أكدت روسيا أن إيجاد حل سياسي دبلوماسي للأزمة في سورية يعد أساسا لا بديل له لتجاوز الأزمة وأن “السوريين قادرون بأنفسهم فقط على التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل الدولة السورية على أساس التوافق وبيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران من عام 2012. وقالت الخارجية الروسية في بيان نشره أمس موقع قناة (روسيا اليوم) “إنه في 15 من شهر شباط الجاري انتهت الجولة الثانية من المحادثات السورية السورية ضمن أطر المؤتمر الدولي حول سورية “جنيف2″ وأن الحوار كان معقدا نظرا للتباين الكبير في موقفي الحكومة السورية والمعارضة من بلوغ تسوية سياسية دبلوماسية في سورية وأولية حل القضايا القائمة”. وأضافت الخارجية إنه “في سير الجلسة العامة الختامية اقترح المبعوث الأممي الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الاتفاق على جدول للأعمال انطلاقا من المسائل الأساسية التي ينص عليها بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران عام 2012 حيث أيد وفد الحكومة السورية من حيث المبدا هذا الاقتراح وأعرب عن الاستعداد لمواصلة العمل على هذا الأساس وحضور الجولة الثالثة للحوار عندما تتحدد مواعيدها ووضع كقضية أولوية ضرورة التوصل إلى وفاق بين الطرفين في مسائل مكافحة الإرهاب وهذا أمر مبرر تماماً في ظل الوضع الراهن في البلاد”. ولفتت إلى “أن الجانب الروسي يسجل الموقف الإيجابي للوفد الحكومي بمشاركته الفعالة في عملية المحادثات” وقالت “نحن ننطلق من أن التركيز على جهود مشتركة لمكافحة الإرهاب من الطرفين السوريين يمليه كون البلاد تغدو أكثر فأكثر مكانا لاجتذاب الجهاديين والمتطرفين من جميع الأشكال والألوان الذين يستخدمون القتال ضد الحكومة الشرعية من أجل تنفيذ غاياتهم الأيديولوجية لأن تنشيط الحركة الإرهابية يشكل خطرا على الأمن والاستقرار ليس في سورية وحدها بل المنطقة برمتها أيضا”. وأشارت الخارجية الروسية إلى أنه “انطلاقا من هذه القضية بالذات سجل قادة دول مجموعة الثماني خصوصا في الوثيقة الرسمية لقمتهم في حزيران عام 2013 ضرورة توحيد جهود جميع السوريين في مكافحة الإرهاب بهدف طرد الإرهابيين من البلاد”. ولفتت إلى أن موسكو على قناعة بأن إضفاء الثبات على الحوار السوري السوري يتطلب “عملا فعالا وممنهجا لزيادة الثقة بين السلطات والمعارضة وهذه مهمة غير سهلة نظرا للطابع الطويل للأزمة في سورية”. وقالت الخارجية الروسية إنه في هذا الوضع “يتوقف الكثير على نشاط الإبراهيمي الذي يتوجب عليه بوصفه وسيطا دوليا وفق المهمة المنوطة به أن ينتهج خطا موضوعيا وغير منحاز بدعوته الطرفين لإيجاد قواسم مشتركة وتشجيعهما على الحوار والاستمرار في عملية المحادثات ولا يجب على المبعوث الخاص في غضون ذلك أن يوجه اتهامات أحادية الجانب وتحميل المسؤولية عن تعثر الحوار لأحد الطرفين”. ودعت الخارجية الروسية المشاركين في المحادثات السورية السورية لمواصلة الجهود الهادفة إلى البحث عن سبل “لتحريك العملية السلمية وأن يعرضوا المراعاة المتبادلة للمصالح والاستعداد للاقدام على حلول وسط عند اتخاذ القرارات”.. وقالت “سيخدم مصالح القضية لو أن الطرفين وافقا على مبادئ عامة تؤكد سيادة سورية ووحدة أراضيها وضمان حقوق وامن جميع مكونات المجتمع السوري”. وكانت الخارجية الروسية دعت إلى عدم التسرع “باعتبار مباحثات جنيف فاشلة وإلى مواصلة العمل بشكل بناء على أساس التقدم الذي تم تحقيقه بما في ذلك على المسار الإنساني”. وأشار المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إلى ضرورة أن تشمل الإجراءات الخاصة بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية المناطق التي تسيطر عليها مختلف “جماعات المعارضة” والتي تشمل بعض أحياء حلب وريف إدلب ونبل والزهراء وعدرا العمالية ومناطق في الحسكة والقامشلي وعفرين. ولفت لوكاشيفيتش وفق ما نقل عنه موقع قناة (روسيا اليوم) إلى عدم وجود أي تطور في المناطق المذكورة رغم قيام الحكومة السورية باتخاذ عدد من الخطوات العملية في هذا المجال. وأعرب الدبلوماسي الروسي عن قناعته بأن “الخطوات المحددة غير المسيسة في المجال الإنساني فعالة لأنها تنقذ الأرواح وتخفض حدة النزاع”. وكانت جولة المحادثات الثانية ضمن المؤتمر الدولي حول سورية “جنيف2” قد بدأت فى العاشر من الشهر الجاري وتخللها عقد عدة جلسات بعضها منفصلة بين كل وفد على حدة مع الإبراهيمى وبعضها مشتركة فى غرفة واحدة بحضور الإبراهيمي إلا أن إصرار “الائتلاف” على تجاهل معاناة السوريين ورفضه الاعتراف بالإرهاب وضرورة مكافحته عطل إمكانية التوصل إلى إرضية مشتركة رغم انفتاح وفد الجمهورية العربية السورية على نقاش جميع بنود بيان “جنيف1” بندا بندا وتأكيده على أنه سيواصل الجهود لإنجاح المحادثات بما يخدم الشعب السوري…. (المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 18/2/2014)