كشف الكاتب ديفيد ايغناتيوس في مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست أمس أن أجهزة استخبارات غربية وعربية ممن يدعمون ما يسمى “المعارضة السورية”عقدت اجتماعا استراتيجيا استمر ليومين في واشنطن الأسبوع الماضي في مؤشر على وجود جهود أقوى لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وأشار الكاتب إلى أن وزير داخلية آل سعود محمد بن نايف برز في الاجتماع حيث سيشرف على دور السعودية في برنامج “العمل السري” بدعم المجموعات المسلحة في سورية وأنه سيحل محل رئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان.
وأوضح أن الدور الرقابي الجديد لوزير داخلية آل سعود يعكس تزايد القلق في السعودية وغيرها من البلدان المجاورة حول تنامي قوة تنظيم القاعدة في أوساط “المجموعات المسلحة” في سورية وأنه كوزير للداخلية ينسق “سياسة مكافحة الإرهاب في السعودية وهذا يمنحه علاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأجهزة الاستخبارات الغربية الأخرى”.
وأشار إلى أن سوزان رايس مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي كانت التقت وزير الداخلية السعودي لمناقشة الاستراتيجية إلا أن مصادر حذرت من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يزال حذرا من أي تصعيد كبير في سورية قد ينطوي على وجود قوات أمريكية مباشرة.
وقال ايغناتيوس “إن اجتماع واشنطن حضره أيضاً رؤساء استخبارات من تركيا وقطر والأردن وقوى إقليمية رئيسية أخرى تدعم “المجموعات المسلحة” في سورية” فيما قالت مصادر “إن هذه البلدان اتفقت على تنسيق المساعدات الخاصة بها لضمان ذهابها مباشرة إلى ما تسميهم “مقاتلي المعارضة المعتدلة” بدلا من أن تذهب للمتطرفين من “جبهة النصرة” و”دولة الإسلام في العراق والشام” التابعتين لتنظيم القاعدة”.
وتابع “إنه من المبكر جدا معرفة ما إذا كان هذا التحول تجميلياً أم انه يدل على تغييرات حقيقية على أرض المعركة إلا أنه محاولة لتعزيز “المعارضة المعتدلة الضعيفة” التي خسرت على الأرض خلال العام الماضي أمام قوات الجيش العربي السوري والمتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة”.
وأوضح ايغناتيوس أن رؤساء الاستخبارات ناقشوا مسألة إمكانية تزويد “المجموعات المسلحة” بأسلحة أكثر تطوراً كالصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف مشيراً إلى أن لدى السعوديين مخزوناً من هذه الأسلحة وهم مستعدون لشحنها ولكنهم يريدون الدعم من إدارة أوباما التي لا تزال مترددة في إعطاء الموافقة الرسمية.
وأضاف إن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نظمت جهود التدريب حاليا في معسكرات معظمها في الأردن يمكنها أن تتعامل مع نحو 250 “مقاتلا” في الشهر وأن أكثر من ألف “مقاتل” أتوا من خلال هذا البرنامج وعلى الرغم مما يقال بان المخيمات ستكون تحت إشراف أشخاص من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلا أن الجهد ينطوي على ممثلين من أجهزة استخبارات أخرى فيما حثت الدول العربية الولايات المتحدة على مضاعفة قدرات التدريب إلا أن المسؤولين الأمريكيين يريدون التأكد من أنه يمكن استيعاب عدد إضافي من المقاتلين.
وأشار إيغناتيوس إلى أن “الحقيقة الكامنة وراء التغييرات التكتيكية هي أن السعودية والولايات المتحدة تعملان معا مرة أخرى على السياسة السورية بعد عام من الخلاف المرير والمتزايد وان تحالف الولايات المتحدة والسعودية لن يطيح بالحكومة السورية لكنه سيقلل مما بات عداء إقليميا خطيرا”..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 20/2/2014)