(العربية) لافروف أمام اجتماع روسيا ومجلس التعاون الخليجي: تصدير الأسلحة إلى سورية بشكل غير شرعي ظاهرة خطرة للغاية

جدد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف دعوة بلاده “جميع الأطراف التي لديها الإمكانيات” إلى استخدام تأثيرها وحث الأطراف السورية على مواصلة الحوار المباشر في جنيف مؤكدا ضرورة تحويل الأحداث في سورية من مجرى “المواجهة المسلحة” إلى مجرى العملية السياسية دون شروط مسبقة وان تصدير الأسلحة إلى سورية بشكل غير شرعي ظاهرة “خطرة للغاية”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها لافروف أمس خلال الجولة الوزارية الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي التي تعقد في الكويت وأوردها موقع (روسيا اليوم).

ودعا لافروف إلى وقف العنف في سورية بأسرع وقت ممكن مشيرا إلى ضرورة وضع حد “لمعاناة مئات الآلاف من المهجرين السوريين”.

ولفت لافروف إلى انه يثق بأن “روسيا وبلدان الخليج توحدها نية مخلصة لرؤية سورية دولة سلمية ومزدهرة تتمتع فيها كل أطياف الشعب السوري بحقوق وحريات مدنية متساوية وتعمل على بناء دولة حديثة” مضيفا “لقد أطلقنا مع جميع بلدان مجلس التعاون في مونترو في 22 كانون الثاني الماضي مؤتمرا دوليا حول سورية وجرت في إطاره جولتان صعبتان من المحادثات بين الحكومة والمعارضة السورية”.

وعبر الوزير لافروف عن أمله بأن “التاريخ والشعب السوري سينزلان الجزاء المناسب بمن استخدم العنف وسيذكران من قاد إلى المصالحة الوطنية” وقال “إن أهم شيء اليوم هو إنقاذ الناس وإنقاذ سورية” مضيفا إن “روسيا من جانبها تبذل قصارى الجهد وتتعاون مع الحكومة و”الجماعات المعارضة” السورية لتحقيق هذا الهدف”.

من جهة أخرى انتقد لافروف استمرار بعض الأطراف في تصدير الأسلحة إلى سورية بشكل غير شرعي وقال ” إن موسكو تعتبر استمرار عسكرة النزاع في سورية وكذلك تصدير الأسلحة إلى هذا البلد بشكل غير شرعي ظاهرة خطرة للغاية”.

وأوضح لافروف أن التعاون العسكري الفني بين روسيا وسورية لا يهدف إلى دعم أي طرف و إنما كان يهدف منذ البداية إلى تعزيز القدرة الدفاعية لسورية مؤكداً أن هذا التعاون “لا يتناقض مع الالتزامات الدولية لروسيا”.

وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في سورية أوضح لافروف أن تنسيق القرار الدولي حول سورية قد يتم في الأيام القريبة القادمة مضيفا.. أن روسيا تعتبر أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق في الأيام القريبة إذا لم يقم أحد في مجلس الأمن بتسييس موضوع الأزمة الإنسانية في سورية ولم يحاول تحريك حلول أحادية الجانب.

وأشار لافروف إلى أن روسيا تعمل في مجلس الأمن الدولي على صياغة نص قرار يهدف إلى “توجيه إشارة قوية إلى جميع الأطراف فيما يخص ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لتحسين الوضع الإنساني الصعب في سورية”.

من جهة أخرى أكد لافروف اهتمام الجانب الروسي بعقد مؤتمر حول مسألة إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها.

كما اقترح لافروف في كلمته عقد لقاء دولي حول “ضمان الأمن في منطقة الخليج” مؤكدا استعداد موسكو للتعاون مع شركائها العرب في مراجعة النظرية الروسية السابقة الخاصة بأمن المنطقة.

وأشار لافروف إلى أن “المنطقة العربية شهدت تغييرات كبيرة بعد طرح هذه النظرية وبالتالي فمن المجدي العودة إلى بحث هذه القضية في إطار لقاء بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي وإيران والدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وغيرها من الأطراف المعنية”.

وحول الملف النووي الإيراني أكد لافروف أهمية الحفاظ على تجربة الحوار بين إيران والسداسية الدولية معربا عن أمله في أن يثمر الحوار بالتوصل إلى اتفاقية نهائية بين الجانبين حول هذا الملف وإلى إغلاقه نهائيا.

وأعرب لافروف عن ارتياح موسكو لنجاح البدء في تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة /5 زائد 1/ في جنيف في تشرين الثاني الماضي قائل إن هذه الاتفاقية تشكل “أساسا راسخا” للوصول إلى تسوية نهائية شاملة لجميع القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

وكانت أعمال الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي انطلقت أمس في الكويت بمشاركة لافروف.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكويتي صباح خالد الحمد الصباح على هامش أعمال الدورة شدد لافروف على أنه “من غير المقبول على الإطلاق الحكم على مؤتمر جنيف2 بالفشل والتحول إلى السيناريو العسكري في سورية”.

وأشار لافروف إلى أن “الجميع يتحدثون عن عدم وجود حل عسكري في سورية إلا انه على هذه الخلفية تتزايد المحاولات الرامية إلى الحكم بالفشل على مؤتمر جنيف2 وهذا الأمر يشير إلى أن البعض يحضر لاستخدام القوة وهذا غير مقبول على الإطلاق”.

وأوضح لافروف أن الغرب يطرح “تفسيرا سطحيا غير مقبول” لوجود الإرهابيين في سورية محذراً من خطورة المنطق الغربي القائل بأن “سبب وجود الإرهابيين يعود إلى عدم رغبة الحكومة السورية في التخلي عن السلطة”.

وأكد لافروف أن التفسير الغربي لوجود الإرهابيين في سورية يمثل “محاولة منه لوضع مصالحه السياسية أعلى من مصالح السوريين وغيرهم من شعوب المنطقة” معرباً عن قلق بلاده المتزايد من تنامي الإرهاب وتسلله إلى الدول المجاورة بما في ذلك العراق ولبنان.

وشدد لافروف على أن “تجاهل تنامي الإرهاب في سورية وتسلله إلى الدول المجاورة سيجعل خطر الإرهاب واقعيا بالنسبة للكثير من دول المنطقة”.

وجدد لافروف التأكيد على أن روسيا تدعم المحادثات في إطار مؤتمر جنيف2 وتأمل في أن يساعد مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي على إنجاحه مبيناً أن بلاده تريد أن تكون سورية بلدا مزدهرا وان تتمتع كل أطياف الشعب السوري بحقوق متساوية.

وأشار لافروف إلى أنه بحث مع نظيره الكويتي الوضع حول سورية مبيناً أن هناك بعض الاختلافات فيما يتعلق بالأزمة في سورية إلا أن الهدف يبقى واحداً من حيث إننا “نريد أن نرى سورية سلمية وتسمح لكل أطياف الشعب بالعيش بحرية ومساواة بين بعضها البعض إضافة إلى الموقف الموحد للسماح بالتخفيف من الوضع الإنساني الصعب ودعم المحادثات في جنيف”..

                                                                               (المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 20/2/2014)