كشفت وسائل إعلام تركية عن تسجيل صوتي بين وزير الخارجية أحمد داود أغلو ومسؤولين أتراك يتحدث عن التخطيط للاعتداء عسكري ضد سورية وذلك بالتنسيق بين المخابرات التركية والمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ويتضمن اعترافات بإرسال السلاح والمسلحين بالتنسيق مع قطر.
وبين التسجيل الصوتي الذي يجمع بين داود أوغلو ومستشار جهاز المخابرات التركية هاقان فيدان ومستشار وزير الخارجية فريدون سينرلي أوغلو والرئيس الثاني للأركان الفريق ياشار كولار أن رجب طيب أردوغان يبحث عن إمكانية توجيه ضربة عسكرية لسورية وإذ اضطر الأمر يتم التنسيق بين المخابرات التركية والمجموعات الإرهابية لخلق حجة ربما تكون توجيه ضربات محدودة ومتفق عليها على الأراضي التركية أو تكية سليمان شاه في ريف حلب داخل الأراضي السورية.
وفي التسجيل يقول داود أوغلو لفيدان إن “رئيس الوزراء أخبرني بأن الاعتداء على تكية سليمان شاه يمكن أن يصبح حجة لضربة عسكرية” فيرد فيدان “أنا بإمكاني إرسال أربعة أشخاص إلى الجهة الثانية وإعطائهم تعليمات بضرب ثمانية صواريخ لمنطقة خالية.. أنا لم أفهم لماذا التكية بالتحديد فبإمكاننا ضرب أي منطقة أخرى وإذا اضطر الأمر نحن نضرب أو الطرف الآخر”.
وحسب ما يفهم من التسجيل فإن تركيا عن طريق جهاز الاستخبارات تسيطر وتوجه عدة مجموعات مسلحة بالإضافة إلى ذلك أرسلت لهم حتى الآن نحو 2000 شاحنة مقطورة من الدعم العسكري.
ويقول فيدان “بعد بدء الهجوم العسكري تحصل عدة انفجار ات في الداخل السوري لأن الحدود غير مسيطر عليها” يرد سينرلي أوغلو” طبعا ستحصل عدة انفجارات في الداخل السوري وأتذكر مكالماتنا قبل 3 سنوات”.
ويتدخل الرئيس الثاني لهيئة الأركان التركية كولار “علينا دعم السيد هاقان بشكل دائم وعلينا تسهيل مهمته بتوصيل الأسلحة والذخيرة للمعارضة” ويضيف “أن قطر تبحث عن ذخيرة فدعها تدفع سلفا ونقدم لها الذخيرة فهذه القضية بأمر الوزير”.
وحسب التسجيل يتحدث كولار وداود أوغلو عن عودة المجموعات المسلحة إلى تركيا “لأنها لا تجد الدعم الكافي” ويؤكدان أن “هذه المجموعات أداة بإمكاننا الاستفادة منها بشكل دائم”.
وهنا يتدخل سينرلي أوغلو معترضا على سياق الحديث فيقول “أنا لا أتذكر شيئا كهذا في التاريخ التركي فهذه القضية سياسة داخلية بحتة.. اصبحنا نتحدث عن موضوع تأمين الحدود والدفاع عن أراضي الوطن بشكل سخيف وأصبحنا نتحدث عنه كآلة رخيصة في السياسة الداخلية”.
وحسب التسجيل يقول فيدان “نحن أرسلنا نحو 2000 شاحنة مقطورة” فيرد كولار “نحن اقترحنا إرسال جنرال وحددنا من هو وذهب لهناك”.
ويتدخل داود أوغلو فيقول “ما رأيك بإرسال الدبابات” فيرد كولار..”هذا سيكون سببا مباشرا للحرب” ويعلق فيدان.. “هذا ليس منطقيا.. نحن مستعدون لاستخدام السلاح لأجل تكية سليمان شاه وعساكرنا موجودة فيها لكننا لسنا مستعدين لاستخدام السلاح من أجل حياة ملايين المواطنين الموجودين على الحدود”.
وتقوم حكومة أردوغان بعدوان عسكرى غير مسبوق ولا مبرر له على الإطلاق ضد سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية في منطقة كسب الحدودية منذ يومي الجمعة والسبت الماضيين تمثل بقصف بالدبابات والمدفعية على الاراضى السورية لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة من الأراضي التركية إلى سورية وتطور لاحقا لاعتداء سافر تمثل بإسقاط طائرة حربية سورية داخل الأجواء السورية دعما للمجموعات الإرهابية المسلحة.
أردوغان المتآمر على أمن تركيا يقر ضمنيا بما نشر من تسجيلات صوتية على اليوتيوب ويتوعد بمعاقبة الذين كشفوا تآمره
وفي إقرار ضمني بما نشر من تسجيلات صوتية على اليوتيوب تكشف تآمر مسؤولين في حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان على الأمن في تركيا من خلال اختلاق أحداث مفبركة تسوغ اعتداء تركيا ضد سورية أقر أردوغان بأن التسجيلات تتعلق باجتماع للأمن القومي متعهدا بمعاقبة الذين قاموا بهذا العمل كما اعترفت الخارجية التركية صراحة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أردوغان قوله في ديار بكر أمس “لقد سربوا شيئا على اليوتيوب” مضيفا “كان اجتماعا حول أمننا القومي”.
وزعم أردوغان بأن التسجيل الصوتي حول السياسة التركية في سورية يعتبر عملا دنيئا على حد قوله متناسيا أن الإساءة إلى دول الجوار في الجغرافيا والتاريخ أكثر من العمل الدنيء ذاته لا بل فاق ذلك من خلال وصفه هذا العمل بأنه “عمل دنيء وجبان ولا أخلاقي” متعهدا بمعاقبة المسؤولين عن ذلك وقال “سنتعقبهم حتى مغاورهم” مضيفا “من تخدمون من خلال التنصت”.
بدورها اعترفت الخارجية التركية في بيان بما جاء في التسجيل لكنها قالت: إنه “تم التلاعب به” واعتبرته “هجوما بغيضا وعملا إجراميا خطيرا”.
كما أقر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو وفق ما ذكرت وسائل إعلام تركية بالتسجيلات الصوتية وقال للصحافيين “إن نشر وقائع اجتماع سري تطرقت فيه السلطات إلى تدخل عسكري في سورية على الانترنت يشكل إعلانا واضحا للحرب ضد تركيا”.
وأضاف إن “عمليات التنصت التي تستهدف المسؤولين الذين يتولون مهمات رئيسية في جهاز الدولة تشكل بوضوح إعلان حرب على الدولة وعلى الأمة التركية” متوعدا كمشغله أردوغان بمعاقبة الفاعلين الذين لم يسمهم “عقابا قاسيا”..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 28/3/2014)