دون أي مفاجآت وتحت الضغط الأمريكي اكتفى المجتمعون فيما يسمى قمة العرب بالكويت بورقة إعلانات تحمل ذات الكلمات والمضامين المكرورة في مختلف القضايا التي عجزوا دوماً عن إيجاد أي حل فعلي لها فاكتفوا كعادتهم بعبارات الدعوة والإدانة والطلب والرجاء والاستجداء مع التركيز على التدخل في الشأن السوري الذي خلطوا فيه بين الحقيقة والأكاذيب مرددين اتهامات أدوات العدوان على سورية.
وبعد أن كرروا فيما أسموه إعلان الكويت الأكاذيب وتوجيه الاتهامات الباطلة للحكومة السورية حاولوا ترديد ما تجمع عليه أغلبية دول العالم فدعا الإعلان إلى “إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وفقاً لبيان جنيف” دون أن يجهد المعلنون أنفسهم بالعمل على تسهيل الوصول إلى هذا الحل وأقله عبر إيقاف تهريب الأسلحة وإرسال مرتزقة إرهابيين ودعمهم مالياً ولوجستياً أو إدانة من يقومون بذلك ولا سيما مشيخات السعودية وقطر وحكومة رجب طيب أردوغان في تركيا.
وإن كان المجتمعون أكدوا في إعلانهم أن “الحل السياسي يجب أن يتيح للشعب السوري الانتقال السلمي لإعادة بناء الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية بما يكفل المحافظة على استقلال سورية وسيادتها ووحدة أراضيها وسلامة ترابها” إلا أنهم تغافلوا عن حقيقة الحل الذي يريده الشعب السوري الذي يبدأ بنبذ العنف وإيقاف الإرهاب ومكافحته وهو ما رفض ائتلافهم المرتزق الانخراط به أو التوقيع مع الحكومة السورية عليه رغم أنها أعلنت مراراً وتكراراً مرونتها في مناقشة كل المواضيع وبنود بيان جنيف بندا بندا من البند الاول المتعلق بمكافحة الارهاب وتسهيل كل الأمور للوصول إلى الحل السياسي المنشود بما لا يتعارض مع مصلحة وتطلعات الشعب السوري.
وأمام مقعد سورية الذي شغله علم الجمهورية العربية السورية كممثل عن كل السوريين بدا تأكيد المجتمعين في بيانهم على “دعمهم الثابت للائتلاف بوصفه ممثلاً شرعياً للشعب السوري” كترضية لمال مشيخات الخليج المسيطرة على قرار الجامعة المنتهك ميثاقها ممن كان من واجبه الحفاظ عليها.
ورغم أن إعلان الكويت أعرب عن الإدانة بشكل “حازم للإرهاب بجميع أشكاله وصوره أياً كان مصدره واعتباره عملاً إجرامياً أياً كانت دوافعه ومبرراته” إلا أن تبنيه لائتلاف الإرهاب وعدم الإشارة لما يعانيه الشعب السوري من إجرام مجموعات إرهابية مسلحة أفرغ هذه الإدانة من مضمونها وجعلها عامة فضفاضة على مقاس صانعي الإرهاب وداعميه في مملكة آل سعود الإرهابية التي دعت بالأمس إلى تزويد الإرهابيين في سورية بالمزيد من الأسلحة لتعديل ما أسمته ميزان القوة.
وعلى هذا النحو ومع معرفتهم بأن شيئاً لن يغير من قرار الدولة السورية الواضح والصريح بحماية شعبها من الإرهاب والتصدي له بكل حزم وقوة طالب المجتمعون في الكويت الجيش العربي السوري بـ “الوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية” لينقلوا صدى صرخات استغاثة مرتزقة أدوات العدوان على سورية الذين تلقوا العديد من الهزائم خلال الأشهر الماضية.
ولأن ما صدر عنهم ليس سوى مجرد ورقة إعلان لا تحمل أي قرارات فقد صعد المجتمعون نبرة حديثهم فيما يخص القضية الفلسطينية والأراضي المحتلة وبالأخص الجولان السوري المحتل للتغطية على ذلك إذ عبروا بعد أن “أكدوا أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية ورفضوا يهودية إسرائيل” عن “دعمهم ومساندتهم الحازمة لمطالب سورية العادلة في حقها باستعادة الجولان السوري كاملاً إلى خط الرابع من حزيران 1967” دون أن يدينوا الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية أو يشيروا إلى التعاون الوثيق والتنسيق المباشر بين الائتلاف الذي يدعمونه وكيان الاحتلال حيث دعا أعضاء من الائتلاف صراحة إسرائيل لشن عدوان على سورية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 27/3/2014)