أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن مباحثات الغد (اليوم الخميس) بين وفد الجمهورية العربية السورية ووفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ ستتطرق إلى مسألة الإرهاب بعد أن اقتنع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بأنه علينا أولا مناقشة كيفية وقف الإرهاب.
وأشارت شعبان في تصريحات للصحفيين أمس إلى أن وفد الائتلاف لا يريد مناقشة أي شيء سوى كيف يمكنه الوصول إلى السلطة وهذا ما يريده من يقف وراءه أيضا لافتة إلى أن السفير الأمريكي روبرت فورد ظهر بالأمس إلى العلن ليقول إنه يقود وفد الائتلاف بعد أن كان يقوده في الخفاء.
وقالت شعبان “أمس تحدث روبرت فورد بكلمة للشعب السوري وكأنه مفوض سامي يقول للشعب السوري ماذا يريد وماذا لا يريد وما هو المفيد وما هو غير المفيد متناسيا أن سورية عمرها 10 آلاف عام وأن الشعب السوري شعب ذو كرامة وأن الذين يجتمع معهم ويملي عليهم الإملاءات لا يمثلون سورية ولا شعبها ولا علاقة لهم بهذا التاريخ ذي الأنفة والكبرياء”.
وبينت شعبان أن وفد الائتلاف غير معني ببيان جنيف الأول وهو أيضا غير معني بسورية وكل ما يعنيه هو الوصول إلى المرحلة الانتقالية لتنفيذ المطلوب منه من قبل داعميه لافتة إلى أن وفد الائتلاف يدعي أنه يمثل شريحة من الشعب السوري إلا انه بالواقع لا يمثل سوى المصالح الأجنبية المعادية لسورية وشعبها.
وتساءلت شعبان “هل يمكن تخيل أن هناك سوريين يرفضون إدانة التدخل الأمريكي في بلدهم ويرفضون إدانة إرسال سلاح إلى مجرمين يقتلون ويخطفون ولا يوافقون على تحرير الأراضي المغتصبة وعلى وقف الإرهاب والتدخل الخارجي.. هذا شيء يصعب على الإنسان أن يتخيله حقيقة ولكن للأسف هو موجود”.
وجددت شعبان التأكيد على أن وفد الجمهورية العربية السورية يريد وقف الإرهاب ووقف سفك الدماء وإنهاء الأزمة والمأساة التي يتعرض لها الشعب السوري نتيجة التدخلات الخارجية مشيرة إلى أن من بدأ هذه المأساة بالنسبة للسوريين ربما يحاول أن يجد طريقة لاستمرارها بينما نحاول نحن أن نجد طريقة لإيقاف هذه الحرب وعودة سورية إلى الأمن والأمان وأن يقرر السوريون مستقبلهم بأنفسهم.
ولفتت شعبان إلى أن الجلسة الصباحية اليوم (الأربعاء) كانت صعبة لكن المباحثات إيجابية ووفد الائتلاف حاول أن يناقش موضوع الحكومة الانتقالية ووفد الجمهورية العربية السورية قال إنه لا مانع لديه من مناقشة بيان جنيف الأول بندا بندا بشكل متسلسل موضحة أن “بيان جنيف ينص في بنده الأول على وقف العنف الذي تحول الآن إلى إرهاب وخلق البيئة المناسبة من أجل إطلاق عملية سياسية” مبينة في ذات الوقت أن قبول مناقشة موضوع مكافحة الإرهاب وكيفية استمرار عملية جنيف جاء مع إصرار الوفد الرسمي السوري عليها.
وقالت شعبان “تحدث وفد الائتلاف بالأمس برؤية كدنا نشعر معها وكأن لديه عصا سحرية بأنه سوف يحل كل المشاكل دفعة واحدة إلا أنه حين نقول لهم دعونا نبدأ بإدخال المساعدات الإنسانية إلى عدرا إذا كنتم قادرين على وقف العنف والإرهاب والسلاح والقتل بهذه الإمكانية الهائلة يقولون نحن لا نستطيع أن نضمن أي شيء وطبعا أجبنا اليوم على هذه الملاحظات ولكن إجابتنا كلها منسجمة مع كل المواقف”.
وردا على سؤال حول المداخلة التي تقدم بها أعضاء وفد الائتلاف أوضحت شعبان أن أبرز عناوينها أنهم يريدون حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات والتي يعتبرون أنها سوف تنهي العنف وتنتصر على الإرهاب الموجود في البلد وسوف تجعل سورية جنة مضيفة.. إنه من إجابة الإبراهيمي بالأمس يمكن أن يعرف الجميع أنهم يحتاجون إلى الوقت للاستعداد لتنسيق المواقف وتوحيد الأفكار التي يريدون طرحها مع الحكومة السورية إذ يبدو أن هناك مصادر أو أطرافا مختلفة تدلي برأيها مع هذا الائتلاف بآراء مختلفة.
وأوضحت شعبان أن يوم الجمعة قد يكون لمناقشة متى تستأنف الجلسات بعد هذه الدورة وقد أبلغنا الإبراهيمي أننا موجودون فقط حتى يوم الجمعة لأن لدينا التزامات بعد ذلك في سورية مشددة في الوقت ذاته على أن الحكومة السورية تريد أن ترى “طيفا واسعا من المعارضة السورية وخاصة المعارضة الوطنية الداخلية لأننا لا نعلم من يمثل هؤلاء”.
وردا على سؤال عن طرح موضوع قرار الكونغرس الأمريكي بتسليح ما يسمى /المعارضة/ أمام الإبراهيمي قالت شعبان إن “الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة تحدث اليوم مع الإبراهيمي حول الموضوع ونحن نعلم أنهم يسلحون ويمولون ويغضون الطرف عن السعودية التي تسلح وتمول ولكن إعلان هذا الأمر الآن ومحادثات جنيف منعقدة يظهر تخبطا حتى لدى الإدارة الأمريكية لأنها من ناحية تتحدث مع روسيا وتقول إنها تريد عقد جنيف من أجل حل الأزمة في سورية ومن ناحية أخرى تعرقل إذ إن الإعلان عن التسليح هو عرقلة حقيقية وملموسة لأي حل سياسي نطمح إلى تحقيقه”.
وأضافت شعبان إن “التناقض موجود في الخطوات الأمريكية ولا أعلم ما إذا كان تناقضا بين أطراف أمريكية أو تناقضا بين استراتيجيات أمريكية” مشيرة إلى أنه “إذا التفتنا إلى الجانب الآخر نرى أن الحكومة الروسية منذ بداية الأزمة إلى الآن منسجمة في مواقفها وأقوالها ولذلك نحن نحترم الدول التي تلتزم بكلامها وبمواقفها ونتساءل عن دول عظمى تتخبط في مواقف وتصريحات متناقضة مع بعضها لا تكسبها المصداقية والاحترام”.
وأشارت شعبان إلى أن “نتائج ما نقوم به هنا في المؤتمر سوف تكون مجال نقاش بين الروس والأميركيين إذ إنهما الراعيان الأساسيان لهذا المؤتمر” مبينة أن “هناك لقاء قريبا بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري والإبراهيمي.. وأنا أعتقد أن ما نقوم به من لقاءات سوف تنعكس إيجابا على الشعب السوري ومصلحته وهذا التفاؤل نأخذه من الميدان ومن شعبنا ومن جيشنا وأمننا”.
وأشارت شعبان إلى أن مراسل قناة سي إن إن قال لها أثناء مقابلة أجرتها مع القناة “إن الحكومة السورية تقدم أداء ممتازا لذلك خففوا من التغطية الإعلامية لأن لديها أشياء تقولها والطرف الآخر يبدو أن ليس لديه الكثير مما هو مقنع”.
وقالت شعبان “الصحافة الأجنبية التي كانت تقف ضد سورية وتحاول عزلها ترى أن لديها ما هو مقنع لأننا فعلا أصحاب قضية وجئنا إلى جنيف ومعنا دموع أمهات الشهداء وزوجاتهم وأبنائهم ولدينا صلابة الجيش العربي السوري والسيد الرئيس بشار الأسد والشعب السوري ومصلحته”.
وأضافت شعبان “إذا سألنا اليوم أي مواطن سوري في أي نقطة من سورية ماذا تريد يقول نريد أن يعود الأمن والأمان إلى سورية ولذلك نحن هنا نمثل هذا النبض ونرجو من الله دائما أن نتمكن من تحقيق ما يطمح إليه الشعب السوري”.
وفيما يتعلق باجتزاء تصريحات أدلت بها ونشرها غير واضحة على وسائل التواصل الاجتماعي قالت شعبان “لم تكن مفاجئة لأن التلفيق الإعلامي كان أحد وسائلهم منذ البداية في كل ما يفعلونه ضد سورية وشعبها وضدي شخصيا وهذا الأمر يظهر لنا أنهم لا يمتلكون أقل درجة من المهنية ومن الاحترام للذات وأنا لا أرد على ما يقولون لأن موقفي معروف وكلامي واضح وصريح والناس تعرف من أنا ومن أمثل والكلام الذي يتكلمونه عني هو من صفاتهم لذلك مواقفهم كلها لا تقلقني لأنهم لا يمثلون شيئا ذا مصداقية”.
وردا على سؤال عن إمكانية حصول حوار سوري سوري في دمشق بدلا من جنيف أكدت شعبان أن هذا الأمر هدف الحكومة السورية وأنه حين تأتي كل الأطياف المعارضة ويبدأ الحوار السياسي الحقيقي لا بد من أن ينتقل إلى دمشق.
محادثات جنيف صعبة ونحن نعلم ماذا نريد بالضبط وندرك مسؤوليتنا ولماذا جئنا بينما الطرف الآخر يتشاور باستمرار مع من يعطيه الأوامر قبل أي جلسة
وفي حديث لقناة (العالم) أمس قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان: إن المحادثات في جنيف كانت صعبة ولا توجد عصا سحرية لأن مثل هذه الحالات تأخذ وقتا طويلا ولكن وفد الجمهورية العربية السورية لديه كل القدرة والإمكانية والصبر ويأمل أن يتحسس الطرف الآخر أن هناك شعبا أهم من المراكز التي يطمح بالوصول إليها.
وأضافت شعبان إن وفد الجمهورية العربية السورية جاء إلى جنيف ليوصل صوت الشعب السوري إلى العالم وهو يعلم بالضبط ماذا يريد ويعرف مسؤوليته ولماذا جاء وليس بحاجة إلى أي وقت ليتدبر أمره بعكس حالة وفد “الائتلاف” ما يسمى “المعارضة” الذي لديه باستمرار مشاورات مع من يعطيه الأوامر ولا نعرف من يمثل ويبدو أن أفراده يمثلون أنفسهم.
وأوضحت شعبان أن دور الولايات المتحدة منذ بداية الأزمة واضح فهي تتدخل بشكل سافر في شؤون سورية الداخلية وتسلح الإرهابيين فيها وتعلن ذلك بين الحين والآخر وتغض الطرف عن السعودية وقطر اللتين تسلحان وتمولان وعن تركيا التي تنقل الإرهابيين والأسلحة إلى سورية.
وقالت شعبان “إن الولايات المتحدة شريكة مع روسيا في الدعوة لمؤتمر جنيف2 وإعلانها استمرار تقديم السلاح للإرهابيين في سورية خلال انعقاد المؤتمر يعني أنها تنافق وتقول شيئا وتفعل شيئا آخر وتضع العقبات في طريق الحل السياسي ونحن لسنا متفاجئين بهذا الموقف لأن الحرب الدائرة في سورية ناتجة إلى حد كبير عن تدخل أجنبي يريد تدمير سورية”.
وأضافت شعبان “إن روبرت فورد لم يعد سفيرا للولايات المتحدة في سورية منذ أعلناه شخصا غير مرغوب به في دمشق وكلامه الذي أعلن أنه موجه للشعب السوري يظهره كمفوض سام ويظهر العقلية الإمبريالية التي يجب على الولايات المتحدة الخروج منها وإدراك أن الشعب السوري وبعد ثلاث سنوات من العدوان مازال صامدا ومتمسكا بأرضه وحريته واستقلاله ووطنه”.
وأكدت شعبان أن وفد الجمهورية العربية السورية كان بناء إلى درجة كبيرة في هذه المحادثات وهو عبر في أول لقاء عن رغبته في البدء بنقاط مشتركة مهما كانت صغيرة مع الوفد الآخر من أجل البناء عليها وتضييق هوة الخلاف والإبراهيمي رحب بذلك واعتبرها فكرة بناءة ومهمة جدا.
وقالت شعبان “إننا قدمنا بناء على ذلك ورقة تحوي مبادئ أساسية لا يختلف عليها سوريان على الإطلاق وهي استقلال سورية ووحدة ترابها ورفض التدخل الخارجي ومحاولة تحرير الأراضي السورية المغتصبة والحفاظ على الدولة ومؤسساتها ونبذ الإرهاب والعنف وفوجئنا برفض الطرف الآخر لها كما قدمنا ورقة لإدانة التدخل الأمريكي عبر تسليح الإرهابيين ولكن وفد “الائتلاف” رفض رغم أن مبادئ الورقتين مستقاة من بيان جنيف واحد”.
وأوضحت شعبان أن البند الأول في جنيف واحد هو مكافحة الإرهاب وخلق بيئة مناسبة لإطلاق عملية سياسية ولكن البيئة في سورية غير مناسبة لذلك ويجب أن نتفق مع الطرف الآخر ومع من وراءه كي يتوقف عن التمويل والتسليح ونخلق البيئة المناسبة ونستعيد بعض الأمن والأمان من أجل التحرك في عملية سياسية.
وأضافت شعبان إننا نتشاور مع روسيا الصديقة حسب الاتفاق على عقد جنيف2 بينما يتشاور الطرف الآخر مع الولايات المتحدة ولكن الفرق بيننا وبينهم أننا نحن نخبر الأصدقاء الروس بما جرى بعد أن تتم الجلسة بينما هم يأخذون تعليماتهم من الأمريكيين قبل انعقاد الجلسة.
وبينت شعبان أن الموقف الروسي نابع من مبادئ السياسة الروسية القائمة على مبادئ الأمم المتحدة والشرعية الدولية وكان هناك اتفاق مع الجانب الأمريكي على أن مؤتمر جنيف2 هو مسار وليس اجتماعا واحدا ويجب بذل الجهود الحثيثة من أجل انضمام المعارضة الوطنية الداخلية إليه.
واعتبرت شعبان أن الوقوف في وجه دعوة المعارضة الوطنية الداخلية إلى المحادثات هو موقف سلبي ولا يعبر عن حرص لحل الأزمة لافتة إلى أن هناك أكثر من مؤشر إلى أن الطرف الآخر لا يريد حلا ومع ذلك فوفد الجمهورية العربية السورية مستمر ولن يترك الاجتماعات وسيحاول بذل قصارى جهده على أمل الوصول إلى حل.
وأوضحت شعبان أن بعض الأطراف التي تتاجر بدماء السوريين ومعاناتهم تحاول استغلال ما يجري في حمص من أجل إعطاء المصداقية لنفسها بالحرص على سورية والسوريين ولكن الحقيقة أن الدولة السورية تقدم كل المساعدات إلى كل المحتاجين بينما يرفض المسلحون في أحياء حمص القديمة السماح للنساء والأطفال بالخروج من المدينة وهم بعد أن سدت عليهم منافذ تهريب السلاح خلقوا هذه الضجة.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 30/1/2014)