كشفت صحيفة «المنار» المقدسية عن قيام نظام آل سعود بتكديس كميات ضخمة من الأسلحة في مخازن السلاح التي تشرف عليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموجودة في دول مجاورة لسورية لتزويد المجموعات الإرهابية في سورية بها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة قولها: إن عمليات ابتياع هذه الأسلحة من دول أوروبية والولايات المتحدة و«إسرائيل» يموّلها نظام آل سعود في انتظار موافقة الولايات المتحدة على تسليمها إلى المجموعات الإرهابية في سورية، مشيرة إلى أن واشنطن لم تصدر أوامرها بعد إلى الأجهزة الاستخبارية الإقليمية التي تتعاون معها وتأتمر بأمرها لضخ هذه الأسلحة النوعية إلى هذه المجموعات.
وأوضحت المصادر أن عدم إعطاء واشنطن الضوء الأخضر لتسليم الأسلحة المخزنة إلى هذه المجموعات لا يعني أن أسلحة نوعية مشابهة لم تصل إلى أيدي بعض المجموعات الإرهابية التي تواصل سفك الدماء في سورية وإن بكميات قليلة.
يشار إلى أن نظام آل سعود يواصل مع الولايات المتحدة ومشيخة قطر وحكومة رجب طيب أردوغان في تركيا ودول غربية أخرى تقديم الدعم المادي والمعنوي والسلاح للإرهابيين في سورية.
ولا يزال نظام آل سعود يعلن بشكل رسمي ووفقاً لتصريحات مسؤولية دعم الإرهابيين في سورية الذين يسفكون دماء السوريين وسط معلومات تتحدث عن قيامه مؤخراً بتسديد نفقات الأسلحة الأمريكية التي تحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تزويد من سماها «المعارضة المعتدلة» في سورية بها.
وحول الوضع الداخلي في السعودية قالت صحيفة المنار: إن الدوائر الأمريكية والأوروبية تدرس تقارير قادمة من السعودية تؤكد أن العائلة الحاكمة في الرياض تعيش حالة نفسية صعبة ويشعر أبناؤها بأنهم مكروهون داخل بلادهم ومرفوضون من الشعب إضافة إلى كره الشارع العربي لهم بسبب دورهم الإرهابي التخريبي في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية مطلعة قولها: الدوائر الأمريكية والأوروبية تتوقع صراعاً عنيفا دموياً بين أبناء العائلة الحاكمة القلقين على مصائرهم والذين يحسون بالعزلة في وقت تكشف التقارير أن السعودية تشهد تدويراً في تشكيل الأجنحة وتوزيع المهام والملفات، حيث بدأ يصعد جناح محمد بن نايف وزير الداخلية ومتعب بن عبد الله بن عبد العزيز في ظل تراجع تأثير جناح آخر يضم سعود الفيصل وزير الخارجية وبندر بن سلطان رئيس الاستخبارات الذي يرجو عدم تخلي الأجهزة الأمريكية عن دوره كمنفذ للأجندة الأمريكية والمدافع عن مصالح أمريكا و«إسرائيل».
وفي السياق أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن السعودية تقوم بإجراء محادثات مع باكستان لتزويد المجموعات الإرهابية في سورية بأسلحة مضادة للطائرات والدروع حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت الوكالة عن مصادر في نظام آل سعود قولها: السلطات السعودية ستحصل على هذه الأسلحة من باكستان التي تصنع نموذجها الخاص من الصواريخ المضادة للطيران المحمولة على الكتف «مانباد» والمعروفة باسم «إنزا»، إضافة إلى الصواريخ المضادة للدروع.
وأشارت هذه المصادر إلى أن رئيس الأركان الباكستاني الجنرال راحيل شريف زار مطلع شباط الجاري السعودية والتقى ولي عهد النظام السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي زار بدوره على رأس وفد رفيع باكستان الأسبوع الماضي.
وأشارت هذه المصادر إلى أن تأمين الأسلحة يترافق مع إذن باستخدام تسهيلات للتخزين في الأردن.
وكان وزير خارجية آل سعود سعود الفيصل زار باكستان قبل وصول سلمان إلى هناك.
وفيما يعمل نظام آل سعود على التنسيق مع الأردن في دعم المجموعات الإرهابية تقوم كذلك مشيخة آل ثاني القطرية وحكومة رجب طيب أردوغان التركية بالتنسيق مع الإرهابيين في المناطق القريبة من الحدود التركية حسبما أفاد مسؤول من «المعارضة السورية» الذي قال: تقاسم مناطق النفوذ تقرر بين هذه الدول التي تعد الداعمة الأساسية «للمعارضة»، مشيراً إلى وجود اختلافات بين آل ثاني وآل سعود تضعف «المعارضة المسلحة».
وقال عبد العزيز الصقر مدير مركز الخليج للأبحاث لوكالة الصحافة الفرنسية: إن الولايات المتحدة قد تسمح لحلفائها بتزويد «المعارضة» بأسلحة مضادة للطيران وللدروع بعد فشل مفاوضات جنيف وعودة التوتر مع الروس.
بدوره قال سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لبحوث سياسة الشرق الأدنى: السماح لحلفاء الولايات المتحدة بتقديم هذا النوع من السلاح إلى «المعارضة» يمكن أن يخفف من الضغوط على الولايات المتحدة في المدى القصير إلا أن الخشية الأكبر على المدى البعيد هي أن تقع الصواريخ المضادة للطيران المحمولة على الكتف «أرض جو» في أيد أخرى لإسقاط طائرة مدنية في أي مكان آخر في العالم..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 24/2/2014)