أكد صلاح الدين دميرتاش رئيس حزب السلام والديمقراطية التركي استمرار حكومة رجب طيب أردوغان بتقديم الدعم للإرهابيين في سورية لافتا إلى أن الاعتداءات السافرة لحكومة أردوغان على سيادة الأراضي السورية الأخيرة تعد “عملية انتخابية لكسب الأصوات”.
وقال دميرتاش في مقابلة مع صحيفة جمهوريت التركية أمس “إن تصوير إسقاط الطائرة السورية كعمل بطولي من قبل حكومة أردوغان والحديث عنه في الساحات أمام الجماهير يبرهن على أنه عملية انتخابية نفذتها حكومة حزب العدالة والتنمية”.
ووصف “مشاركة الطائرة الحربية التركية في الحملة الانتخابية لصالح حزب العدالة والتنمية بالأمر الخاطئ لأنه لا يمكن شن حملة انتخابية عبر الطائرات الحربية”.
وأشار رئيس حزب السلام والديمقراطية التركي إلى الدعم الذي تقدمه حكومة أردوغان للمجموعات الإرهابية المسلحة وقال “منذ ثلاث سنوات وهي تسهل عبور الإرهابيين إلى سورية وتقدم العلاج للمصابين منهم والتدريب لهم”.
وكان نائب رئيس حزب الشعب الجمهورى التركيي والناطق باسمه هالوك كوتش وصف الإثنين الماضي إسقاط الطائرة السورية التي يتحمل مسؤوليتها رجب طيب أردوغان بـ “المغامرة الاستفزازية” خدمة لأطماع أردوغان السياسية.
وفي سياق متصل حذر الكاتب الصحفي التركي مردان ينارداغ في مقال نشرته صحيفة يورت التركية من الخطر الذي ينتظر تركيا والقوات المسلحة التركية متسائلا بالقول “أي جهة يخدم إسقاط القوات التركية للطائرة السورية التي تكافح إرهابيي تنظيم القاعدة وينبغي على القوات التركية أن تكون جيش الجمهورية التركية وليست أداة لسياسات أردوغان الرجعية ومغامراته”.
وأضاف ينارداغ “إن القوات المسلحة التركية تحولت إلى أداة في لعبة أردوغان من خلال إسقاط الطائرة السورية” لافتا إلى أن مؤامرات أردوغان الرامية إلى جر الجيش التركي إلى الحرب مع سورية “يسيىء إلى سمعة ومكانة القوات المسلحة التركية المنهكة بالفعل”.
وأوضح ينارداغ أن أردوغان حول موضوع اسقاط الطائرة السورية التي كانت تلاحق إرهابيي تنظيم القاعدة إلى “أداة في حملته الانتخابية وسعى إلى الاستفادة من هذا الحادث واستخلاص البطولات منه” مشيرا إلى أن “حكومة أردوغان وحزبه يلعبان لعبة قذرة حيث أن اردوغان الذي فقد شرعيته والعاجز عن إدارة تركيا يستخدم القوات المسلحة التركية التي يسيطر عليها كأداة لإنقاذ مستقبله السياسي”.
ولفت ينارداغ إلى أن حكومة أردوغان التي فقدت الدعم الخارجي والداخلي تبحث عن مخرج لها وتسعى إلى جر تركيا إلى “نظام حالة الطوارئ من خلال العمليات المظلمة نتيجة خوفها من الهزيمة التي ستتكبدها في الانتخابات المحلية”.
وقال “على ما يبدو إن قيادة القوات المسلحة التركية تتحول إلى جزء من خطة أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية القذرة واعتداؤها على قوات للدولة السورية التي تخوض حرب دفاع مشروعة ضد المتطرفين والاعتداء الإمبريالي وإسقاطها الطائرة السورية يأتي في هذا الإطار”.
كما أكد ينارداغ أن القوات التركية “تتصرف بشكل يتنافى مع قيمها ومبادئ الجمهورية التركية وتقاليدها وتتوجه إلى خط المتطرفين ضد الدولة السورية التي تكافح الإرهابيين المتطرفين”.
وقال “لم تنل القوات المسلحة التركية الشرف من خلال التحول إلى جزء من الحرب القذرة على سورية التي تعتبر آخر جمهورية علمانية في العالم العربي وأن تحول الجيش التركي إلى أداة لسياسات أردوغان خطأ كبير لأن الوضع في سورية واضح والجيش السوري يقاتل المجموعات الإرهابية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي”.
وأضاف إن “الجيش العربي السوري كبد هذه المجموعات الإرهابية خسائر كبيرة فيما تواصل بعض هذه المجموعات الإرهابية ممارسة جرائمها بدعم من حكومة أردوغان وتعلم القوات المسلحة التركية وهيئة الأركان أن هذه المجموعات تشكل خطرا كبيرا على تركيا.. وبالتالي التحول إلى أداة لسياسات أردوغان الداعمة “للجهاديين” المتطرفين وتنظيم القاعدة” وذلك ليس من مهمة القوات المسلحة التركية.
ودعا الكاتب التركي رئيس هيئة الأركان التركية إلى اتخاذ موقف من شأنه أن يحمي مصالح تركيا الأساسية وليس مصالح السلطة السياسية المؤقتة والتحول إلى جيش الوطن والشعب والجمهورية وليس “قوة مسلحة تخدم حزب العدالة والتنمية والتطرف الديني”.
وكان مصدر عسكري أكد الأحد الماضي أنه “في اعتداء سافر يؤكد تورط أردوغان في دعم العصابات الإرهابية تم إسقاط طائرة حربية أثناء ملاحقتها العصابات الإرهابية داخل الأراضي السورية في منطقة كسب بريف اللاذقية وأن الطيار تمكن من الهبوط بالمظلة” فيما أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أن حكومة أردوغان قامت بعدوان عسكري غير مسبوق ولا مبرر له على الاطلاق ضد سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية في منطقة كسب الحدودية وذلك يومى الجمعة والسبت الماضيين تمثل بقصف بالدبابات والمدفعية على الأراضي السورية لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة من الأراضي التركية إلى داخل سورية.
كاتب بلجيكي: إسقاط القوات التركية للطائرة السورية تعبير عن ضعف أردوغان السياسي وانعكاس لحالة الذعر التي تنتابه قبيل الانتخابات البلدية
من جهته أكد الكاتب البلجيكي كريس جانسن أن إسقاط الطائرة السورية من قبل تركيا ما هو إلا تعبير عن ضعف رجب طيب أردوغان السياسي وحالة الذعر التي تنتابه قبيل الانتخابات في محاولة “لرفع الروح المعنوية وتحسين وضعه ومكانته وموقعه السياسي”.
وتناول جانس في مقال له تحت عنوان “خداع أردوغان ولعبة البوكر” المحاولة اليائسة التي عمد إليها أردوغان لتوجيه الأنظار عن تهم الفساد والرشاوى التي طالته مع العديد من كبار المسؤولين في حكومته بالإضافة إلى ابنه بلال.
وأشار جانس إلى أنه قبيل الانتخابات البلدية في تركيا والمقررة في 30 آذار الجاري عمدت طائرة تركية إلى إسقاط طائرة سورية متذرعة بخرق الجانب السوري للمجال الجوي التركي على الرغم من أن الطائرة سقطت في أراض سورية ولحسن الحظ أكد الطيار الذي نجا من الحادث أنه تم استهدافه بينما كان على الجانب السوري من الحدود.
وقال جانسن “حتى لو افترضنا أن الطائرة السورية عبرت لثوان إلى المجال الجوي التركي فإن الطائرات التركية يمكن أن تدفعها للخارج لأنه من وجهة نظر عسكرية ليس هناك سبب لإسقاط الطائرة.. وإذا لم يكن هناك سبب عسكري فإنه يجب أن ينظر إلى التصرف العدائي واسقاط الطائرة من زاوية سياسية”.
وبين الكاتب أن “رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية يتعرضان لضغط هائل بسبب المواجهة الحادة مع حركة غولن واتهامات الفساد وتورط ابنه والمكالمات المسجلة ما جعله يستشعر الثمن الذي يمكن أن يدفعه هو وحزبه في الانتخابات البلدية المقبلة بعد أن بات أكثر استبدادية مما كان عليه من قبل وتجلى ذلك بإغلاقه موقع تويتر للتواصل الاجتماعي وأصداره الأوامر للقيام بعمليات اعتقال جماعية ناهيك عن ملء السجون بالصحفيين الذين كتبوا مقالات لا يستسيغها أو أنه يرى فيها تهديداً له.. فالرسالة واضحة.. قم بمهاجمة أردوغان أو وجه له سؤالاً وستنتهي في السجن”.
واعتبر الكاتب أنه وعلى ضوء هذه الأزمة السياسية الداخلية احتاج أردوغان للقيام بشيء ما لاظهار شجاعته فكانت مسألة إسقاط الطائرة السورية وقد استخدم هذه المسألة لإبراز القوة واستغلال هذا التصرف الإجرامي في حشوده السياسية لنقل رسالة مفادها أنه الرجل القوي والقائد الذي تحتاجه تركيا.
واعتبر جانس أن “العدوان على سورية والتدخل في الأزمة في سورية من خلال تسهيل مرور إرهابيي “النصرة” وغيرهم من المجرمين من وإلى سورية عبر حدودها وتزويدهم بالأسلحة ومعالجة المصابين منهم في المشافي التركية سينعكس بالتأكيد سلبا على أردوغان”.
وأشار الكاتب إلى أن معظم الأتراك يعارضون المغامرة العسكرية التركية ليس فقط بسبب العلاقات التاريخية الجيدة بين الشعبين التركي والسوري بل لأسباب اقتصادية أيضاً حيث كانت التجارة بين سورية وتركيا عند المنطقة الحدودية قبل الأزمة في سورية مزدهرة لكنها الآن انخفضت إلى الصفر إضافة إلى أن الشعب التركي ونظراءه الأوروبيين يدركون تماماً ان المتطرفين الذين يدعمونهم الآن عاجلاً أو آجلاً سيحولون أسلحتهم للهجوم وقطع الأيدي التي تطعمهم الآن.
وخلص الكاتب إلى نتيجة مفادها أن “سياسات أردوغان بخصوص سورية بما فيها هذه المغامرة العسكرية وإسقاط طائرة من دولة مجاورة ليست في حال حرب معها ليس أكثر من محاولة يائسة لتغيير التوازن السياسي لصالحه قبل الانتخابات بأسبوع لكن على أردوغان أن يدرك أن خداعه وألعابه الخطرة ستؤدي على الأرجح للهزيمة والعقاب من قبل المقترعين”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 27/3/2014)