مضى اليوم الثاني من الجولة الثانية من محادثات جنيف بين وفد الجمهورية العربية السورية ووفد الائتلاف بمشاركة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي دون رؤية أي تغير في سلوك وفد الائتلاف “المنفصل عن الواقع” سواء في طريقة تعاطيه مع الصحفيين أو خلال المحادثات التي يركز فيها على البند الثامن من بيان جنيف المتعلق “بالحكومة الانتقالية” حيث بدا واضحا أن هذا الوفد لا تشخص أعينه إلا باتجاه الاستحواذ على السلطة وتجسد ذلك برفضه أمس إدراج الإرهاب في مشروع لجدول الأعمال لم يتم الاتفاق عليه وهذا يؤكد عدم اهتمامه بسفك المزيد من دماء السوريين الذين يتطلعون أولا وقبل أي أمر آخر إلى اتفاق يوقف الإرهاب الذي يستهدفهم بشكل يومي.
وبالمقابل لم يمل وفد الجمهورية العربية السورية ولن يكل عن التأكيد على موقفه الواضح من بيان جنيف وبيان الاستعداد بمناقشته بندا بندا من النقطة الأولى المتعلقة بوقف الإرهاب والعنف وكل النقاط الأخرى وصولا إلى إيجاد حل سياسي سوري سوري يصب في مصلحة الشعب السوري الذي يتوق إلى عودة الأمن والاستقرار الذي كان ينعم به.
وتشير المعلومات المسربة ضمن أروقة الأمم المتحدة إلى أن وفد الائتلاف يطرح أوراقا تقدم له من قبل أطراف أخرى لا تستند إلى أي أدلة أو وثائق تدعمها حيث وصف بعض المتابعين جلسة أمس بالإعلامية لطغيان الجانب الإعلامي غير الموثق على كل ما طرحه وفد الائتلاف فيها.
وأثار إصرار وفد الائتلاف على تقديم بند “الحكومة الانتقالية” حالة من الاستغراب بين الكثير من الصحفيين وكان السؤال اللافت هو على ماذا يعول وفد الائتلاف في ظل أن بيان جنيف يبدأ بوقف الإرهاب وأن من يحدد الأولويات هو وثيقة جنيف بحد ذاتها.
وأيضا كان اللافت من المعلومات المسربة أن أحد أعضاء وفد الائتلاف كان يخرج بين الفينة والأخرى خلال الجلسة المشتركة أمس للإتيان ببعض القصاصات والتعليمات وأيضا بنفس الوقت إيصال ربما ما يدور داخل الجلسة إلى الطرف الذي يتواصل معه وربما يكون السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد الذي يوجد في جنيف حيث ذكر بعض الإعلاميين المتابعين لوفد الائتلاف أنهم شاهدوه أمس قرب مدخل الأمم المتحدة.
ولوحظ أيضا أن الإعلاميين المشتغلين مع وفد الائتلاف يتلقون أسئلة مكتوبة وهناك من يجتمع بهم بين الفينة والأخرى من بعض الصحف والقنوات الإخبارية الشريكة في سفك الدم السوري حيث شاهدنا ذلك بالعين المجردة قرب المكان المخصص للمؤتمرات الصحفية في البهو الخارجي.
وأثار إنكار عضو وفد الائتلاف لؤي الصافي في مؤتمره الصحفي ارتكاب إرهابيي “جبهة النصرة” مجزرة في قرية معان بريف حماة الشرقي الشمالي وإساءته المتعمدة للشهداء استنكار الإعلاميين المرافقين للوفد السوري وزملاء آخرين حيث برر الصافي هذه المجزرة بسرد رواية مفبركة لا أساس لها من الصحة وذلك على الرغم من زعمه أمس الأول خلال رده على سؤال بشأن ما حدث في معان أن هناك عصابات تقوم بعمليات قتل في سورية وكذلك إعلان “جبهة النصرة” الإرهابية قيامها بهذه المجزرة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامها الخاصة.
كما أخذت التصريحات المتناقضة لأعضاء وفد الائتلاف جانبا من الأحاديث بين الإعلاميين فما يقوله عضو الائتلاف الصافي الذي يتجنب الرد على أسئلة الصحفيين المرافقين للوفد الرسمي السوري يناقضه عضو آخر والشيء المتفق عليه في أحاديثهم للإعلام هو فقط كراسي ما يسمونها “الهيئة الانتقالية”.
أما وفد الجمهورية العربية السورية فتركيزه ثابت باتجاه ما يتطلع له السوريون وهو يبذل جهودا مضنية لإقناع الطرف الآخر لأن المصلحة المشتركة لجميع السوريين تتمثل أولا بوقف الإرهاب والذي دونه لا يمكن تطبيق أي حل سياسي على الأرض.
كما يركز الوفد الرسمي السوري على إنجاح مفاوضات جنيف وإنجاز الهدف الذي أتى من أجله ويتعامل بشفافية ووضوح مع وسائل الإعلام التي تتابع باهتمام كل ما يصدر عنه.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 12/2/2014)