أعلن وزيرا الخارجية الصيني وانغ يي والعراقي هوشيار زيباري ضرورة حل الأزمة في سورية سياسياً عبر الحوار بين جميع الأطراف السورية لأنه لا حل عسكرياً لها وضرورة مواجهة خطر الإرهاب الذي يهدّد المنطقة والعالم.
وقال الوزير الصيني خلال مؤتمر صحفي مع زيباري في بغداد أمس: هناك علاقات صداقة تربط بين الصين وسورية، فالصين تتفهم هموم ومعاناة الشعب السوري وتحرص على تقديم المساعدات له وموقفها دائماً يدعو إلى إيجاد حل سياسي للأزمة منذ البداية وهو موقف يتطابق مع الموقف العراقي.
وأوضح أن الموقف الصيني الداعي إلى الحل عبر الحوار لا يقتصر على الأزمة في سورية بل يشمل جميع الأزمات والمناطق الساخنة في المنطقة وهذا الموقف يتمثل في الحفاظ أولاً على المبادئ الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية وفي مقدمتها مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وثانياً الحفاظ على السلام والاستقرار في هذه المنطقة وثالثاً الحفاظ على دور رئيسي للأمم المتحدة في حل القضايا والأزمات.
واعتبر وانغ أن الأزمة في سورية معقدة للغاية والحل السياسي لا يمكن أن يتحقق بين ليلة وضحاها لأن هناك الكثير من الصعوبات التي تواجهه ولكن بفضل الجهود المشتركة للمجتمع الدولي يمكن التغلب على ذلك وقد تم عقد مؤتمر «جنيف2» ويجب أن تكون المحادثات بين الأطراف السورية عملية متوازنة ومستمرة بغض النظر عن وقتها حتى التوصل إلى نتيجة.
وأشار وانغ إلى أن المحادثات يجب أن تكون إطاراً مفتوحاً تشارك فيه جميع الأطراف السورية من أجل التوصل إلى توافق سوري مقبول من الجميع ويجب على المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة مواصلة الدعم والتهيئة لظروف مواتية ولازمة لهذا الحوار السوري.
وبيّن وزير الخارجية الصيني أن قرار مجلس الأمن رقم 2139 يندرج ضمن هذه الجهود الدولية، حيث لعبت الصين دوراً إيجابياً وبناء في المشاورات بين الدول الأعضاء حتى الوصول إلى صيغة توافقية حوله تساهم في الحفاظ على وحدة مجلس الأمن وتؤكد أهمية دور الأمم المتحدة في حل الأزمة.
كما لفت إلى أن الصين تدعم جهود الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب وترغب في تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين لأن العراق شريك مهم يمكن الوثوق به والاعتماد عليه في الشرق الأوسط.
وقال وانغ: إن الصين ستقدم الدعم الثابت للعراق على عدة مستويات أولها دعم الجهود العراقية الرامية للحفاظ على استقلال البلد وسيادته وسلامة أراضيه وثانيها الحرص على تقديم الدعم للإسراع بعملية إعادة الإعمار السياسي وتحقيق المصالحة الوطنية وثالثها دعم جهود الحكومة في مكافحة الإرهاب أياً كان شكله.
وشدد على أن تفشي الإرهاب يمثل أكبر تهديد وتحدٍّ يواجه العراق، حيث جلب كارثة عميقة على الشعب العراقي ولا مجال للحديث عن تمكين هذا الشعب من العيش بشكل مستقر وآمن دون حل هذه القضية، لافتاً إلى أن الجانب الصيني حريص على العمل مع المجتمع الدولي لمواصلة الدعم الثابت للإجراءات اللازمة التي تتخذها الحكومة العراقية لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار الوطنيين.
من جهته قال وزير الخارجية العراقي: إن موقف العراق منذ بداية الأزمة في سورية كان مع إجراء تسوية سياسية وانتقال ديمقراطي عبر حل يرضى به الشعب السوري وهذا الموقف لم يتغير كما أن الموقف واضح أنه لا حل عسكرياً للأزمة.
وأشار زيباري إلى أن الصين تدعم جهود الحكومة العراقية لمكافحة الإرهاب وستشارك في المؤتمر الدولي المزمع عقده حول الإرهاب في بغداد الشهر القادم.
وكانت بكين رحّبت أمس بقرار مجلس الأمن الدولي حول تقديم المساعدات الإنسانية إلى سورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ في بيان صحفي وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا»: إن هذا القرار يعكس تطلعات المجتمع الدولي بشأن تخفيف حدة الوضع الإنساني في سورية وصوتت الصين لمصلحة القرار.
وأضاف تشين: إن الصين تحث جميع الأطراف في سورية على اتخاذ إجراءات ملموسة للتطبيق الكامل للقرار وتخفيف حدة الوضع في سورية، مضيفاً: ندعم المجتمع الدولي للالتزام بمبدأ الحيادية والعدالة والالتزام بتعليمات المساعدات الإنسانية الأممية وتقديم الدعم البناء لتطبيق القرار.
وقال: يعتمد تخفيف حدة الوضع الإنساني في سورية على الحل السياسي للأزمة فيها وإن الصين تحث الطرفين في سورية على مواصلة المحادثات ودعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي للتوصل إلى نتائج نهائية.
(المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ 24/2/2014)