أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى مؤتمر جنيف وليد المعلم أمس أن الجولة الثانية من المؤتمر لم تفشل على عكس بعض التحليلات الإعلامية التي ظهرت أو ردود فعل وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا وقال “إن الجولة الثانية أنجزت نقطة مهمة جدا بفضل وعي المفاوض السوري عندما أعلن موافقة سورية على جدول الأعمال الذي اقترحه الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي والذي يبدأ ببنده الأول بنبذ العنف ومحاربة الإرهاب” مجددا التأكيد “أن المحادثات لم تفشل بل أنجزت ما كنا نطالب به باستمرار وهو جدول أعمال للحوار في اجتماعات جنيف القادمة”.
وأضاف المعلم رداً على سؤال أن وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا قفزا ضمن أوركسترا معدة مسبقا لتحميل وفد الجمهورية العربية السورية مسؤولية الفشل في المحادثات وقال “إن هذا ليس مستغربا فبريطانيا وفرنسا كانتا باستمرار جزءا من المؤامرة على سورية وصدر اتهامهم هذا حتى قبل أن يطلعوا على ما جرى في المحادثات”.
وأشار المعلم رداً على سؤال حول تسليح المعارضة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية منذ مطلع الجولة السابقة قامت بالإعلان عن تسليح وتمويل ما تسميها “المعارضة المعتدلة” واصفا ذلك بالمضحك ولافتا إلى “أن الولايات المتحدة حاولت إيجاد أجواء سلبية للغاية للحوار في جنيف وهذا أمر لم يثن وفدنا عن المضي في حوار بناء وصولا إلى نتائج”.
وأضاف المعلم “أن من يعتقد أن الولايات المتحدة توقفت أو ستتوقف عن التآمر على سورية فهو واهم فطالما تآمرت على سورية بسبب صمود الشعب السوري في مواجهة إسرائيل وما دمنا في مواجهة إسرائيل فإن الولايات المتحدة ستواصل التآمر على سورية”.
وفيما اذا كان هذا التآمر سيصل إلى حد عدوان عسكري أمريكي مباشر قال المعلم “إن هذا الكلام هو مجرد حرب إعلامية نفسية هدفها الضغط على المفاوض السوري كي يسرع في تسليم ما جاء وفد الائتلاف من أجل استلامه وهذا وهم لن يحدث”.
وجوابا على سؤال حول الخسارة الأمريكية والفرنسية بعد مباحثات جنيف اعتبر المعلم “أن وفد الجمهورية العربية السورية جاء إلى جنيف لكي يحقق ما يصبو إليه الشعب السوري فقط عبر إيجاد حل للأزمة التي تشهدها بلادنا” مضيفا “نحن جئنا إلى جنيف لكي نحمل هموم شعبنا في وقف العنف والإرهاب”.
ورأى المعلم أن الولايات المتحدة كانت مستعجلة للغاية لإنجاز تسليم السلطة قبل العمل السياسي لأن أدواتها في الداخل فشلت في العمل الميداني وقال “أنا أعتقد بأن هذا الوهم الذي زرعوه في أذهان أفراد من الائتلاف قد فشلوا فيه لكن هذا لا يعني أنهم توقفوا عن التآمر”.
وحول موقف روسيا من المباحثات في جنيف أشار المعلم إلى أن الاتحاد الروسي كان مطلعا تماما وبشكل يومي على نتائج كل جلسة لذلك هو لم يفاجأ بما حصل.
وحول توقعاته لما سيقدمه الإبراهيمي في تقريره للأمم المتحدة قال المعلم “إن الوسيط الدولي مهد لتقريره في المؤتمر الصحفي الأخير الذي عقده ويجب على الإبراهيمي كوسيط أن يكون محايدا وهناك محاضر جلسات وأعطى مؤشرا في مؤتمره الأخير أنه سيكون كذلك.. وكوسيط يجب أن يكون حريصا على استمرار هذه العملية سواء في جولة ثالثة أو رابعة أو غيرها.. لأن من يعتقد أنه يمكن في جلسة أن نصل إلى حل لمشكلة معقدة كالوضع في سورية والتي تزداد تعقيدا كل يوم بسبب التدخل الخارجي فهو واهم”.
وأضاف المعلم “أن الوسيط النزيه هو من يحرص على استمرار هذه العملية حتى تصل إلى غاياتها سواء استمرت عملية جنيف أو من خلال الاتصالات التي ستجري بين هذه الجولة والجولة القادمة”.
وحول تصريحات ويندي شيرمان التي قالت فيها إن الورقة التي قدمها الائتلاف ممتازة أشار المعلم إلى أن “الائتلاف لم يقدم ورقة بل قرؤوا مداخلة وأن القرار بخصوص مقام الرئاسة لا يعود لويندي أو وفد الائتلاف لأن هذا القرار هو ملك الشعب السوري فهو الوحيد الذي لديه الحق في تقرير مستقبل سورية” موضحا “أنه بخصوص موضوع الحكومة الانتقالية لدينا دراسات كاملة مستندة إلى القانون وإلى الدستور القائم نستطيع أن نحاجج بها أكبر مستشاريهم القانونيين”.
وردا على ادعاء وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ باعتباره أن عدم التوصل إلى توافق على أجندة للمرحلة القادمة أمر خطير جدا وتحميله مسؤولية ذلك للوفد السوري قال المعلم “أنا افضل ألا أرد عليه لأنه جاهل بما جرى في المحادثات فجدول الأعمال الذي وضعه الإبراهيمي واضح وإن الوفد السوري وافق عليه”.
وحول الحديث عن عمل عسكري أمريكي واسع ضد سورية قال المعلم “استبعد تماما أي شيء عسكري واسع أو ضيق مباشر فلديهم عملاؤهم الذين يقاتلون نيابة عنهم ويتلقون الأسلحة والرواتب” متسائلا.. لماذا يزجون بأنفسهم مباشرة… مضيفا “إن الجانب الأمريكي قد دهش من الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري وكذلك من المصالحات التي تجري ومن صمود وفد الجمهورية العربية السورية في الحوار”.
وفيما إذا كان وفد الجمهورية العربية السورية مستعدا في أي وقت لمناقشة موضوع الحكومة الانتقالية أكد المعلم “أن الوفد جاهز لمناقشة هذا الموضوع ليس في أي وقت وإنما عندما يحين وقتها في جدول الأعمال وأضاف “قلنا مرارا إننا لن نناقش في الحكومة الانتقالية قبل أن نعرف أن هذا الوفد المقابل هو ضد الإرهاب وليس مع الإرهاب”.
وقال المعلم “قد يقول قائل هل يستطيع وفد الائتلاف أن يوقف العنف والإرهاب في سورية وهو لا يملك قاعدة شعبية ولا قاعدة بين المسلحين وجوابنا بكل بساطة هو أننا نعلم أن هذا الوفد لا يستطيع أن يوقف العنف والإرهاب لكننا نحن نخاطب مشغليه وهم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة السعودية وتركيا.. وعندما يوافق هذا الوفد على وقف الإرهاب فهذا يعني أن مشغليه وافقوا على وقف الإرهاب وبالتالي هذه الموافقة يجب أن تلزمهم بالتوقف عن تمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين”.
وفي رده على سؤال فيما اذا كانت الحكومة السورية قلقة مما يحدث في الجهة الجنوبية من الحدود السورية قال المعلم “إن من يحب وطنه دائما يقلق عليه وإنه لا يوجد شيء الآن مختلف عما يجري منذ أكثر من عامين فتهريب السلاح والإرهابيين من الجنوب ومحاولات الاعتداء على الشعب السوري جارية ولكن وعي القيادة السورية والجيش العربي السوري الباسل سيكون بالمرصاد”.
وعبر المعلم عن شكره للوفد الإعلامي المرافق الذي نقل إلى الشعب السوري حقيقة ما كان يجري في الاجتماعات..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 17/2/2014)