استغرب عمران الزعبي وزير الإعلام عضو الوفد السوري الرسمي رفض وفد “الائتلاف” المسمى”المعارضة “لمشروع البيان الذي تقدم به الوفد الرسمي لمكافحة الإرهاب والمبني بالكل على قرارات مجلس الأمن الدولي واصفا هذا الموقف بأنه كان”مدهشا تماما وفضائحيا بالمعنى الحقيقي”.
وأكد الزعبي في تصريحات للصحفيين أمس أن موقف “الائتلاف “يعني بشكل واضح وصريح”أن التنظيمات الإرهابية تتبع له وأن” دولة الإسلام في العراق والشام “و “جبهة النصرة “و”الجبهة الإسلامية” يشكل “الائتلاف” قيادتها السياسية وهو أمر واضح تماما لأنهم لا يجرؤون على الإدانة ربما لأسباب سياسية وربما لأسباب تتعلق ببنية التشكيل برمته”.
وقال الزعبي” الاستنتاج الثاني الذي نصل إليه من رفض “الائتلاف” لمكافحة الإرهاب هو أن التعليمات الصادرة إليهم واضحة بأنه مهما حاول الوفد السوري أن يؤسس لنقاط مشتركة لحوار انطلاقا من بيان جنيف1 فيجب أن ترفضوه ويجب أن تبقوا مصرين على اختيار الفقرة 8 أو9 بالبيان بشكل انتقائي وألا تسمحوا للوفد الحكومي أن يمرر وجهة نظره التي تقول بمناقشة بيان جنيف بالكامل دون استبعاد أو استثناء أي فقرة ووفق المنطق وبعيدا عن الانتقاء بينما هم لا يريدون مناقشة أي شيء من ذلك وعندما رفضوا البيان الأول كان يتحدث عن سيادة الجمهورية العربية السورية وهذه واردة في مقدمة بيان جنيف”.
وبين الزعبي أن مشروع بيان وفد الجمهورية العربية السورية لمكافحة الإرهاب كان باللغتين العربية والإنكليزية حول مسألة الإرهاب ومبني بالكامل على القرار 1373 وقرارات أخرى ذات صلة بمكافحة الإرهاب ومواجهته والتزامات المؤسسات والكيانات والدول بهذه المواجهة لافتا إلى أنه دار نقاش حول مشروع البيان شرح خلاله السيد رئيس الوفد السوري الرسمي بالتفصيل معنى المشروع.
وأشار الزعبي إلى أن وفد “الائتلاف” استمر يناقش” بلغته المتعارف عليها التي لا ترقى إلى لغة السياسة والأدب أبدا بينما كان الوفد السوري الرسمي يتمتع بالكثير من الهدوء والقدرة على ضبط النفس”.
وردا على سؤال حول سبب المرونة المبالغ فيها إلى حد كبير التي أبداها الوفد الرسمي السوري في حين لا يوجد منذ بداية المحادثات توضيح من “الائتلاف” حول أي موضوع سيبدأ النقاش فيه قال الزعبي “كنا ندرك سلفا كما ندرك الآن ومستقبلا أن الوفد الذي يجلس أمامنا لا يمثل السوريين كما لا يمثل” الائتلاف” ذاته والمعارضة وقبلنا الجلوس لأننا لو قلنا هذا الكلام دون الجلوس لاعتبرنا البعض نتنبأ بينما قال الجانب الآخر إننا نفتري عليه أما الآن فقد اختبرناهم وثبت أنهم لا يمثلون السوريين وأكثرهم ليس لديه حس وطني”.
وتابع الزعبي” ارتكب هذا الفريق البسيط..فريق الهواة السياسيين خطأ استراتيجيا وبفضيحة لا سابق لها فالسعودية مثلا تدعم الإرهاب ولكن لو خرج وزير خارجيتها للإعلام فهل يمكنه القول إنه يدعم الإرهاب فهو مهما قال لن يقول إنه يدعم الإرهاب بل سيلتف على الموضوع” مؤكدا” أنه لا أحد يجرؤ في العالم مسؤول أو كيان أو دولة أو حكومة بأن تقول إنها تدعم الإرهاب”.
وقال الزعبي” لأول مرة في مبنى الأمم المتحدة هناك أشخاص يحملون بطاقات تحمل شعار الأمم المتحدة ويقولون نحن نرفض إدانة الإرهاب ونرفض القرار 1373 ومع ذلك يعترفون.. نحن ندعم “دولة الإسلام في العراق والشام “و”جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” وغيرها”.
ولفت الزعبي إلى أنه لا جلسة بعد الظهر وجلسة يوم غد (الجمعة) هي الأخيرة وستكون محاولة لمناقشة ما تم خلال الجلسات السابقة وهناك بعض الإجراءات اللوجستية التي يقررها المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.
وأعرب الزعبي عن أمله أن تكون الجولة الثانية من المحادثات في حال تمت” بحضور أوسع طيف من المعارضة كيلا تخرج بنفس النتائج التي خرجت بها الجولة الأولى لأن هؤلاء الناس غير قادرين على اتخاذ قرارات أو مبادرات ولا يملكون جرأة وواقعية ومنطقا سياسيا”.
وفي وقت لاحق أمس قال وزير الإعلام لموفد سانا إلى جنيف: بعد مشروع بيان مكافحة الإرهاب الذي أعلنه وفد الجمهورية العربية السورية صباح اليوم لم يصدر عن الوفد في جنيف أي بيانات جديدة ولا صحة إطلاقا لما يتم تداوله الآن من بيان جديد منسوب للوفد..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 31/1/2014)