والنفاق مع مسألة الإرهاب…
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 28/1/2014)