أكد وزير النفط والثروة المعدنية المهندس سليمان العباس أهمية التوقيع على العقد الاستكشافي عن البترول والغاز في المياه الإقليمية السورية وخاصة في ظل الظروف الحالية التي يمر بها القطر معتبراً ذلك إنجازاً كبيراًَ لكلا الجانبين إذ جاء بعد مفاوضات استمرت لعدة شهور للوصول إلى الصيغة التي تم التوقيع عليها اليوم.
وأضاف: إن الإنجاز ثمرة جديدة للتعاون المثمر بين الجانبين الروسي والسوري في مختلف الميادين الاقتصادية والعلمية وخاصة النفطية منها والتي تمتد لأكثر من 40 عاماً لهذا التعاون الذي أثمر العديد من الاتفاقيات والمسوحات والاستكشافات النفطية.
وأكد العباس أهمية التعاون مع شركة سيوز نفتغاز النفطية الروسية وخاصة أن الأخيرة تتمتع بخبرات مميزة في مجال النفط ومعدات وتقنيات متقدمة في مجال التنقيب.
وأكد العباس على خصوصية توقيع عقد عمريت للاستكشاف والتنقيب في البلوك رقم /2/ ولدينا كل الثقة بالشركة للوصول إلى نتائج طيبة ومثمرة تعود بالفائدة لكلا الجانبين الروسي والسوري.
من جانب آخر أكد السفير الروسي عظمة الله كول محمدوف استمرار العلاقات السورية -الروسية والتي لم تتغير منذ عقود مضت وبالتالي توقيع العقد الجديد هو ثمرة جديدة لهذا التعاون، مؤكداً أن الشركات الروسية لم تعلق نشاطها وعملها في سورية في ظل الأحداث الجارية بل هناك نشاط متزايد في كافة المجالات وهذا دليل الصداقة المتينة على المستويين الرسمي والشعبي.
وأضاف محمدوف: إن العقد الجديد مبني على مبدأ التعاون والمنفعة المتبادلة بين الطرفين وإن النتائج المرجوة منه ستعود بالخير على الشعب السوري وخاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه من قبل أوروبا وأمريكا ودول أخرى.
من جانب آخر أكد علي عباس المدير العام للمؤسسة العامة للنفط أن عقد عمريت يشكل مرحلة جديدة من دراسات التحضير والدراسة إلى التنفيذ الفعلي وتوقيع اليوم يأتي استكمالاً للجهود المبذولة من الطرفين للوصول إلى نتائج ترضي الجانبين وتحقق المنفعة المتبادلة وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطر وأعمال التخريب التي تقوم بها العصابات المسلحة للبنى التحتية والخدمية، بالمقابل نحن نقوم بأعمال البناء والتطوير من جديد لهذا القطاع بكل مكوناته.
وأضاف عباس: إن توقيع العقد يعتبر دليلاً واضحاً على تواصل التعاون بين البلدين حكومة وشعبا وإن النتائج بالتأكيد هي لمصلحة الجميع.
ومن الجدير بالذكر أن توقيع العقد يأتي استكمالاً للتعاون المثمر بين الشركات الروسية ومؤسسات وشركات النفط الوطنية، بما يخدم خير ومصلحة الشعبين الصديقين.
حيث تم يوم أمس في مقر وزارة النفط والثروة المعدنية، توقيع عقد «عمريت» البحري للتنقيب عن البترول وتنميته وإنتاجه في المياه الإقليمية السورية في البلوك رقم 2 بين حكومة الجمهورية العربية السورية ممثلة بالسيد وزير النفط والثروة المعدنية والمؤسسة العامة للنفط وشركة «سيوزنفتغاز إيست ميد».
إذ يهدف العقد إلى إجراء عمليات المسح والتنقيب عن البترول في المياه الاقتصادية السورية في القطاع البحري رقم 2 والذي يمتد من جنوب شاطئ مدينة طرطوس إلى محاذاة مدينة بانياس وبعمق عن الشاطئ يقدر بـ70كم طولاً وبمتوسط عرض 30 كم وبمساحة إجمالية حوالي 2190كم2.
سيتم تنفيذ العمل وفق متطلبات هذا العقد على عدة مراحل سيكون أولها مرحلة التنقيب حيث سيقوم المقاول بتنفيذ أعمال المسح الاهتزازي وفق أحدث الطرق الفنية ومعالجة كافة المعطيات حول منطقة العقد وإصدار الدراسات الفنية النهائية بهدف تحديد فرص الحفر الممكنة ومن المتوقع أن ينفق المقاول خلال هذه المرحلة ما يزيد على 15 مليون دولار وبعد أن يتم تحديد فرص الحفر الممكنة سيتم حفر بئر استكشافية واحدة كحد أدنى ومن المتوقع إنفاق ما يزيد على 75 مليون دولار، على أن يقوم المقاول لاحقاً بأعمال التطوير والتنمية والإنتاج في حال نجاح عمليات التنقيب والاستكشاف والحصول على كميات تجارية من الغاز والنفط وبذلك يكون مجموع الإنفاق المالي بحدود 80 مليون دولار.
كما تضمن العقد مجموعة من الميزات المهمة من أجل تدريب وتأهيل ونقل الخبرة للكوادر السورية في المؤسسة العامة للنفط من خلال تخصيص مبالغ سنوية لذلك كنفقات غير مستردة ما يساهم في خلق قوة عمل مدربة وخبيرة في مجال النفط والغاز في البحر.
وسيكون المقاول مسؤولاً عن تمويل كافة النفقات اللازمة لتنفيذ فعاليات العقد بمراحلها المتعددة وسيباشر تنفيذ أعماله فور نفاد هذا العقد بعد تصديقه بصك قانوني ونشره في الجريدة الرسمية.
وقد قام بالتوقيع على هذا العقد كل من السادة: المهندس سليمان العباس وزير النفط والثروة المعدنية ممثلاً للحكومة السورية، والمهندس علي عباس مدير عام المؤسسة العامة للنفط والسيد عيسى كوتشتل المفوض أصولاً بالتوقيع عن شركة سيوزنفتغاز وبحضور السفير الروسي بدمشق…
(المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ 17/3/2014)