(العربية) حذرت من استمرار تسليح الإرهابيين.. موسكو: سيادة سورية ومكافحة الإرهاب يجب أن تكون عناصر الحوار الأساسية في جنيف

رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2.

ونقل موقع (روسيا اليوم) عن الرئيس الروسي قوله أمس في مؤتمر صحفي عقب انتهاء قمة روسيا / الاتحاد الأوروبي في بروكسل ..”من المهم إطلاق مؤتمر جنيف 2 إذ كانت عملية إطلاقه صعبة ولكننا استطعنا من خلال الجهود المشتركة إطلاق الحوار السوري ونقدر ما فعله شركاؤنا الأوروبيون”.

يذكر أن المؤتمر الدولي حول سورية انطلق في مدينة مونترو السويسرية بمشاركة وفد رسمي سوري برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ووفد الائتلاف المسمى المعارضة الأربعاء الماضي.

بدوره انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشدة الاستمرار في إرسال الأسلحة إلى الإرهابيين في سورية محذرا من أن ذلك “يخلق مقدمات كبيرة لدعم الإرهابيين في المنطقة”.

وقال لافروف في تصريحات للصحفيين في بروكسل “إن إرسال أسلحة إضافية بصورة علنية وغير علنية إلى منطقة النزاع في سورية يوفر تربة إضافية لدعم الإرهابيين” محذرا من أن “استئناف إرساليات الأسلحة والتجهيزات الفتاكة أو غير الفتاكة إلى هذه المنطقة يخلق أخطارا إضافية كبيرة بأن تقع هذه الأسلحة في أيد أخرى من جديد”.

وكان مسؤولون أمنيون أميركيون وأوروبيون كشفوا أمس الأول عن أن الكونغرس الأميركي صدق سرا على تمويل شحنات أسلحة إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية التي سموها “المعارضة المعتدلة” جنوب سورية عن طريق الأردن حتى نهاية السنة المالية في الولايات المتحدة في 30 أيلول المقبل عبر بنود سرية داخل تشريع المخصصات الدفاعية تشمل مجموعة متنوعة من الأسلحة فضلا عن بعض الأسلحة الأكثر قوة مثل الصواريخ المضادة للدبابات وفيما لم يعرف بالتحديد الوقت الذي تمت فيه الموافقة على التمويل فقد مررت التمويلات الدفاعية السرية في الكونغرس في أواخر كانون الأول الماضي وذلك في الوقت الذي تدعي الولايات المتحدة في موقف ازدواجي مفضوح أنها تعمل لإنهاء الأزمة في سورية.

من جهة ثانية شدد وزير الخارجية الروسي على أنه “من الخطر والمراوغة مزاعم أولئك الذين يدعون بأن الحكومة السورية تقف وراء تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” وتموله وتستخدمه للحفاظ على خطر الإرهاب”.

وبهذا الصدد قال لافروف “إن هذه تصريحات غير شريفة أبدا وإن أولئك الذين يشرفون على المعارضة وعلى ماكينتها الدعائية يتحملون مسؤولية ضخمة إذا لجؤوا إلى مثل هذه الأمور” مشيرا إلى أن روسيا تبحث مع شركائها الأمريكيين ضرورة عدم القيام بخطوات من شأنها تشجيع الإرهابيين على مزيد من النشاط في سورية.

ونبه لافروف إلى أن “دولة الإسلام في العراق والشام” لا تقتصر أهدافها على اغتصاب السلطة في سورية فحسب بل تطرح أمام نفسها أيضا مهمة إقامة خلافة في هذه المنطقة برمتها” لافتا إلى أن “منافسي مجموعة (دولة الإسلام في العراق والشام) هم مثلها أيضا ومن بينهم الجبهة الإسلامية التي أقيمت مؤخرا بدلا من (الجيش الحر) وتدخل في قوامها مجموعات إرهابية محددة”.

وشدد لافروف على أن الغاية الأساسية لعقد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 هي إيقاف العنف وليس مناقشة مسألة نقل السلطة.

وأكد وزير الخارجية الروسي ضرورة توافق السوريين على إصدار ما وصفها “وثيقة تستعرض المبادئ التي يجب أن تقوم عليها الدولة السورية” مشددا على ضرورة أن يؤكد الجميع التمسك بـ “سورية ديمقراطية سيادية علمانية يشعر فيها الجميع بالأمن والتكافؤ”.

وقال لافروف “من المهم جدا أن تتمثل الخطوة التالية بعد عقد مؤتمر جنيف2 والتي ستنطوي على أهمية مبدئية في توافق الطرفين السوريين على إصدار إعلان ما أو أي وثيقة أخرى تستعرض المبادئ التي يجب أن تقوم عليها الدولة السورية” مضيفا “نود أن تؤكد الحكومة و (المعارضة) تمسكهما بسورية ديمقراطية سيادية وعلمانية تتمتع بسلامة الأراضي وتشعر فيها أي أقليات دينية وغيرها بالأمن وبأنها أعضاء متكافئة في المجتمع” وأنه “يجب أن تعيش سورية بسلام وأمن خالية من الإرهاب”.

وانتقد لافروف طروحات “تنحي” السيد الرئيس بشار الأسد واصفا إياها بأنها “غير بناءة” و”لا تشجع المفاوضات”.

وبهذا الخصوص قال لافروف “موقف أولئك الذين يصرون على ضرورة تنحى الرئيس بشار الأسد عن منصب الرئاسة السورية غير بناء وغير مثمر إطلاقا” مضيفا “إن الرغبة فورا بمناقشة الشخصيات والقول بوجوب تنحي الأسد لا تسهم في المفاوضات أيضا”.

وأوضح لافروف أن بلاده لا تصر على ترشيح أحد وهي صديقة للدولة السورية.

وحذر لافروف من أننا نواجه إصرارا على فكرة تغيير القيادة في سورية فقط لأن أحدا ما يكره الرئيس الأسد شخصيا.

وتابع وزير الخارجية الروسي قائلا “لكن هذا ليس تصرفا لأشخاص بالغين”.

وكان الوفد السوري الرسمي إلى المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 قدم أمس الأول بيانا سياسيا رفض وفد “الائتلاف” المسمى “المعارضة” بنوده وهى تتعلق بسيادة واستقلال سورية وحفظ مؤسساتها وإعادة الأراضي المغتصبة ورفض أي شكل من أشكال التدخل أو الإملاء الخارجي حيث يقرر السوريون مستقبل بلادهم بالوسائل الديمقراطية ونبذ كل أشكال التعصب والتطرف والأفكار التكفيرية ورفض الإرهاب ومكافحته.

                                                                             (المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 29/1/2014)