“على عهدها باقية.. لا للإرهاب.. لا للعنف.. نعم للأمن والسلام معك يا جيشنا نعيش بأمان” كلمات خطتها أيادي أبناء مدينة النبك على لافتة غطت واجهة أحد الأبنية من أربعة طوابق تطل على ساحة المخرج وسط المدينة التي خرج أبناؤها في مسيرة حاشدة دعما للجيش العربي السوري في عملياته ضد المجموعات الإرهابية المسلحة.
جابت المسيرة أمس أنحاء المدينة وحناجر المشاركين تهدر بصوت عال تؤكد أن حماية الوطن مسؤولية الجميع واجتازت الشوارع الرئيسية التي زينت محلاتها التجارية وأبنيتها بأحجام مختلفة من العلم الوطني مع صور السيد الرئيس بشار الأسد كتب تحتها “نعم من القلب لمن قال.. القرار الوطني أهم من أي قرار دولي”.
أطفال بصحبة آبائهم وأمهاتهم.. شيوخ وعجائز.. شباب يتدفق في عروقه حب الوطن ما إن وصلوا ساحة “المخرج” وسط المدينة حتى أخذت المسيرة طريقها إلى شكل مهرجان احتفالي تدق الطبول وتعقد فيه حلقات الدبكة والنسوة تزغرد ابتهاجا.. وخيالة يمتطون أحصنتهم بعنفوان وكبرياء.. شيبا وشبابا نساء وأطفالا قدموا من كل بيت وزاوية وشارع غصت بهم الساحة الرئيسية فاعتلوا أسطحة وشرفات المنازل ليرسموا أجمل صورة عن انتمائهم ومحبتهم لوطنهم ورفضهم المطلق لأي تدخل خارجي في سورية.
ولم يمنع الوضع الصحي الصعب والسنون الـ 77 الجدة “مريم الحكيم” من مرافقة حفيدتها للاشتراك في هذا الاحتفال الوطني رغم مرضها الذي الزمها الجلوس على كرسي ومع ذلك لم تخف رغبتها بمشاركة الشباب في الدبكة تعبيرا عن حبها لجيشنا الباسل وتضحياته بقيادة الرئيس الأسد.
أطفال في الصفوف الأولى من المدرسة يرفعون الدعاء لسورية كي تبقى المحبة عامرة في ديارها يقول “عبد الاله” الذي كان يحمل علما بيده “الله ينصر جيشنا ويحمي قائدنا ويديم المحبة بيننا على طول الأيام” ويشاركه في هذه الأمنية “نورس حسون وعفراء صلاح” اللذان عبرا عن حبهما للوطن وجيشنا الباسل.. أما نسمة أزرق فعبرت عن مشاعرها بالقول جئنا لنوجه كلمة شكر للجيش العربي السوري ولنفرح بما نعيشه من أمان.. مضى وقت طويل لم أر أهل النبك مجتمعين وفرحين ومطمئنين والأولاد يضحكون وهذا كله بفضل تضحيات جيشنا الذي خلصنا من الإرهابيين بينما قالت أورنينا “هي كلمة شكر أردنا أن نوجهها على الملأ لجيشنا البطل الذي أعاد الأمن والأمان لتبقى الضحكة مرسومة على وجوهنا”.
“أميرة الحكيم” اختصرت ما يجول بخاطرها من مشاعر فياضة بالدعاء لحماية سورية بينما استبدلت “فاطمة ماهر” ما تود قوله من كلمات بالزغاريد لتختمها بجملة “سورية وجيشنا وقائدنا في قلوبنا” بينما قال “راشد خالد الأديب أبو هاشم 56 عاما جئنا نحيي الجيش” لكن غصة أجبرته على التوقف عن الكلام قبل أن يبدأ الحديث عن هول ما قاساه أهالي النبك من جرائم الإرهابيين بعد اقتحامهم المدينة”.
بدورها أعربت “دلال العينية” عن أملها في أن يرى أقرباؤها في بلدان الاغتراب هذا التجمع ليطمئنوا أن النبك باتت بخير وما تعرضت له على يد الإرهابيين كان أمرا عابرا بينما رأى “تميم علوش” أن هذا الاحتفال هو “ربيع من الآمان بعد شتاء قاس من الارهاب” بينما قال “مهند بحبوح” من على صهوة حصانه “إنه ومجموعة من أصدقائه أرادوا أن يعيدوا بمشاركتهم الخيل في هذا الاحتفال البهجة لقلوب الناس بعد أن استبدلها الإرهابيون باللوعة والألم وللتعبير عن تقديرهم الكبير لرجال الجيش العربي السوري وحدهم حماة الوطن وسياجه المنيع”.
المعلمة “رنا زيدان” اصطحبت طفلها نارام الذي كان يحمل علما صغيرا ويردد “جئت لاحي الجيش.. نريد بلدنا أمنا من دون إرهابيين”.. أما “بشار زحيلي” الذي يعمل ممرضا فعبر عن ثقته الكاملة بجنودنا البواسل “طالما الجيش معنا ستنعم النبك وكل سورية بالآمان”.. متمنيا من أهالي البلدات التي ما تزال تعيش تحت وطأة الإرهاب في منطقة القلمون أن يساعدوا أنفسهم ويقفوا مع الجيش للقضاء على الإرهابيين وطردهم من مدنهم وقراهم.
شاركت في المسيرة فعاليات حزبية ونقابية ومهنية كان في مقدمتها محافظ ريف دمشق المهندس حسين مخلوف حيث أشار في تصريح صحفي إلى أن أهالي النبك خرجوا اليوم ليرفعوا أصواتهم عاليا تعبيرا عن دعمهم للجيش والوطن وقائد الوطن لافتا إلى ما عانته مدينة النبك من ممارسات المجموعات الإرهابية إلى أن أتى الجيش العربي السوري وطهر كل ازقتها من رجسهم وأعاد اليها الأمن والأمان.
وقال مخلوف “نرى ونقرأ في عيون المواطنين كم هم واثقون بالمستقبل وينظرون بثقة إلى بواسل جيشنا الباسل وكم يشعرون بالأمن والأمان الذي يعم أرجاء مدينتهم” متوجها لأهالي النبك بالقول “إننا نستمد منكم القوة ووقفة العز والصدق والانتماء والوطنية وسنبقى أمينين لكل ما من شأنه أن يلبي طموحاتكم من خدمات ويعزز صمودكم في هذه الأرض الأبية”.
بدوره أشار أمين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد بخيت إلى أن المشاركة في هذه الفعالية الوطنية جاءت تلبية لدعوة أهالي النبك من فعاليات أهلية وشعبية ولنرفع الصوت معهم عاليا مع أصوات كل السوريين في أرجاء الوطن أن لا قوة تقهر الشعب العربي السوري وإرادته الصلبة ودعما لجيش الوطن وأننا سندافع بكل ما أوتينا من قوة عن وطننا ومكتسباته ومنجزاته.
كما خرج أهالي حي اللوان في منطقة كفرسوسة بدمشق أمس في مسيرة حاشدة تأييدا ودعما للجيش العربي السوري في مواجهة ما تتعرض له سورية وشعبها من حرب وإرهاب مدعوم عربيا وإقليميا ودوليا.
ووجه المشاركون تحية إكبار لبواسل جيشنا الذين يحاربون المجموعات الإرهابية المسلحة ويلاحقون فلولها في كل مكان من الأراضي السورية ليخلصوا الأهالي من جرائمها وفكرها التكفيري المتطرف ويعيدوا الأمن والاستقرار إلى مناطقهم إلى جانب ما تقوم به الحكومة من جهود بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية ذات الصلة لإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى كل المناطق دون استثناء رغم استهداف الإرهابيين لقوافل المساعدات والإغاثة.
وأكد المشاركون تأييدهم للبيان الذي قدمه الوفد الرسمي السوري إلى مؤتمر جنيف2 حول القضايا التي من المفترض ألا يختلف عليها أي سوري وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وضرورة التعاون الدولي لمكافحته والتصدي له بجميع أشكاله استنادا إلى القرارات الدولية والحفاظ على وحدة سورية واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها ورفض التدخل الخارجي وعدم التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة أراضيها المغتصبة.
واعتبروا أن رفض وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ لهذه المبادئ يؤكد أنه منفصل عن واقع ما يطمح له الشعب السوري لتخليصه من الإرهاب وإعادة الأمن والأمان لربوع الوطن والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه ومؤسساته وبناه التحتية والخدمية.
وأشاروا إلى أن وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ لا يمثل إلا نفسه وأسياده في دول باتت معروفة بدعمها للإرهاب تمويلا وتسليحا وتدريبا وتدعي حرصها على الشعب السوري في الوقت الذي تستمر فيه بتسليح المجموعات الإرهابية في سورية من أجل إفشال جهود الحل السياسي.
وأعرب المشاركون عن ثقتهم بانتصار سورية في حربها ضد الإرهاب بفضل تلاحم شعبها مع جيشها وقيادتها وأنه لا يمكن أن يكون الحل إلا سوريا عبر حوار وطني يشمل كل السوريين دون إقصاء أحد.
شارك في المسيرة التي انطلقت من أمام مدرسة ناصر كنعان حتى جسر اللوان فعاليات أهلية وحزبية ودينية وشعبية..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 3/2/2014)