تم أمس إدخال دفعة جديدة من المساعدات الغذائية إلى مخيم اليرموك بدمشق وذلك تنفيذا للمبادرة السلمية الشعبية لحل أزمة المخيم وبدعم من الحكومة السورية للتخفيف من معاناة الأهالي المحاصرين من قبل المسلحين.
وأكد أنور رجا المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “القيادة العامة أنه تم إدخال دفعة جديدة من المساعدات الغذائية إلى مخيم اليرموك بالتعاون مع الحكومة السورية التي قدمت كل “التسهيلات اللوجستية والأمنية” بهدف إيصال المساعدات الاغاثية للمواطنين كبداية لمساعدات أخرى وإخراج المرضى والطلبة من أجل متابعة دراستهم في الجامعات.
وأشار رجا إلى استعداد الشعب الفلسطيني ومن خلفه كل أحرار العالم على رأسهم سورية المقاومة للتصدي “للنفاق السياسي” الخطير الذي يريد “المتاجرة بدمنا وحقنا في العودة” مبينا أن سورية قدمت شهداء من اجل القضية الفلسطينية وتخوض اليوم أشرس المعارك في التاريخ.
ونوه مدير الهيئة العامة للاجئين العرب الفلسطينيين في سورية علي مصطفى بالجهود التي تبذلها الحكومة السورية وحرصها على توفير جميع الخدمات التعليمية والصحية والمعيشية للفلسطينيين مشيرا إلى محاولات سابقة لإدخال قوافل مساعدات لأهالي المخيم لكنها باءت بالفشل بسبب “اعتداء المجموعات الإرهابية المسلحة عليها ومنعها من الوصول إلى أبناء المخيم المحاصرين من قبلها”.
من جانبه بين الشيخ محمد العمري رئيس لجنة المصالحة الشعبية الفلسطينية حرص الهيئة على إيصال المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين المختطفين داخل المخيم عبر الكشوف الاسمية التي تصل إلى اللجنة عبر الهيئات الخيرية والمدنية من الداخل والعمل على إخراج المرضى والحالات الإنسانية وتنفيذ المبادرة لحل أزمة المخيم.
واستنكر عدد من أهالي المخيم المحاصرين ممارسات المسلحين وأعمالهم الإرهابية من ترهيب وقتل وسرقة ومنع وصول المواد الغذائية والطبية إليهم مؤكدين الاستمرار بالضغط الشعبي عليهم للخروج من المخيم وعودة الأمان إليه.
في سياق متصل أكد وزير العمل الفلسطيني أحمد مجدلاني أن المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة والمعروفة بانتمائها ومرجعيتها وولائها هي من دخلت كل المخيمات الفلسطينية في سورية وخلقت أمرا واقعا فيها وتسببت بمعاناتها.
وقال مجدلاني في حديث تلفزيوني أمس “إن المخيمات الفلسطينية في سورية ظلت بعيدة عن الأزمة وعن التجاذبات السياسية حتى شهر كانون الأول عام 2012 حيث تم في يوم واحد استهداف كل المخيمات بما فيها مخيم اليرموك وهو ما يؤكد أنه كان هناك قرار يستهدف زج الفلسطينيين وتوريطهم في أتون الأزمة في سورية”.
وأضاف مجدلاني: إن حركة حماس تمتلك مجموعتين مسلحتين تقاتل إلى جانب مسلحي المعارضة داخل مخيم اليرموك هما كتيبة (أكناف بيت المقدس) وكتيبة (العهدة العمرية) وعناصر تلك المجموعتين أعلنوا صراحة بأنهم جزء من حركة حماس.
وشدد مجدلاني على أن الحكومة السورية تجاوبت مع كل ما طرحته عليها منظمة التحرير الفلسطينية من مبادرات وأفكار سياسية لحل أزمة مخيم اليرموك ولكن المجموعات المسلحة والأطراف الداعمة لها هي من كانت يفشل كل المبادرات.
وقال وزير العمل الفلسطيني “إننا اتصلنا مع المعارضة في اسطنبول وأرسلنا لهم وفدا وطلبنا الانسحاب من مخيم اليرموك وتحييده واتصلنا بأطراف إقليمية ودولية من أجل الضغط على المسلحين الموجودين داخل المخيم للانسحاب”.
وأوضح مجدلاني أن وفد منظمة التحرير طرح مبادرة في شهر آب الماضي ووافقت عليها الحكومة السورية وهي تتألف من أربعة عناصر هي إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين وتهيئة الأوضاع داخله تمهيدا لعودة النازحين وتسوية أوضاع من يرغب من المسلحين مع السلطات الرسمية السورية وحل مشكلة الموقوفين الفلسطينيين.
وأضاف مجدلاني: إننا أجرينا اتصالات مع كل الأطراف في المخيم بما فيها المجموعات المسلحة ولكن عندما حصل التهديد الأمريكي لسورية بعدوان عسكري أوقفت تلك الأطراف اتصالاتها معنا وقالت إن نهاية الحكومة باتت وشيكة ولكن بعد الاتفاق الروسي الأمريكي على إعادة الأمور إلى المسار السياسي عاد مناخ الاتصالات.
وقال مجدلاني: “إن خيار منظمة التحرير الفلسطينية ومنذ بدء الأزمة في سورية كان أن الفلسطينيين يجب إلا يكونوا طرفا فهم عاشوا في سورية طوال خمسة وستين عاما وكانوا جزءا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في البلاد وكانت لهم مكتسبات على المستوى المدني والحقوقي وبالتالي انحيازهم لأي طرف من الأطراف يشكل ضررا بالغا على القضية الفلسطينية”..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 31/1/2014)