أكدت المنسق الخاص للبعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيغريد كاغ أن سورية تعاونت مع المنظمة والأمم المتحدة من أجل تنفيذ تعهداتها بموجب انضمامها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفق الإطار الزمني المحدد.
وقالت كاغ في مؤتمر صحفي عقدته أمس بعدما قدمت إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي حول التعاون مع سورية في هذا الإطار “لقد أجرينا مشاورات بناءة وإحاطتي ركزت على أهمية القيام بعمليات نقل الأسلحة الكيميائية خارج سورية بطريقة سريعة وقد تم الإقرار بتعاون الجمهورية العربية السورية وكذلك الجهود الدولية التي تبذل من خلال تقديم المعدات والجهود البحرية التي تقوم بها دول عديدة”.
وأضافت كاغ : “إن هناك خطوات كثيرة قد قطعت ولكن التأخير ليس أمرا لا يمكن تجاوزه بل يمكن أن يتم الوفاء بالمهلة المحددة لإتمام نقل الأسلحة الكيميائية في الثلاثين من شهر حزيران القادم ونحن نعمل مع شركائنا لمعالجة الأمر”.
وقالت كاغ: “إن هناك تقدما حصل مع ملاحظة الظروف الأمنية المتقلبة في بلد مثل سورية وسأعود إليها نهاية الأسبوع لإجراء المزيد من الحوار وسنواصل عملنا حتى نصل في نهاية المطاف لبلوغ هدفنا”.
ولفتت كاغ إلى أن الاعتبارات الأمنية مهمة وخاصة بالنسبة للبعثة المشتركة مشيرة إلى أن أي إحصائيات أو أرقام يطرحها البعض يمكن أن تكون غير دقيقة.
من جهتها رحبت رئيسة مجلس الأمن لشهر شباط سفيرة ليتوانيا ريموندا مورموكايتي بالتعاون القائم بين الحكومة السورية والبعثة المشتركة.
وقالت في مؤتمر صحفي بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن لمناقشة الموضوع: “إن المجلس طلب من الحكومة السورية أن تتخذ إجراءات لاحترام التزاماتها” وأن تتم عملية نقل الأسلحة الكيميائية إلى مرفأ اللاذقية “بطريقة منهجية ومتسارعة” مشيرة إلى أن المجلس ملتزم أيضا “باحترام الموعد النهائي في الثلاثين من حزيران القادم”.
وكان المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أكد أن سورية ملتزمة بالكامل بتنفيذ تعهداتها وهي تقوم بذلك مستغربا الانتقادات الموجهة إليها في هذا الملف ومذكرا بأن عملية إتلاف الأسلحة الكيميائية في ليبيا التي استمرت نحو 10 سنوات لم تواجه مثل هذه الانتقادات.
وفي وقت سابق أمس أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ثقته بالتزام سورية بمهلة إتلاف الأسلحة الكيميائية حتى الثلاثين من شهر حزيران القادم وذلك بموجب الإتفاقية التي وقعتها سورية مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تشرين الأول الماضي بهذا الشأن.
ونقلت رويترز عن بان كي مون قوله للصحفيين بعد أن حضر اجتماعا للجنة الأولمبية الدولية في مدينة سوتشي الروسية “بالنسبة لهذه الأسلحة الكيميائية اعتقد أن العملية تتحرك بسلاسة رغم أن هناك قدرا من التأخير”.
وأضاف بان كي مون الذي سيحضر افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي اليوم “هدفنا هو 30 حزيران هذا العام.. قد يكون هذا هدفا صعبا لكنني أعتقد أنه قابل للتنفيذ لدى توافر دعم كامل من الحكومة السورية”.
وتابع إنه “تلقى وعودا بشأن تنفيذ الخطة من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم الشهر الماضي خلال المحادثات في المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 بأن عملية التخلص من الأسلحة الكيميائية ستستمر وفقا للجدول الموضوع”.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين وقعت أمس الأول مع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الاتفاقية المحددة للمركز القانوني للبعثة المشتركة لاتلاف الأسلحة الكيميائية في سورية ومذكرة تفاهم متعلقة بتوفير الخدمات الطبية وخدمات الإخلاء الطبي في حالات الطوارئ للبعثة المشتركة.
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد في تصريح للصحفيين عقب التوقيع أن سورية “ماضية بكل عزم وقوة ومصداقية من أجل التنفيذ التام” للاتفاقيات مع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مشيرا إلى أن توقيع الاتفاقية ومذكرة التفاهم يأتي في إطار التعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية و”استكمالا للعمل المسؤول الذي تقوم به سورية طيلة الأشهر الأخيرة ومنذ انضمامها الطوعي وبقرارها المستقل إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية”.
وأشار إلى أن الصعوبات التي تواجه سورية ولا سيما في إطار محاربتها للإرهاب قد تحول بين وقت وآخر دون تنفيذ بعض الالتزامات وعلى الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية أن تعي أنها تقوم بجرائم ضد الإنسانية وأنه لا يمكن التساهل على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بنقل الأسلحة الكيميائية من سورية إلى خارجها..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 7/2/2014)