منحت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية الجائزة العالمية للكاتب للعلامة الدكتور الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي عن كتابه “الحكم العطائية شرح وتحليل” كأحد أفضل الكتب في مجال الدراسات الإسلامية.
وتسلم الجائزة الدكتور عدنان محمود سفير سورية في طهران في حفل تكريمي أمس حضره الشيخ هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ووزير الثقافة والإرشاد الإيراني علي جنتي وشخصيات علمية وثقافية ودينية من إيران وعدد من الدول الإسلامية بالإضافة إلى حشد كبير من المثقفين والكتاب ورجال العلم والمعرفة والدين.
وقال الشيخ رفسنجاني في كلمة له خلال الحفل إن التأليف والكتابة موضوعان مرافقان لتاريخ البشر وحضارته لأن مبدأ تاريخ البشر هو الكتابة والتعاليم السماوية مشيرا إلى أن جميع الأديان السماوية أكدت على أهمية الكتابة والقلم والبيان والتعليم وهي أمور تتعلق بالكتاب.
وأضاف رفسنجاني إن الذين يقفون أمام حرية البيان والفكر يرتكبون جريمة بحق البشرية داعيا العلماء والمفكرين إلى الدخول في معترك القضايا الإستراتيجية والأساسية وتقديم أفكار بناءة تهدف إلى التقليل من الاختلافات والتفرقة في العالم الإسلامي.
بدوره أكد وزير الثقافة والإرشاد الإيراني علي جنتي أن الكتاب يشكل نافذة مضيئة تهب الأمل للمجتمع البشري مشيرا إلى أن الكتاب يلعب “دورا ساميا” في رفع المستوى الثقافي للشعوب باعتباره الفن الأول للإنسان المتمدن.
ولفت جنتي إلى أن الكتاب وعلى الرغم من وجود التقدم الصناعي والتقني للإنسان المعاصر ما زال يتمتع بأصالته الخاصة موضحا أن الآثار النفيسة والممتازة والمنتخبة في مجال التأليف والكتابة لا تتعلق ببلد ما وإنما بالبشرية جمعاء ولذلك يجب تقدير المؤلفين والكتاب ونشر آثارهم لرفد الثقافة العالمية بها.
من جانبه أكد السفير محمود في كلمة له أن العلامة الشهيد البوطي أغنى المكتبة الإسلامية بعشرات المؤلفات التي تؤكد على ترسيخ قيم ونهج الإسلام ورفض كل أشكال “الفتنة والتحريض والتفرقة” معربا عن شكره وتقديره للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا على منحها الجائزة العالمية للكاتب للشهيد العلامة البوطي.
وأشار السفير محمود إلى أن الشهيد البوطي دافع حتى آخر يوم من حياته عن “القيم الإسلامية والأخلاقية والإنسانية” ضد قوى الظلام والتكفير والإرهاب التي تقتل وتدمر وتسفك دماء الشعب السوري وشعوب المنطقة لافتا إلى أن الشهيد العلامة كان في الخط الأمامي إلى جانب الشرفاء من علماء الدين في سورية من أجل الدفاع عن وطنه وشعبه ورسالة الإسلام في الحق والعدل.
وقال السفير محمود إن دماء الشهيد البوطي وجميع الشهداء من أبناء الشعب السوري ترسم اليوم “طريق النصر في سورية ضد أعداء الإسلام والإنسانية جمعاء” داعيا النخب الفكرية والثقافية والعلمية والدينية في العالم الإسلامي إلى العمل على مواجهة “الفكر التكفيري المدمر الذي يتنافى مع قيم الإسلام ومبادئه السمحة”.
وأكد السفير محمود أنه لا مكان في سورية للفكر الإرهابي المتطرف وبأن الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته يقف على أرض صلبة في مواجهة الإرهاب لإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية التي ستبقى منارة للحضارة والقيم الإسلامية والإنسانية.
ووزعت خلال الحفل جوائز أفضل إنتاج علمي على شخصيات من دول إسلامية وأوروبية في مختلف المجالات العلمية والثقافية والأدبية والفكرية وذلك ضمن فعاليات الدورة الحادية والعشرين للجائزة العالمية للكاتب.
يذكر أن العلامة الشهيد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي استشهد في آذار من العام الماضي في عملية تفجير إرهابية استهدفته في جامع الإيمان بدمشق له أكثر من ستين كتابا يتناول فيها مختلف القضايا الإسلامية في علوم الفقه والقرآن والسنة والمذاهب وغيرها وحاز العديد من الجوائز العربية والعالمية تكريما له على إنتاجه الفكري والعلمي المتميز..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 10/2/2014)