قدّم الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء خلال ترؤسه الجلسة الأسبوعية للمجلس أمس التهنئة للسيد الرئيس بشار الأسد ولكل ضباط وصف ضباط وأفراد الجيش العربي السوري وكذلك قوى الأمن الداخلي بالانتصارات الكبرى التي حققها الجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي على فلول المجموعات الإرهابية التكفيرية على مساحة أرض الوطن وخاصة يبرود ورفع العلم العربي السوري في سمائها والذي سيبقى يرفرف خفاقاً في سماء الوطن وعلى كامل التراب الوطني، وهذا الانتصار المشرف والكبير هو انتصار أيضاً على رهانات أعداء الوطن وهزيمتهم ودحرهم وإحباطهم وانهيارهم، مؤكداً أنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، إذ لا مكان على أرض سورية إلا لأبنائها الشرفاء والمخلصين والأوفياء لوطنهم ولشعبهم.
وأكد الحلقي أن الأسبوع الماضي هو أسبوع الانتصارات التي ستعم أرجاء الوطن وعلى كل الصعد مستنكراً قيام المجموعات الإرهابية التكفيرية اليائسة بتفجيرات إرهابية جبانة استهدفت أبناء الوطن في دمشق واللاذقية وحمص وغيرها، مشيراً إلى أن هذه الأعمال الإرهابية المجرمة لن تثني جيشنا الباسل عن ملاحقتهم ومحاسبة وملاحقة كل إرهابي أراق قطرة دم مواطن سوري.
وأقر المجلس مشروع قانون إحداث هيئة عامة ذات طابع علمي بحثي تسمى وكالة الفضاء السورية تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الإداري والمالي وترتبط بوزير الاتصالات والتقانة، ويهدف مشروع القانون إلى الاستفادة من تقانات الفضاء لاستكشاف ومراقبة الأرض وتوظيفها في خدمة التنمية عن طريق تنفيذ مشاريع ودراسات وبحوث لمصلحة وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، علماً أن الحكومة أطلقت العمل ببرنامج الفضاء السوري الذي تمثل في مرحلته الأولى بإقامة محطة استقبال أرضية للمعطيات الفضائية أصبحت جاهزة للعمل، كما تم توقيع عقد لبناء وإطلاق تشغيل الساتل السوري لمراقبة الأرض «شام نيت» إضافة إلى إقامة محطة للتحكم بالسواتل.
كما أقر المجلس مشروع قانون إحداث صندوق خاص في مدينة معلولا لإقراض أهالي مدينة معلولا القديمة يرتبط بمجلس المدينة على أن تستخدم هذه القروض التي يقدمها لأعمال ترميم المنازل في المدينة لرفع الأخطار الإنشائية وتأهيلها بهدف الإقامة والعيش فيها وضمان الحفاظ على المباني التقليدية من أخطار الهدم وتحسين شروط المعيشة للساكنين وتمكينهم من الاستقرار في المدينة، وقد ورد مشروع القانون من وزارة الإدارة المحلية وأوصت اللجنة الاقتصادية بالتصديق عليه.
كما وافق المجلس على كتاب وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المتضمن طلبها تصديق مجلس الوزراء على الموازنة التقديرية لصندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية وخطة عمله الفنية والمادية لعام 2014.
وقدّم الحلقي باسم مجلس الوزراء التهنئة للعاملين في وزارتي التربية والتعليم العالي ونقابة المعلمين والأسرة التربوية بمناسبة عيد المعلم الذي ساهم في تربية الأجيال ونشر العلم والمعرفة والتصدي للفكر الوهابي المجرم وتحصين الأمن الثقافي ونشر ثقافة حب الوطن والعمل والبناء والعطاء وتخريج أجيال واعية ومثقفة منتمية للوطن وحريصة على تطوره ونمائه من أجل أن يساهم الجميع في بناء سورية المتجددة والمتألقة والتي لن تكون إلا في مصاف الدول المتقدمة علمياً وفكرياً وتنموياً.
كما قدّم التهنئة لجميع أمهات الوطن وخاصة للأم العاملة وأم وزوجة الشهيد بمناسبة عيد الأم وثمّن ما قدمته الأم السورية من تضحيات سواء من خلال زرع المثل والقيم العليا والأخلاق الحميدة والتربية الصالحة والحس الوطني بين أبناء الوطن وتربية جيل ملتصق بقضايا أمته ووطنه حريص على تعزيز قدرات وطنه وأن يكون مواطناً فاعلاً في بناء وطنه، يحافظ على أملاك ومقدرات الوطن.
وقدّم مجلس الوزراء التهنئة أيضاً للسيد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء _وزير الخارجية والمغتربين على نجاح العملية الجراحية التي أجريت له متمنين له العودة قريباً إلى عمله لمتابعة مهامه الوطنية إلى جانب زملائه في الحكومة.
بعد ذلك قدّم الحلقي عرضاً لنشاطات مجلس الوزراء خلال الأسبوع الماضي وخاصة الجولة الاطلاعية على واقع تنفيذ الوحدات السكنية في منطقة الحرجلة بريف دمشق والمخصصة للمتضررين من المجموعات الإرهابية، مؤكداً أن هذه المشاريع التي ستنطلق في مختلف المحافظات السورية هي مشاريع وطنية كبرى سوف تؤمن أكثر من 3500 وحدة سكنية في المرحلة الأولى وستكون موضع التنفيذ ترتيباً خلال ستين يوماً.
كما أشار إلى إطلاعه على واقع إعادة تأهيل طريق مطار دمشق الدولي الذي يشهد حركة مسافرين كبيرة وترتفع بشكل متواتر نتيجة لاستقرار الوضع الأمني.
واستعرض الحلقي نتائج زيارته لمحافظة السويداء للإطلاع على الواقع الخدمي والاقتصادي والتنموي والاجتماعي فيها ووضع حجر الأساس للمنطقة الصناعية في أم الزيتون التي ستعد قاعدة حقيقية لانطلاق مشاريع صناعية واستثمارية كبرى على مستوى المحافظة سوف تعزز قدرات الاقتصاد الوطني وتوفر آلاف فرص العمل، بالإضافة إلى إطلاعنا على مشاريع السكن الشبابي التي تُعد من أولويات الحكومة باعتبار أن الشباب هم محور وأساس عملية التنمية الشاملة، وكذلك افتتاح مشفى سالة الوطني لتعزيز قدرات القطاع الصحي في المحافظة، مؤكداً أن هذه المشاريع تهدف لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة وشاملة وإطلاق مسيرة البناء والإعمار، مشيراً إلى وقوف أبناء السويداء جميعاً إلى جانب الوطن وقائد الوطن في التصدي للمجموعات الإرهابية التكفيرية وحرصهم على وحدة التراب الوطني وإعادة الأمن والاستقرار لربوع الوطن الغالي سورية.
وأشار الحلقي إلى استقرار الوضع الاقتصادي وكذلك الإجراءات التي تقوم بها الحكومة للمحافظة على استقرار سعر صرف الليرة السورية وإعادتها لقيمتها الحقيقية تدريجياً، لافتاً إلى توافر مخازين استراتيجية كبرى من المواد الأساسية والغذائية كافة وكذلك المشتقات النفطية.
وأوضح الدكتور الحلقي أن مسيرة الإنجازات والانتصارات سوف تستمر وتطول جميع الأراضي السورية، كما نوه بإنجاز مشروع قانون الانتخابات العامة الذي يلبي طموحات جماهير شعبنا ويعزز مسيرة الديمقراطية التي نعيشها، بينما ثمّن دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الإسلامي المعتدل الذي يدعو للمحبة والتسامح والتلاقي والتآخي بين أبناء الوطن.
بعد ذلك قدّم المهندس عمر غلاونجي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات -وزير الإدارة المحلية عرضاً للواقع الخدمي والإجراءات التي تقوم بها الحكومة على صعيد تأمين الخدمات لجميع المناطق السورية وخاصة المناطق التي طُهّرت من المجموعات الإرهابية التكفيرية ومساعدة الأهالي للعودة إلى منازلهم وكذلك الجهود المبذولة على صعيد إصلاح ما تخربه المجموعات الإرهابية سواء للقطاع الكهربائي أو مياه الشرب والاتصالات، مشيراً إلى جاهزية القطاع الخدمي على مدار الساعة.
وفي تصريح للصحفيين عقب الجلسة أكد وزير الاتصالات والتقانة عماد الصابوني أن مشروع قانون إحداث «وكالة الفضاء السورية» الذي أقره مجلس الوزراء هو تحويل وتطوير لعمل الهيئة العامة للاستشعار عن بعد التي كان هدفها الأساسي توفير المعطيات الاستشعارية أي الصور الفضائية والجوية الملتقطة وتحليلها واستثمارها في المشاريع والبرامج التي تحتاجها كالبرامج والدراسات التي لها علاقة بدراسة الواقع الزراعي أو البيئي أو الثروات الباطنية أو الأرصاد الجوية والمناخ وغيرها.
وأشار الصابوني إلى أهمية محطة الاستقبال الفضائية التي تم افتتاحها سابقاً في سورية وضرورتها لاستقبال الصور الفضائية مما يؤدي للارتقاء بعمل الهيئة العامة للاستشعار عن بعد وتطويرها لتصبح «وكالة الفضاء السورية».
ولفت الصابوني إلى مناقشة مجلس الوزراء أيضاً لمذكرة مرفقة مع مشروع القانون المذكور أعلاه حول برنامج الفضاء السوري وأهدافه ومراحل العمل الموجودة فيه، مشيراً إلى عرض عدد من الملاحظات والآراء خلال الاجتماع سيتم أخذها بعين الاعتبار عند صياغة الشكل النهائي للمشروع خلال الأيام القادمة استكمالاً لأسباب صدوره.
وحول أهمية المشروع الجديد ومدى أثره الإيجابي على عمل الهيئة العامة للاستشعار عن بعد أوضح وزير الاتصالات والتقانة أن مشروع وكالة الفضاء سيضيف مهمات جديدة للهيئة، حيث كانت الهيئة العامة تشتري الصور الفضائية وتستثمرها في المشاريع بالتعاون مع الجهات المعنية بينما ستصبح وكالة الفضاء تركز على جانب إنتاج المعطيات الاستشعارية، بدلاً من مجرد استهلاكها وتداولها بما يشكل إلى حد ما دخول سورية عصر الفضاء، مبيناً أن ذلك يحتاج لخبرات كبيرة في هذا المجال ولاسيما في التحكم باستقبال الصور الفضائية ومعالجتها وكل التطبيقات التي من الممكن استخدامها بمجالات مختلفة.
وأشار الصابوني إلى تدريب الوزارة لكادر من المختصين للقيام بهذا العمل منذ الأشهر الماضية وتهيئتهم للعمل المنوط بهم في المراحل القادمة وفي الأوقات الحالية لتشغيل محطة الاستقبال التي تم افتتاحها سابقاً..
(المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ 19/3/2014)