أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الحكومة السورية كانت حريصة دائماً على مكافحة الإرهاب في أي مكان انطلاقاً من مسؤوليتها المتعلقة بحماية الشعب السوري ولا يستطيع أحد أن ينكر التهديد الذي تمثله المجموعات الإرهابية في سورية والتي دخلت إليها عبر حدودها مع الدول المجاورة.
وقال الجعفري في مؤتمر صحفي أمس بعد تقديم الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية إحاطة إلى مجلس الأمن عن جولتي مباحثات جنيف: أخيراً اعترف بعض المندوبين في مجلس الأمن بوجود الإرهاب في سورية وبالحقائق الموجودة على أرض الواقع بعد أن تجاهلها وتجاوزها بعضهم عمداً لأن حكوماتهم لعبت دوراً أساسياً في التحريض على الإرهاب داخل سورية.
وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية عندما أصرت على مكافحة الإرهاب منذ البداية وطلبت التعامل مع هذا الموضوع فعلت ذلك لأنها اعتبرته التهديد الأكبر لشعبها على الأرض، مشيراً إلى أن الآلاف من السوريين الأبرياء قتلوا بسبب ما يسمى الإرهاب العابر للحدود وبسبب أولئك الإرهابيين الذين أتوا من 83 دولة وسموا أنفسهم «الجهاديين».
وأكد مندوب سورية الدائم أن الحكومة السورية متوافقة ومنسجمة مع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب، مشدّداً على أن الجميع مطالبون بالالتزام بشكل كامل بتطبيق مبادئ مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وحول قرارات النظامين السعودي والقطري بمنع عودة الإرهابيين إلى السعودية وقطر أو أي دولة أخرى قال الجعفري: هذا ليس حلاً وأتٍى في وقت متأخر لأن هناك حاجة لمحاسبة هؤلاء الإرهابيين الذين جاؤوا للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية في سورية، لافتاً إلى مدى عمق وصعوبة الموضوع الذي تتعامل معه الحكومة السورية في موضوع مكافحة الإرهاب.
وشدّد مندوب سورية الدائم على أنه يجب أن تتم مساءلة هذه الحكومات عن الأخطاء التي ارتكبتها بحق الشعب السوري والآلاف ممن قتلهم الإرهابيون الذين تدربوا وحصلوا على الحماية من تلك الحكومات التي يجلس بعضها الآن في مجلس الأمن وبعضها أعضاء دائمون لسوء الحظ.
ورداً على سؤال حول تعتيم وسائل الإعلام الغربية والأمم المتحدة على تعرض قافلة لنقل المخزون الكيميائي لهجوم إرهابي في ميناء اللاذقية قال الجعفري: لمن المؤسف جداً أن يجري التعتيم على حادثة كهذه وقد لفتنا عناية الكثير من أعضاء مجلس الأمن إلى هذا التعتيم ولكن لم يصدر أي تعليق من مجلس الأمن أو من الأمانة العامة للأمم المتحدة علماً أن هذا الأمر كاد يؤدي إلى كارثة ما بعدها كارثة لو حدث اعتداء على المخزون الكيميائي وهو يشحن في ميناء اللاذقية.
وأشار الجعفري إلى أن من يتعامل مع هذا الموضوع الحساس، بغض النظر عن المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية سيغريد كاغ التي تقوم بواجبها على أكمل وجه، هو ليس على مستوى الالتزام الأخلاقي الذي يملي على أي شخص أن يتحدث إلى الصحافة والإعلام ويشير إلى حدوث هجوم من العصابات الإرهابية المسلحة على قافلة السلاح الكيميائي.
وفيما يخص ربط العملية الانتخابية في سورية بعملية جنيف والحل السلمي أكد الجعفري أن عملية الانتخابات في أي بلد هي شأن داخلي صرف وليس من صلاحية أحد في العالم أن يتحدث فيه سواء كانت الانتخابات سورية أم أمريكية أم فرنسية أم بريطانية فالانتخابات ملك المؤسسات الوطنية في أي بلد والجلسات التي يعقدها مجلس الشعب منذ أمس الأول هي لإعداد قانون للانتخابات العامة الرئاسية والبرلمانية والبلدية وليس الرئاسية حصراً والتي ستجري في شهر تموز القادم وفقاً للدستور.
وشدّد الجعفري على أن الشعب والحكومة السورية لن يسمحا لأحد بأن يتدخل في الانتخابات لأن الانتخابات تجري وفق الدستور كما لن يسمحا بخلق فراغ دستوري يعطي مبرراً للحكومات المنغمسة في سفك الدم السوري بأن تتابع مسيرتها في سورية من دون حساب، لافتاً إلى أن أي فراغ دستوري في أي بلد سيخلق مشاكل على الأرض وهناك تجارب مريرة في الأمم المتحدة في هذا الشأن ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار.
وقال الجعفري: لقد قدمنا 500 رسالة للأمم المتحدة بالأسماء والتواريخ تتعلق بالإرهابيين الذين ارتكبوا عمليات إرهابية ضد الشعب السوري بدعم سعودي وقطري وتركي ولكن للأسف بعض أعضاء الأمم المتحدة يعملون ضد الحكومة السورية ويعرقلون عملها والجميع يعلم هذه الحقيقة ولا أحد يستطيع تجاهلها.
ولفت الجعفري إلى أن هناك تجاهلاً لتورط الإسرائيليين في تسهيل تحركات الإرهابيين في الجولان حيث زار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هؤلاء الإرهابيين في المشفى…
(المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ 14/3/2014)