أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن سبب الأزمة في أوكرانيا داخلي ولا علاقة لروسيا به.
وقال بوتين خلال اجتماع له مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن القومي الروسي خصص لبحث تطور علاقات روسيا مع بلدان أمريكا الوسطى وحوض الكاريبي والوضع في أوكرانيا: ليس بوسعنا تجاهل الأحداث الجارية حول أوكرانيا والقرم وكل ما يتعلق بهذه القضية الصعبة، مؤكداً أن هذا الأزمة لم تنشأ بسببنا ولكننا ننخرط فيها على هذا النحو أو ذاك.
وأشار بوتين الذي ترأس الجلسة في سوتشي أمس إلى أن هذه الأزمة هي أزمة سياسية داخلية أوكرانية وقال: مع الأسف ندرك جميعنا أننا وجدنا أنفسنا منخرطين فيها على هذا النحو أو ذاك، مضيفاً: دعونا نفكر معاً كيف نبني علاقاتنا مع شركائنا وأصدقائنا في أوكرانيا وشركائنا الآخرين في أوروبا والولايات المتحدة.
بالتزامن كانت الأزمة والوضع في القرم محور مباحثات وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وأمين مجلس الأمن الياباني سيتاروياتي في موسكو أمس، حيث قدم لافروف تقييم بلاده لما يجري في أوكرانيا، مشيراً إلى أنها منفتحة لإطلاق حوار عادل ومنصف وموضوعي مع الشركاء الخارجيين من أجل تسوية الأزمة في أوكرانيا، بينما احتل تعزيز العلاقات بين البلدين الجزء الآخر من لقاء الطرفين، إذ ركزا على أهمية تطويرها وتنسيق الجهود بهدف الحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي.
الخارجية الروسية من جانبها دعت ساسة الدول الغربية إلى عدم تكييف مواقفهم حيال الوضع في أوكرانيا بهدف الحصول على مكاسب جيوسياسية آنية.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الوزارة قولها في بيان: إن نشاط حزب الحرية في أوكرانيا يحمل صبغة قومية صارخة وعلاوة على ذلك يحمل أفكاراً عنصرية ومعادية للسامية وللأجانب.
وجاءت تصريحات الخارجية الروسية تعليقاً على تصريح لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بخصوص حزب الحرية المتطرف الممثل في الحكومة الأوكرانية حيث قال: إنه أكثر يمينية بعض الشيء فقط من الأحزاب الأخرى.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن ترسانة هذا الحزب الإيديولوجية تتضمن بشكل خاص دعوات لحظر استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا.
وحول العقوبات الغربية المحتملة ضد روسيا حيال مواقفها في أوكرانيا أعلن دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي لشؤون الصناعات الحربية أنه سيبحث مع رؤساء الشركات الصناعية الكبرى في البلاد الإجراءات التي قد ترد بها روسيا من أجل تجاوز العقوبات تلك.
وفيما يتعلق بعملية انضمام القرم إلى روسيا أكّد فلاديمير قسطنطينوف رئيس المجلس الأعلى لنواب جمهورية القرم ذاتية الحكم أن عملية الانضمام إلى روسيا الاتحادية لن تستغرق أكثر من أسبوعين بعد إعلان نتائج الاستفتاء الشعبي بشأن هذا الموضوع في القرم.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن قسطنطينوف قوله في مقابلة صحفية أمس: عملية الانضمام يجب أن تجري هكذا.. في البداية يصوّت سكان القرم في الاستفتاء ومن ثم يصوّت مجلس الدوما «النواب الروسي» على القرار ومن ثم يوافق عليه مجلس الاتحاد «الشيوخ» ومن ثم يوقع عليه الرئيس الروسي ، مضيفاً: إن سلطات القرم تأمل بألا تستغرق هذه الخطوات الثلاث التي يجب أن تتخذها روسيا أكثر من أسبوعين، مشدداً على ضرورة إعداد دستور جديد للجمهورية بحلول هذه المدة لتتم إحالته إلى مجلس «الدوما» للتصديق عليه.
وفي السياق أعلن برلمان القرم أن أكثر من 50 مراقباً من 21 دولة وافقوا حتى الآن على المشاركة في الإشراف على الاستفتاء الشعبي حول مصير الجمهورية المقرر يوم الأحد القادم.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن ميخائيل ماليشيف رئيس اللجنة البرلمانية المعنية بالتحضير للاستفتاء أمس: إن مراقبين من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وعدداً من نواب البرلمان الأوروبي وافقوا على الإشراف على سير الاستفتاء..
(المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ 14/3/2014)