هنأت الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في بيان لها أمس سورية قيادة وجيشاً وشعباً بإعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة يبرود ودحر الإرهاب منها.
وقالت الأحزاب الوطنية في بيان لها أمس: إن هذا الانتصار الجديد يشكل إنجازاً مهماً يسرّع في استعادة الدولة الوطنية السورية سيطرتها على كل المناطق التي لا تزال خاضعة لهيمنة الإرهابيين التكفيريين.
وأشارت الأحزاب إلى أن هذا الإنجاز الكبير يوجّه ضربة قاصمة للدول الغربية والمشيخات الخليجية الداعمة لهم ويشكل فشلاً ذريعاً لمخططات تلك الدول الهادفة إلى إحداث تغيير في الميدان لمصلحتها لفرض شروطها بالتدخل في شؤون سورية الداخلية.
ودعت الأحزاب الحكومة اللبنانية إلى وضع خطة عاجلة أمنية وسياسية تستنفر فيها الدولة قواها الأمنية وأجهزتها كافة لمواجهة التداعيات السلبية الناشئة عن فرار العصابات الإرهابية التكفيرية من يبرود باتجاه الأراضي اللبنانية وقيامهم بتهديد الأمن والاستقرار في لبنان انتقاماً لهزيمتهم.
وفي الإطار ذاته أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة في مجلس النواب اللبناني النائب نواف الموسوي أنه من حق أبناء البقاع ولاسيما الذين كانوا هدفاً للسيارات المفخخة أن يشعروا بالفرح بتخليص مدينة يبرود بريف دمشق من المجموعات الإرهابية التكفيرية لأن الأيدي الآثمة التي امتدت إلى أمنهم قطعت على يد الجيش العربي السوري.
وقال الموسوي في كلمة أمس: نحن كلبنانيين نفرح بما حققه الإخوة في سورية من انتصار وإنجاز يشكل عامل أمان إضافياً للبنان ويفتح الطريق إلى حل سياسي يقوم بالقضاء على الإرهاب وعلى تحقيق المصالحة الوطنية في سورية.
وقال النائب علي فياض: إن استعادة يبرود من أيدي الإرهاب التكفيري يشكل نقطة تحول في مسار الحرب على سورية لأنها ستؤثر على المعادلات الميدانية على امتداد المناطق المحاذية للحدود اللبنانية وستنعكس إيجاباً على الأمن والاستقرار في لبنان، موضحاً أن يبرود مثّلت البؤرة الأساس لتجهيز وتصدير السيارات المفخخة التي استهدفت الضاحية الجنوبية وبلدة الهرمل البقاعية.
من جهته أكد إيلي الفرزلي نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الأسبق أن انتصار الجيش العربي السوري على المجموعات الإرهابية في يبرود يحمل بعداً استراتيجياً مهماً لأنه يقطع على هذه المجموعات شريان دعم مهم عبر الحدود اللبنانية ـ السورية كما يحد من تورط أطراف لبنانية بالأزمة في سورية.
وأشار الفرزلي إلى أن الانتصار في يبرود سينعكس إيجاباً على الأوضاع الأمنية في لبنان بإغلاقه عمقاً مهماً واستراتيجياً في عملية انتقال السيارات المفخخة حيث كانت الأجهزة الأمنية اللبنانية أكدت أن هذه السيارات تأتي بمعظمها من المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين، إلا أن هذا لا يمنع استمرار عمليات التفخيخ في لبنان.
وأوضح الفرزلي أن اللافت في الوقت الراهن هو تدخل الاحتلال الإسرائيلي بشكل علني لدعم المجموعات الإرهابية إما عن طريق علاج أفرادها وتدريبهم أو العدوان على المناطق الحدودية السورية _اللبنانية لإطالة أمد الأزمة في سورية بهدف تدمير الطاقات فيها.
كما أوضح الخبير الاستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد أمين حطيط أن هذا الإنجاز العسكري الذي حققه الجيش العربي السوري كتب الصفحة الأولى في فصل نهاية الأزمة في سورية، وأن هذا الإنجاز العسكري مميز عن غيره من المعارك من الناحية الجيوسياسية.
وفي تصريح له أمس قال حطيط: إن هذا الإنجاز العسكري نوعي بسبب عوامل جغرافية وميدانية واستراتيجية، وتمثّل العامل الميداني في إبداع الجيش العربي السوري وقد فعل فعله باتجاهين ضد الأعداد الكبيرة من الإرهابيين أولاً باتجاه التأثير النفسي على هؤلاء وثانياً باتجاه تخفيف قوتهم.
إلى ذلك أكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني حسن حردان أن تخليص يبرود من المجموعات الإرهابية يشكل تحولاً استراتيجياً قد يتجاوز في أهميته استعادة القصير بريف حمص لأنه سيؤدي إلى انعكاسات مهمة ميدانياً وسياسياً في مصلحة الاستراتيجية التي رسمتها القيادة السورية في مواجهة هذه الحرب الإرهابية إذ تمكنت عبرها من تحقيق الانتصارات وإحباط أهداف هذه الحرب الاستعمارية التي تخاض بالوساطة….
(المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ 18/3/2014)