أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن قرار الولايات المتحدة بخصوص تسليح المجموعات الإرهابية يمثل تراجعاً أمريكياً عن خيار الحل السياسي متسائلاً “كيف يمكن أن يكون الموقف الأمريكي داعما ومبادرا في جنيف2 وهدفه الذهاب إلى حل سياسي وفى ذات الوقت يكون داعما وصانعا ومؤيدا للإرهاب والعنف والخيار العسكري في تناقض واضح لا مثيل له”.
وأشار الزعبي في تصريحات للصحفيين أمس إلى أن الحكومة السورية عندما جاءت إلى الحل السياسي كانت تدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تمتنع عن تسليح المجموعات الإرهابية وأن تابعيها في المنطقة من تركيا والسعودية وقطر والأردن لن يتوقفوا عن إدخال السلاح والإرهابيين وإقامة معسكرات التدريب لهم إلا أنها ومع ذلك ما زالت منفتحة على النقاش وليس لديها أي حرج في مناقشة أي قضية سياسية.
وطالب الزعبي الولايات المتحدة بتقديم تفسير لهذا الانعطاف في موقفها مبيناً أنها كانت تسلح ولم تنقطع يوماً عن التسليح إلا أن الجديد اليوم أن ذلك انكشف وأصبح علناً.
وقال الزعبي..”إن الوفد الرسمي السوري قدم اليوم مقترح بيان عن طريق مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي لإدانة قرار الولايات المتحدة الأمريكية بتسليح ما يسمى المعارضة السورية من مجموعات إرهابية إلا أن وفد الائتلاف المسمى المعارضة رفضه “مبيناً أن الرفض من قبل أعضاء وفد الائتلاف كان مباشراً كالعادة إذ إنهم لا يريدون إدانة تسليح الإرهابيين والدور الأمريكي كما أنهم بالأمس كانوا لا يريدون بنود البيان السياسي الذي تقدمنا به ورفضوه دون أن يقرؤوه حيث أنهم لو قرؤوه لاكتشفوا أن بنوده منصوص عليها في بيان جنيف الأول”.
وجدد الزعبي الإشارة إلى أن البيان السياسي الذي قدمه الوفد الرسمي السوري مؤلف من عدة نقاط هي جزء مما ورد في بيان جنيف الأول حتى يكتشف العالم أن الطرف الآخر الذي رفضه لم يقرأ بيان جنيف الأول وإذا قرأه فليس بلغة سياسية مبيناً أن وفد الائتلاف برفضه مقترح البيان اليوم حول قرار الولايات المتحدة يرفض إدانة دعم الإرهاب والتسليح الذي يتحدث عنه أيضاً بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة.
وقال الزعبي.. “النص الذي قدم اليوم مشار إليه في القرار 1373 الخاص بمكافحة الإرهاب ورفضوه فكيف يتسنى لهذه الفئة من المعارضة أن تتحدث للناس وتخاطب السوريين أو دول العالم الأخرى في ظل هكذا غطاء سياسي أو فكري أو عقائدي يؤيد الإرهاب ويدعمه ويسانده ويتلقى تعليماته بالتفاصيل الصغيرة من آخرين موجودين خارج القاعة”.
وأضاف الزعبي.. “إن الإبراهيمي هو وسيط بين فريقين أحدهما يؤيد القرار 1373 الخاص بمكافحة الإرهاب وفريق يرفضه حتى داخل مبنى الأمم المتحدة ويرفض إدانة الإرهاب ومع ذلك الإبراهيمي مستمر في تأدية دور الوسيط وهذا تقديره وقراره ولكنه وسيط بين من يدعم الإرهاب ويصر على دعمه ويؤيد التسليح ويدعم المجموعات الإرهابية المسلحة وبين فريق يدعو إلى مسار سياسي ويقدم ليومين متتاليين مشاريع أفكار القسم الأكبر متضمن في بيان جنيف الأول والقسم الاخر متضمن في القرارات الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ولذلك يجب أن يسأل الوسيط الإبراهيمي حول متابعة مؤتمر جنيف في ظل مظلة دولية واضحة وما هو رد فعله بعد معرفته بالقرار الأمريكي.
وأوضح الزعبي أن هناك اجتماعاً تشاورياً يعقد مساء اليوم (الثلاثاء) لوفد الجمهورية العربية السورية برئاسة وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم للتشاور في تفاصيل ما دار من حوارات في الجلسات وما صدر من تصريحات وما المواقف السياسية المعلنة خارج إطار مدينة جنيف وعلى ضوئها ستتخذ القرارات وكيفية التصرف إلا أن الوفد الرسمي السوري وبالعناوين العريضة مصر على متابعة التأسيس لمسار سياسي وكل الكلام الذي قيل وتحدث به أشخاص هنا من عناصر الائتلاف غير ذي قيمة سياسية.
وأشار الزعبي إلى أن البيان السياسي الذي قدمه الوفد الرسمي ليس بديلاً عن بيان جنيف الأول بل هو جزء من توفير مناخ سياسي يؤسس لعملية سياسية بمسار سياسي معتبراً أنه لو قبل الائتلاف البيان بالأمس وسانده ووقع عليه لكانت هناك أشياء كثيرة ربما تتغير لأن هذه الورقة هي جزء من الثوابت الوطنية للشعب السوري كله معارضة وموالاة.
وقال الزعبي.. “إن هناك في أوساط المعارضة السياسية وخاصة في الداخل السوري الكثير من المفاجأة والدهشة واللوم من قبل قوى المعارضة المجتمعية تجاه عناصر الائتلاف الموجودة داخل قاعة اللقاءات تحت عنوان ماذا فعلتم ولماذا رفضتم ووصلنا ذلك عبر أصدقائنا في المعارضة الوطنية التي نتواصل معها وهم في حالة دهشة وأحدهم قال لي الآن أدركت لماذا لا يريدوننا أن نكون موجودين في جنيف”.
وأضاف الزعبي.. “جزء من وطنية المعارضة يجب أن يتضح الآن ليس في الطلب بالانضمام إلى الوفد الموجود في جنيف بل على هذه القوى المعارضة أن تتشارك مع القيادة السورية والحكومة في الرأي القديم الجديد المستمر الدائم بأن نتحاور مع بعضنا البعض بشكل مباشر في دمشق وأن يكون الحوار جديا وراقيا واستنادا إلى فتح جميع الملفات دون استثناء ونحن مستعدون لذلك ولسنا بحاجة إلى وسطاء وأطراف للتدخل”.
وشدد الزعبي على أن “المفاوضات ليست بورصة سياسية وأسهما بل نتعامل معها كقضية وطنية وعندما نفكر بسورية ونتصرف لأجل سورية الوطن والدولة والشعب لا نضع مشاعرنا ولا طريقة تفكيرنا في بورصة سياسية إذ أن هناك أهدافاً محددة وواضحة نعمل عليها عنوانها الدفاع عن مصالح الدولة السورية”.
وأشار الزعبي إلى أن الوفد الرسمي السوري متواجد في جنيف ويحاول جاهدا وبكل أدواته الممكنة والمتوافرة أن يغير في هذا الاتجاه وأن يكشف للعالم حقيقة ما يجري في سورية معتبراً أن “وسائل إعلام مضادة ومن دول أخرى بدأت تغير نظرتها إذ بدأت تسأل أسئلة جديدة وتتحدث بلغة جديدة” وهذه القراءة بنيت منذ لحظة وصولنا إلى جنيف ومنذ إلقاء كلمة وزير الخارجية والمغتربين الذي وضح كل ما يجري في سورية مرورا بعمل فريق الحوار داخل القاعة عبر الوسيط الإبراهيمي وانتهاء بجهود الفريق الإعلامي الموجود في جنيف.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 29/1/2014)
�حل �=����� X�*نها واحدة موحدة قوية … نريد سورية ونشاؤها وطناً للسلام ونريدها مرتعاً للطمأنينة ومن حقنا أن نرى فيها الأمان خطوة أولى نحو السير للأفضل”.
وتابع البطريرك يازجي ..”إن انتماءنا إلى أرضنا هو الذي يجمعنا دوما مع كافة أطياف بلادنا ويوجه قلوبنا إلى خير الإنسانية جمعاء ونحن مسلمين ومسيحيين أخوة التراب في ديارنا وأخوة التاريخ ولحمة الجغرافيا ونحن أجراس محبة وأذان تسامح وماضينا وحاضرنا يدمغ حياتنا ويسم مستقبلنا بمبادئ العيش المشترك والمواطنة وقلبنا يخفق وينبض بأن الدين لم يكن يوماً عامل فرقة لا بل سبيل وحدة”.
ولفت البطريرك يازجي إلى “إن الوطن للجميع وأننا مؤتمنون على وحدة ترابه وخير إنسانه” مشدداً على أن “العالم كله مدعو لأن يرى قضية المهجرين والمخطوفين في سورية وليسكب جهوداً حثيثة في سبيل وقف كل تصادم فيها ونحن في كنيسة أنطاكية أبناء تلك الأرض لدينا الشهداء والمهجرون والمخطوفون ولدينا مطارنة وكهنة وراهبات أبناء وبنات يدفعون ثمناً باهظاً لما يجري “مبيناً أن قضية المخطوفين هي برسم المجتمع الدولي والمنظمات الحكومية وغير الحكومية الذين “نأمل منهم أفعالاً مقرونة بالأعمال تفضي إلى الإفراج عنهم”.
وأكد البطريرك يازجي أن لبنان مدعو لأن يعلو فيه منطق الحوار على منطق الاستقواء بالغير داعياً إلى صيانة عيشه المشترك وهيبة الدولة وصون السلطة من شبح الفراغ وقال: “نحن نصلي أيضاً من أجل العراق وفلسطين والأردن ومصر والمشرق والعالم كله ومن أجل الشعب الروسي الطيب الذي يعشق ذكرى القداسة ويعانق أنطاكية وتعانقه بأشد المودة”.
وقدم البطريرك يازجي الشكر للشعب الروسي باسم الشعب السوري وقال إن “روسيا شعباً وحكومة وكنيسة أبدت خلال الفترة الماضية على ضوء الأحداث الجارية في سورية كل المحبة والاهتمام تجاه شعبنا وأرسلت مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري وكل هذا يدل على حسن العلاقة والمحبة بيننا وعلى وقفة الأخ إلى جانب أخيه ويسهم في تعزيز العلاقات الوطيدة أكثر بين بلدينا وشعبينا”.
وقال: “إننا اليوم في موسكو نصلي معا من أجل السلام في سورية وفي الشرق الأوسط بشكل عام ونأمل أن نراكم في سورية والسلام يخيم في ربوعها”.
وفي صلاة مشتركة أقامها البطريرك يوحنا العاشر وقداسة البطريرك “كيريل” بطريرك موسكو وسائر روسيا في كنيسة الملاك “جبريل” التابعة لطائفة الروم الأرثوذوكس في موسكو قال البطريرك الروسي ..إنه “ليسعدني أن أقف في هذا المعبد العابق بالصلوات بكل خشوع وأن أقول إن سورية اليوم تعيش أوقاتاً صعبة ونحن نعلم أنكم يا غبطة البطريرك بذلتم وتبذلون الكثير من أجل خير سورية وتعملون كل ما بوسعكم لإحلال السلام الاجتماعي على الأرض السورية الطاهرة” بينما أكد البطريرك يازجي أن “إقامة الصلاة في هذه الكنيسة في وسط موسكو هي دليل قاطع على العلاقات المتجذرة تاريخياً بين الكنيستين والشعبين في سورية وروسيا”.
بدوره قال سيرغي ستيباشين رئيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذوكسية الروسية: “إننا اليوم نشاهد كيف يقتل الناس وتشرد الأقليات في الشرق الأوسط وخصوصاً في سورية وقد اتخذت جمعيتنا قراراً بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري المتضرر من الوضع الصعب الناشئ في البلاد وقامت بإرسال شحنات مما قدمه المواطنون الروس البسطاء الذين كان إقبالهم على تلبية نداء الجمعية يدل على المحبة التي يكنها الشعب الروسي لإخوته في سورية وعلى تضامنه مع شعب سورية الصديقة”.
وأضاف “إننا عندما قررنا القيام بحملة جمع المعونات للشعب السوري لتخفيف معاناته من هذه المحنة لم نكن نتوقع أن يكون اندفاع المواطنين الروس البسطاء بهذا الحجم الكبير والواسع ومن كل أنحاء البلاد من أقصاها إلى أقصاها” معرباً عن شكره للحكومة السورية لحسن استقبال وفد الجمعية الامبراطورية و/للمساعدة المقدمة شخصيا منكم يا صاحب الغبطة لأعضاء الوفد في سورية/.
وكان البطريرك يازجي أكد في كلمة له بقصر المؤتمرات في الكرملين أمس الأول بمناسبة افتتاح قراءات الميلاد التعليمية الدولية الثانية والعشرين المكرسة هذا العام لذكرى مرور سبعمئة سنة على ميلاد القديس سيرغي رادونيجيسكي ضرورة الحوار السياسي غير المشروط لحل الأزمة في سورية وتقبل الآخر مشدداً على ضرورة أن تلعب حكومات العالم دورها في الإسراع بتوطيد السلام قائلاً..إن “قيامة سورية تكون بقبول الاخر لا بتكفيره .. عبر حوار غير مشروط وحل سياسى يحقن دماء الأبرياء كما إن قيامة سورية من مأساتها تعني أن تتحمل كل حكومات العالم دورها في الإسراع بتوطيد السلام في ربوعها وفي إقفال ملف المخطوفين ومنهم المطرانان يوحنا ابراهيم وبولس يازجي والكهنة وراهبات معلولا وأيتامها الذين كان ذنبهم الوحيد أنهم حملوا صليبهم وكانوا سفراء سلام ومصالحة”.
يذكر أن البطريرك يازجي يقوم بزيارة رسمية لموسكو تعد الأولى له تستغرق خمسة أيام يجري خلالها مباحثات مع الهيئات الدينية والرسمية والبرلمانية الروسية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 29/1/2014)