أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن الأولوية الأساسية بالنسبة للحكومة السورية والتي يجب أن تكون كذلك لكل من يسعى إلى إنجاح عملية جنيف هي وقف الإرهاب الذي يتعرض له الشعب السوري ووقف تدمير المشافي والمدارس والخدمات العامة والتهديد بحرق المدن والقرى وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية.
وقال المقداد في حديث لقناة (أر تي العربية) أمس “إننا جاهزون بعد ذلك لعملية إصلاح واسعة تحقق تطلعات جميع السوريين بينما يتوهم الآخرون أنهم قادرون على حل كل المشاكل عبر إقامة هيكل وفق هذا الشكل أو ذاك وتسليمهم مفاتيح سورية ولذلك فعليهم إذا كانوا يرون أن ذهابهم إلى جنيف من أجل هذا الهدف ألا يذهبوا”.
ولفت المقداد إلى أن القرار السوري بخصوص العودة إلى جنيف ما زال في طور الصياغة والدراسة.. والقيادة السورية ستتخذه في ضوء المعطيات المتوافرة لديها وحرصها على أن يعبر هذا القرار عن رأي الشعب السوري.
وشدد المقداد على أن “وفد الائتلاف” المسمى “المعارضة” يتحمل المسؤولية الكاملة عن أي خلل في مباحثات الجولة الأولى وعدم خروجها بأي نتيجة مضيفا إننا كنا وسنبقى دائما نتعامل بروح إيجابية وبناءة مع أي جهد هادف لوضع حد للإرهاب وسنبذل كل جهد ممكن من أجل تعرية الطرف الآخر وما يسعى إليه بالتعاون مع قوى الإرهاب الدولي بما فيها القاعدة لتدمير سورية منذ ثلاثة أعوام.
وأشار المقداد إلى أن الموقف السوري هو مع مساهمة واسعة للمعارضة الوطنية في الحوار وهو ما زال يسعى لحضور معارضة ذات مصداقية كما وصفها المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.
وقال المقداد “إن ما رأيناه في جنيف هو مسخ للمعارضة السورية وحتى للائتلاف بالذات والأمريكيون الذين قاموا بترتيب ورقة المعارضة فشلوا فشلا ذريعا لأنهم لم يحصلوا على معارضة بل على حفنة من الأشخاص لا يمثلون أكثر من أنفسهم”.
ونفى المقداد نفيا قاطعا وجود أي مباحثات سرية تجري بموازاة محادثات جنيف وخاصة ما قيل عن لجنة خماسية تشارك فيها إيران لأنه لا حاجة لأي مفاوضات سرية.
وأكد المقداد أن الجيش العربي السوري يواجه إرهاب المجموعات المسلحة وما يقوم به من عمليات في بعض المناطق التي لا يتواجد فيها مدنيون يأتي في إطار الرد على اعتداءاتها واستفزازاتها.
وقال المقداد “إن الهجوم الإرهابي على سجن حلب المركزي اليوم فشل بشكل كامل وتم القضاء على عدد كبير من الإرهابيين الذين نفذوا الاعتداء وعلى الذين يكذبون أن يدركوا أنهم لن يكونوا قادرين على مزيد من تضليل الشعب السوري والرأي العام العالمي”.
وبين المقداد أن الجرائم التي اقترفتها المجموعات الإرهابية عديدة وآخرها ما تم بحق معلولا وصدد وعدرا العمالية وغيرها حيث يقوم الإرهابيون بمهاجمة المواطنين الأبرياء فيها ويحاصرونهم كما هو حال مدينتي نبل والزهراء والأمر المؤسف أن أولئك الذين يدعون الإنسانية والحرص على إيصال المساعدات لم يعيروا أي انتباه لهذه الكارثة في تلك المدينتين.
واعتبر المقداد أن القرار السعودي بتجريم من يذهب للقتال خارج الأراضي السعودية جاء صغيرا جدا ومتأخرا جدا والهدف الأساسي منه هو إنقاذ رؤوس أمراء المملكة مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقية ليست فقط في هذا الجانب بل في مليارات الدولارات التي تنفقها السعودية على دعم وتسليح الإرهابيين وإيوائهم والضغط على دول أخرى من أجل تسهيل عبورهم إلى سورية بما يعتبر جريمة تناقض قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب وخاصة القرار رقم 1373.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 7/2/2014)