بينما يغلي الشارع التركي ضد سياساته القمعية، يقدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التعازي لعائلات عناصر شرطة قضوا في حادث ويخطب فيهم مستخفاً بمشاعر الأتراك الذين خرجوا في تظاهرات عارمة عمت البلاد وقتل فيها شخصان وأصيب العشرات أثناء تشييع الفتى بركين إيلفان وسريعاً انتقل أردوغان من تقديم التعازي للوقوف أمام حشد في مرسين ليطلق سلسلة اتهامات للمعارضة والإعلام وعالم الأعمال بأنهم يرهبون الشارع قبيل الانتخابات البلدية المرتقبة في محاولة للحصول على نتيجة عبر إثارة الشارع وترهيبه.
وبحسب ما نقلت «رويترز» فإن أحد المتظاهرين توفي بعد إصابته في الرأس في مدينة اسطنبول التي تم تشييع إيلفان فيها والتي شهدت مواجهات عنيفة أثناء محاولة قوات الشرطة تفريق المتظاهرين بالقوة بينما لقي ضابط في الشرطة مصرعه نتيجة استنشاقه الغاز المسيل للدموع أثناء مشاركته في تفريق المتظاهرين في تونجلي شرق البلاد حسب وكالة أنباء «دوغان» التركية.
رقعة الاحتجاجات الغاضبة بعدما توفي إيلفان اتسعت لتشمل 32 مدينة وبلدة تركية بينها اسطنبول وأنقرة واسكي شهير وإزمير غرباً وأضنة ومرسين جنوباً وحاولت الشرطة تفريقها بالقوة مستخدمة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي خصوصاً في شوارع اسطنبول الرئيسية، إذ كان عشرات الآلاف يحاولون الوصول إلى ميدان تقسيم الذي أصبح رمزاً للاحتجاجات في تركيا.
وفي السياق ذاته أشارت صحيفة «الفيغارو» الفرنسية في مقال بعنوان «الشارع التركي يهدر ضد أردوغان» إلى مرافقة عشرات الآلاف من الأتراك نعش الفتى إيلفان إلى مثواه الأخير، مطالبين باستقالة رئيس الحكومة لتشمل الاحتجاجات مناطق واسعة في تركيا.
(المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ 14/3/2014)