أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن أداء وفد الجمهورية العربية السورية إلى مؤتمر جنيف2 كان جيدا بفضل التحضير والإيمان بالوطن والعمل الجماعي وبفضل صمود الشعب السوري وصلابة قيادته وتضحياته وإيمانه العميق بأرضه وترابه.
وقالت شعبان في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري أمس: إن الوفد الرسمي السوري لايزال يعمل منذ عودته من جنيف على تقييم الجولة الأولى ووضع القيادة السياسية في صورة ما جرى من محادثات والتحضير الاستراتيجي والسياسي للجولة القادمة والقرار لم يتخذ بعد بالعودة بانتظار توجيه القيادة السياسية والسيد الرئيس بشار الأسد”.
وأضافت شعبان إن السفير الأمريكي روبرت فورد كان يقود وفد “الائتلاف” المسمى “المعارضة” ويبدو أن القائمين على ذلك الوفد اقتنعوا أن عليهم أن يجلبوا في المرة القادمة وفدا أكثر خبرة وقدرة من أجل مواجهة الوفد السوري ولكننا نحن أصحاب حق وإرادة وقضية نحمل هم الشعب السوري وهم سورية التي لا تعني هؤلاء لأنهم لم يعيشوا فيها أصلا.
وعبرت شعبان عن أملها في رؤية معارضة وطنية حريصة على سورية ومهتمة بحقن دماء أبنائها والحفاظ على مصالحها وليس توسيع وفد “الائتلاف” من خلال زيادة العدد فقط.
وأوضحت شعبان أن الوجه الحقيقي للأزمة في سورية ناتج عن عوامل إقليمية ودولية تدخلية في الشأن السوري حصلت منذ البداية عندما قامت الحكومة التركية بنصب الخيام على أرضها قبل حصول أي حالة نزوح وعندما بادرت قطر عبر الجامعة العربية إلى تقديم قرارات تدخلية وتدويل الأزمة لاحقا.
وبينت شعبان أن المطلوب من القوى الخارجية هو إيقاف تمويل وتسليح ودعم وتغطية الإرهابيين في سورية لأن حل الأزمة يعتمد في جزء كبير منه على إرادة دولية وإقليمية للتوقف عن دعم الإرهاب في سورية والتدخل في شؤونها.
واعتبرت شعبان أن القرار الأمريكي عشية الحوار في جنيف باستئناف الدعم العسكري للإرهابيين في سورية زاد من تعقيد الأزمة في وقت يفترض فيه أن تكون الولايات المتحدة في مسار سياسي مع روسيا مشيرة إلى أن ذلك يؤكد أن الإدارة الأمريكية تواصل العمل على تحقيق أهداف كيان الاحتلال الإسرائيلي في تفتيت المنطقة عرقيا وطائفيا لتبرير وجود إسرائيل كدولة يهودية.
وقالت شعبان “إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وضع نفسه مكان الشعب السوري وتحدث باسمه وهذا لا يليق بأحد رعاة مؤتمر جنيف وأن تكون كلمته مناقضة لروح المؤتمر الذي يسعى للبحث عن حل “لافتة إلى أن الشعب السوري لا يقبل بكلام يحتوي على أبعاد استعمارية حقيقية.
وبينت شعبان أن الحكومة التركية تواصل دعم الإرهابيين في سورية والسماح لهم بالتسلل عبر الحدود المشتركة وأن إيران التي تريد إنهاء الحروب في المنطقة تحاول مساعدة تركيا على التراجع عن الدور السيئ الذي لعبته في الأزمة مشيرة إلى أن كل ما يخفف معاناة الشعب السوري هو أمر مرحب به وأن الأهم في ذلك هو توقف الحكومة التركية عن إرسال الإرهابيين والأسلحة إلى سورية وضبط حدودها.
وأكدت شعبان أن السعودية تخوض حربا خاسرة ثمنها قاس وتكبد الكثير من الألم ولكن لا مستقبل لها في سورية أو في غيرها ولا مستقبل للفكر الوهابي التكفيري على المشهدين الإقليمي والدولي لأنه فكر يكفر الآخر بمن فيه المسلم الذي لا يشبهه.
ودعت شعبان إلى أن تكون زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السعودية الشهر القادم من أجل وضع حد للتصرف الشائن الذي تقوم به السعودية بحق سورية من خلال دعم وتمويل وتسليح الإرهابيين مشيرة إلى أن القرار السعودي الأخير بمعاقبة كل من عاد بعد قتاله في سورية هو محاولة لحماية السعوديين وتعبير عن الشعور بالخطر والخطأ.
وقالت شعبان “إننا حريصون على شعبنا ولا نفوت فرصة لوقف الألم الذي يعانيه والأولوية بالنسبة لنا هي إنهاء معاناته بما يتناسب مع كرامته ولكننا لا نساوم بأي شكل من الأشكال على الكرامة والحقوق وتراب وسيادة سورية واستقلالها”.
وأضافت شعبان إن سورية لم يكن لديها في أي وقت أي تحفظ على الحوار مع الولايات المتحدة إذا أرادت فتح صفحة جديدة لأننا دائما منفتحون وواثقون من أنفسنا وتمسكنا بحقوقنا ولكن هذا الحوار يكون على أرض سورية وهو ما دفع وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم لأن يرفض الطلب الأمريكي بالحوار في جنيف لأن الزمان والمكان غير مناسبين لهذا الاقتراح.
ولفتت شعبان إلى أن الغرب اخترع مصطلح المعارضة المسلحة في وقت لا توجد في الدول الغربية التي تدعي الديمقراطية أي معارضة مسلحة ولا يمكن أن تقبل تلك الدول بمعارضة حاملة للسلاح ضد الدولة تدمر البنى التحتية والمشافي وخطوط النفط مشيرة إلى أن تلك الدول تطبق على سورية لغة لا تطبقها على نفسها.
وبينت شعبان أن الملفات في سورية وأفغانستان وأوكرانيا مرتبطة ببعضها لأن هناك تدخلا أمريكيا سافرا ومنهجا لا يتلاءم ولا يتسق مع الشرعية الدولية ومع ميثاق الأمم المتحدة ومع سيادة الدول وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لها معتبرة أن ميزة السياسة الروسية وما حققته في هذه الفترة هو أنها ملتزمة بالشرعية الدولية وبميثاق الأمم المتحدة وبحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وأكدت شعبان أن ما عاشته البلاد العربية ليس ربيعا عربيا على الإطلاق بل شتاء دام ومن أطلق هذا المصطلح هو برنار هنري ليفي المعروف بخدمته للصهيونية وهو يندرج في إطار المصطلحات التي تم اختراعها وحياكتها لهدف استراتيجي كبير.
وقالت شعبان “إن بيان جنيف1 ينص على التوافق في اتخاذ كل القرارات ونحن لن نوافق على أي تسمية أو خطوة لا تعبر عن احتياجات دولتنا وشعبنا والأهم بالنسبة لنا في جنيف هو وقف الإرهاب ومعاناة الشعب السوري أولا ولكن الولايات المتحدة تريد دولة غير عصية عليها في حين أن سورية دولة ذات قرار مستقل ولذلك فإن الحرب عليها اليوم هي حرب على الإرادة المستقلة لها”.
وأشارت شعبان إلى أن الرؤية الأمريكية لفشل سياستها تجاه سورية موجودة ولكنها كدولة عظمى لا يمكن أن تخرج من موقف إلى آخر بسرعة وهي لديها من الذكاء والقدرة على التحليل لتعرف أن ما راهنت عليه لم تنجح فيه.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 6/2/2014)