استمع مجلس الشعب في جلسته الأولى من الدورة العادية السادسة للدور التشريعي الأول التي عقدها أمس برئاسة محمد جهاد اللحام رئيس المجلس لأجوبة الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء على أسئلة الأعضاء حول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة تداعيات الأزمة التي تمر بها سورية على المواطنين.
وأكد رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام أن مشاركة الحكومة السورية في مؤتمر جنيف الثاني لا تعني بأي حال تقديم تنازلات عن “المبادىء الأساسية للجمهورية العربية السورية ولا عن مصلحة شعبها فمعنى وهدف المشاركة هو الدفاع عن هذه المبادىء والمصالح بثقة المنفتحين على الحوار والمستندين إلى قدرة الشعب السوري العظيم وجيشه الباسل على قهر الإرهاب ودحر الأعداء”.
وأوضح اللحام في بدء الجلسة بحضور رئيس مجلس الوزراء والوزراء أن أوهام من يحاولون الضغط على سورية بالتهويل العدواني وزيادة تسليح الإرهابيين لتحقيق أهداف بعيدة عن إرادة السوريين “سقطت وأصبحت من الماضي” مشددا على أن التاريخ السوري يشهد بأن “إرادة السوريين لا تسلب وعزيمتهم لا تنكسر على مر العصور فهم صنعوا التاريخ وسيكتبون مستقبل سورية بأيديهم بعيدا عن أي تدخل خارجي وعلى من يعتقد أنه قادر على استلاب السوريين إرادتهم فليسال التاريخ”.
وقال اللحام نأمل أن يواصل الفريق الحكومي بأعضائه كافة أداء مهامه الوطنية والارتقاء بها خدمة للشعب السوري العظيم الذي يستحق منا كل تقدير واهتمام منوها بعمل الحكومة الدؤوب في مجال تقديم الخدمات وإعادة تأهيل المناطق التي يتم تطهيرها من الإرهابيين.
وشدد رئيس مجلس الشعب على ضرورة متابعة أوضاع أسر الشهداء والجرحى الذين قدموا أغلى ما يملكون فداء لسورية وحفاظا عليها من الإرهاب وقوى الاستعمار داعيا الحكومة إلى تأمين احتياجاتهم بأقصى سرعة ممكنة وتقديم كل الدعم والعون لهم وهذا “واجب وطني وأخلاقي يقع على عاتق الجميع”.
ووصف اللحام تسوية أوضاع المئات من الذين غرر بهم واستفادوا من مرسوم العفو الرئاسي “بالحالة الصحية الوطنية” التي تؤكد على أن الدولة حضن يتسع لجميع أبنائها مهما اختلفوا في الرأي والسياسة وأنهم يجمعون على أن الوطن أكبر من الخلافات كما هو حال عمليات المصالحة الوطنية أيضا التي جرت وتجري في أكثر من منطقة.
وبين اللحام أن كثرة حديث الغرب مؤخرا عن الوضع الإنساني في سورية بالتزامن مع اجتماعات جنيف هدفها “الاستثمار السياسي” للموضوع فالسوريون يدركون جيدا أن الغرب وأدواته في المنطقة وفي “الائتلاف” وبعض المنظمات الدولية لا يعنيهم الموضوع الإنسانى في سورية حيث لم يرف لهم جفن لحصار خانق وعمليات إبادة جماعية واستباحة الأعراض من قبل المرتزقة التكفيريين في عدرا العمالية وفي قرى ريف حمص ومناطق أخرى آخرها مجزرة معان في ريف حماة وعمليات الحصار لعشرات الآلاف من المدنيين في ريف حلب.
وأشار اللحام إلى أنه في سورية قيادة وحكومة وسلطة تشريعية ينظرون لجميع السوريين على أنهم مواطنون متساوون في الحقوق التي تكفلها الدولة التي تقدم المساعدات للجميع ومستمرة بمحاولة إخراجهم من المناطق العالقين فيها أينما استطاعت ذلك دون الالتفات إلى التقارير الكاذبة والمسيسة التى تصدرها جهة أجنبية هنا وهناك.
وقال الحلقي “إن ما تشهده سورية من تسارع المصالحات الوطنية على مستوى الأحياء والمناطق والمحافظات يعبر عن حرص الحكومة الشديد على جميع أبنائها وإعادتهم إلى جادة الصواب ومنعهم من الانزلاق إلى حافة الجريمة والتمرد على القوانين والأنظمة” معبرا عن التقدير للجهود الحثيثة التي يبذلها أعضاء لجنة المصالحة في مجلس الشعب بهذا المجال والتي “أثمرت من خلال عمليات المصالحة تحت مظلة الوطن ودون تدخل خارجي وبإرادة السوريين أنفسهم بكسب وتحويل من حملوا السلاح في وجه الدولة إلى مدافعين حقيقيين ومقاتلين أشداء يذودون عن مناطقهم وقراهم ووطنهم في مواجهة الفكر التكفيرى الوهابي المجرم”.
وأشار الحلقي إلى أن طريق المصالحة الوطنية ثبت أنه “أفضل السبل لوأد الفتنة” من خلال فكر ثقافي متحضر معتدل مستند إلى فهم حقيقي لطبيعة الأزمة يؤصل شرعية المفاهيم الأسلامية ويحافظ على صحيح الدين ويعرى المناهج والمصطلحات التي تم تحويرها وتفنيد كل الجرائم التي ارتكبت باسم الإسلام”.
ونوه الحلقي باستمرار “ألق ورصانة” الدبلوماسية السورية في التصدي للهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية من المتآمرين عليها والداعمين للتنظيمات الإرهابية المسلحة لافتا إلى أن كلمة وفد الجمهورية العربية السورية في جنيف كانت “مرافعة تاريخية تعبر عن تطلعات وآمال الشعب السوري ورؤيته لحل الأزمة في سورية من خلال مكافحة الإرهاب وإلزام داعميه بوقف تدفق وتمويل وتسليح الإرهابيين وبما يؤسس لحالة من الأمن والاستقرار تمهد لإطلاق عملية سياسية تؤسس لبناء سورية المتجددة”.
وعلقت الجلسة إلى الساعة الثانية عشرة من اليوم الإثنين..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 17/2/2014)